مسلسل “حلم وخيال” العراقي سرقة أم ترقيع؟

أخبار القارة الأوروبية- تقارير

ما إن بدأ عرض مسلسل “حلم وخيال” من بطولة الفنان “حسام الرسام” على قناة UTV العراقية حتى أصيب الجمهور بحالة من الخيبة، وطالت المسلسل سهام النقد اللاذع، إذ اتهم العمل بأنه يسيء للشباب العراقي، ويعكس صورة غير صحيحة عنه، وأن أبطال العمل يحاولون تقليد شخصيات مسلسلي “وادي الذئاب” “والحفرة” التركيين.

الصورة الركيكة التي ظهر بها المسلسل كانت نتاج ولادة غير موفقة لعمل هو في الأساس ليس ملكا لمن قاموا بإنتاجه، إذ تفاجأ صاحبا الفكرة الكاتب السوري “مضر عدس”، وزميلته العراقية “نجوان علي” بدء عرض المسلسل على القناة العراقية من دون الرجوع لهما، بعد أن أسفرت التعديلات الكثيرة وعملية الترقيع التي لم تكن على المستوى المطلوب.

القضاء واللجوء إلى الإعلام

تقول الكاتبة العراقية “نجوان علي” في تصريح لموقع “أخبار القارة الأوروبية”: “كانت تسمع عن سرقة الأفكار لكن أول مرة تتعرض لهذه التجربة، مشيرة إلى أن “الحالة منتشرة في كل البلاد العربية، خاصة بالنسبة للشباب”.

وتوضح “نجوان”: “أنا كشابة عربية، أعمل لسنوات بمجال السينما والتلفزيون، وهذه ليست أول تجربة تمر عليّ لسرقة جهودي، أحيانا أسمع من الزملاء أنه تمت سرقة أفكارهم، وهذه الحالة لا توجد في العراق فقط، وإنما موضوع منتشر في كل البلاد العربية، اذ تتم سرقة جهود الشباب دون حساب أو رقابة أو محاسبة”.

كما تضيف “نجوان”: “من يفعلون ذلك يعتمدون على وجود سند وظهر قوي يدعمهم، والقضاء في الدول العربية يتميز بالتأخير فتمر سنوات حتى تحصل على حقك المعنوي والمادي، والخاسر الوحيد يكون الضحية، الذي لا يبقى في يده شيء سوى اللجوء للإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ليكشف الحقيقة، ويعري مثل هؤلاء من عصابات سرقة الإبداع الفكري للشباب”.

مؤكدة أن “هدفنا كشف الحقيقة، ونطالب كل من تعرض لظلم بعدم السكوت، للتخلص من العادات التي أصبحت دارجة في وسطنا الفني والثقافي”.

سرقة موصوفة

بدوره، يقول الكاتب السوري “مضر عدس” أنه “تعرض للسرقة الأدبية، من خلال استيلاء شركة انتاج تلفزيوني على فكرة عمل درامي قام بإنجازها مع زميلته الكاتبة نجوان علي”، موضحاً أنهما “تواصلا مع المخرج العراقي علاء الأنصاري في نهاية شهر أيلول من العام الفائت، وبعد اجتماع ودي عبر تطبيق الزوم اتفقنا على كتابة مشروع مسلسل عراقي لقناة “يو تي في” العراقية التي يقع مقرها في اسطنبول، واحتوى نص المسلسل على الفكرة العامة وبناء الشخصيات والحبكة ومراحل العمل”.

ويتابع الكاتب “عدس” “أكد المخرج استلام نص المشروع وتم الاتفاق على قراءة الفكرة للمراجعة وعرض الملاحظات لاستكمال كتابة العمل، وبعد أشهر تفاجأت زميلتي بنشر فيديو تشويقي لعمل سيعرض على نفس القناة ويحتوي ملامح مشابهة لمشروعنا، وبالفعل تواصلنا مباشرةً مع علاء الأنصاري لينفي أي تشابه وبأنه لا يعلم أي شيء عن الموضوع”.

أما عن اللحظة الحاسمة فيقول “عدس”: “دعا مخرج العمل علي أبو خمرة نجوان كي تعمل ضمن فريق المسلسل كمخرج منفذ؛ فهي بالأساس خريجة سينما، وفي الاجتماع الأول وبعد نقاش سريع لمواقع التصوير والشخصيات لاحظت نجوان تشابه كبير بين مشروعنا وبين المسلسل”، موضحاً أن “نجوان طلبت توضيح الأمر من المخرج” علي أبو خمرة”.

أبو خمرة ومؤلف العمل

ورد “أبو خمرة” قائلا: “ما في تشابه بين مسلسلنا ومسلسلكن أبداً” ثم عاد وادعى أن المسلسل فكرة كاتب لم يوفق بكتابة السيناريو والحوار فطُلب من كاتب سوري آخر أن يكتبه”. إلى جانب ذلك، أكد “عدس”. أن “وبعد عرض العمل ظهر اسم علي أبو خمرة كمؤلف للعمل، أي صاحب الفكرة والشخصيات والحبكة، على عكس ما أخبرنا”.

