مسلمو فرنسا والانتخابات الرئاسية.. التصويت لماكرون “خيار مر” لكن لا مفر

أخبار القارة الأوروبية – فرنسا

تجري يوم الأحد المقبل الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية الفرنسية بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، ما يضع المسلمين في فرنسا ضمن “خيار مر” لا مفر منه لانتخاب ماكرون الذي يعتبره الكثير من المسلمين في فرنسا أنه حاول التضييق عليهم من عدة قانون أبرزها “الانفصالية الإسلاموية”.

في هذا السياق، تقول “ليزا ترواديك” وهو مواطنه فرنسية إنه منذ أن اعتنقت الإسلام، وبدأت في ارتداء الحجاب قبل عقد تقريباً، تعرضت في فرنسا لإساءات لفظية ونظرات مهينة ومضايقات أحياناً، أثناء سيرها في الشارع.

وحاليا تخشى ليزا من أن يزداد الشعور بالاغتراب، الذي يسيطر عليها، عمقاً، إذا فازت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بالرئاسة في الجولة الثانية.

وأضافت ليزا في تصريح لوكالة “رويترز” اليوم الأربعاء: “إن إصرار لوبان على منع المسلمات من ارتداء الحجاب في الأماكن العامة سيكون تفرقة ضد المسلمات مثلها ممن يلتزمن بالقيم العلمانية لفرنسا”.

وأردفت ليزا التي تدير مركزا لرعاية الطفل في باريس “أنا خائفة بحق من أن تفوز لوبان، إذا حدث ذلك، لا أعرف كيف سيبدو شكل الحياة في اليوم التالي”.

وعلى أمل إبقاء لوبان بعيداً عن السلطة، تقول ليزا أنها ستصوت لماكرون ولكن على مضض، خاصة أن سجله في التعامل مع دينها أقنعها بأن الشعور المعادي للمسلمين في تزايد في فرنسا.

وتدعم البيانات هذا الشعور، وتظهر أرقام صادرة عن وزارة الداخلية ارتفاعاً حاداً في الأفعال العنصرية والمسيئة للمسلمين في 2021، رغم تراجعها بحق معتنقي ديانات أخرى.

وقالت ليزا إن التصويت لماكرون “خيار مر لكن لا مفر منه”

وسبق أن تعهد ماكرون بأنه سيواصل مكافحة ما يصفه بأنه “النزعة الانفصالية الإسلامية”، والدفاع عن العلمانية الفرنسية التي يقول إنها تسمح لكل المواطنين بممارسة شعائر دياناتهم بحرية، ويقول إنه ضد حظر ارتداء الرموز الدينية في الأماكن العامة.

اقرأ أيضا: هل يقرر الحجاب الفائز في انتخابات فرنسا الرئاسية؟

بينما تريد لوبان حظر الحجاب في الأماكن العامة دون أن تحظر باقي الرموز الدينية مثل القلنسوة اليهودية، وتعهدت بمحاربة “الأيديولوجيات الإسلامية” التي تصفها بأنها “شمولية”

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، مررت حكومة ماكرون سلسلة من القوانين والإجراءات التي قالت إنها لمواجهة التطرف الديني، وللحفاظ على القيم العلمانية للبلاد، لكن تلك القوانين والإجراءات خلفت عند الكثير من المسلمين مثل ليزا شعوراً بأن الإسلاموفوبيا في تنامٍ.

Exit mobile version