وعندما رفضت “نجوان” عرض العمل بسبب تدني كبير ومخجل لأجرها كمخرج منفذ طالبت “علي أبو خمرة” بأن يوضح ولو لمرة واحدة وأخيرة حقيقة هذا الالتباس، وكالعادة كان رده ساخراً ورافضاً.وأنهى الحديث بـ: “شو بيطلع بايدكن عملو”.

الكاتب السوري “عدس” أكد “أن آخر تواصل مع المخرج لحل المشكلة كان مع نجوان عبر تطبيق الوتس أب”، لافتاً إلى أن “المخرج طلب من نجوان التواصل مع القناة والكاتب وأي جهة تريد ان تتواصل معها، وكون القناة ليست لها علاقة بالعمل ولا نعرف الكاتب لم نجد سوى التواصل الاجتماعي”.

حل الأزمة وديا

ويبين “مضر” أنه: “ذهبنا أول الأمر إلى المخرج “علاء الأنصاري” والذي أكد بأنه -وهنا سخرية الأمر- ، لم يرسل فكرتنا إلا لقناة واحدة وهي “يو تي في” منتجة العمل، ومن ثم أكد قطعاً استحالة سرقة المشروع وتجاهل التواصل معنا بشكل كامل وتجاهل عرضنا على تطبيق “الزوم” كما جرت العادة، للوصول إلى حل سلمي ومنطقي وعادل لقصتنا”.

وبين الكاتب السوري، “عندما عرضنا القصة على بعض الأصدقاء جاءت النصيحة بأن ننتظر عرض الحلقات الأولى من العمل، ومن ثم نتوجه للسوشيال ميديا التي باتت الساحة الحقيقية والوحيدة العادلة لقضايا الشباب هذه الأيام”.

تعديل وارد

الكاتب “عدس” لم يرفض تعديل العمل بما يتناسب مع ظروف تصويره وإنتاجه وهو أمر طبيعي لكن الاستياء كان مما يراه تعاملا غير أخلاقي مع الموضوع، مضيفا أنه “حتى ولو تعمدوا أو لم يتعمدوا القيام بالعديد من التعديلات على مشروعنا الأساسي، فهذا الأمر طبيعي في أي مشروع مسلسل، ففي حال تعاقد المخرج معنا فهو سيطالب بتعديل العديد من الأفكار الأساسية”.

ويضرب “عدس” أمثلة للتعديلات التي جرت على فكرته خلال عرض المسلسل قائلا: “مثال عن التعديلات التي جرت: الإعلامية السورية والتي أصبحت صحفية عراقية لا زالت تعمل في مجال واحد مع اختلافات بسيطة، الرسام كما هو مع تعديل الجنسية، وطبيعة الصراع بالمجمل واحدة وبالتفصيل مختلفة مع تعديلات عديدة، ولكن القضية الاهم بالنسبة لي هي بأن طريقة التعامل السيئة وغير المنصفة واللئيمة بكثير من المواضع هي ما جعلتني أنا و”نجوان” نبحث عن طريقة للمحاكمة العادلة لما جرى.

ويلفت إلى أنه: “كان الأفضل أن يتم الرجوع لنا والاعتذار بسبب رغبتهم بالتعاون مع كاتب آخر على أنهم يرغبون باستخدام النص الذي كتبناه، وسيتم التعامل مع الحقوق المالية والأخلاقية بطريقة تناسب الجميع، أما أن يختفي المخرج ومن ثم يرفض المخرج الآخر ردّ الحق وإغلاق أي طريقة للحوار وكأننا مقطوعون من شجرة في عام 1740 للميلاد، فهذا موضوع آخر خصوصا في عصر الانترنت وال me too.”.

اقرأ أيضا: الأول على يوتيوب.. إعلان مصري في صدارة الأكثر مشاهدة عالميا

وانتهى الكاتب السوري “مضر عدس إلى التشديد على أنه: “كل ما أريده في هذه القضية، هو رد الحق الأخلاقي والوقوف في وجه تصرف غير مهني و”قليل الأدب”، وهو الحصول على نص ومن ثم الاختفاء وعدم الرد أو المواجهة وكأنه حصل على بضاعة مجانية لا أهل لها، ومن ثم إن جاء أهلها للمطالبة بالحق أو التوضيح فلا داعي للتواصل معهم فلا هم أهل للمواجهة ولا هم أهل لها”.

اتهامات الكاتبين بسرقة فكرتهما لم تجد حتى الآن ردا ينفيها من صناع العمل، الذين اكتفوا بالصمت التام، لتبقى تلك الاتهامات قائمة تنال من المسلسل، وتشكك في الأخلاق المهنية للقائمين عليه، حتى تجد من يفندها ويرد عليها بالنفي أو الإثبات، أو تجد من يفتح تحقيقا فيها لعلنا نصل إلى الحقيقة المجردة في هذ الأمر وتعود الحقوق لأصحابها.

Exit mobile version