هل يقرر الحجاب الفائز في انتخابات فرنسا الرئاسية؟

هل يقرر الحجاب الفائز في انتخابات فرنسا الرئاسية؟

أخبار القارة الأوروبية – فرنسا

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالا للصحفي “روجر كوهين” قال فيه إن امرأة مسلمة ترتدي حجابا واجهت المرشحة الرئاسية الفرنسية اليمينية المتطرفة التي تدعو لحظر الحجاب، “مارين لوبان”، وسألتها «ما علاقة الحجاب بالسياسة؟».

وكانت “لوبان”، وهي قومية ذات أجندة مناهضة للهجرة، قد تعهدت بحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة إذا تم انتخابها في الجولة الثانية من التصويت يوم الأحد المقبل. وتقول إنه «زي إسلامي»، أو علامة على التمسك بتفسير متطرف مناهض للغرب.

المرأة التي جادلت مع لوبان لم تتفق مع هذا، وقالت إن اختيارها لارتداء غطاء الرأس جاء «عندما كنت امرأة كبيرة في السن» كعلامة على كونها «جدة». أصرت لوبان على أنه في العديد من الأحياء الفرنسية، يتم «الفصل والعزل والحكم على النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب».

وفي الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا الغربية، يعتبر الحجاب مهما، حيث إن علاقة فرنسا بالإسلام مضطربة بسبب تاريخها الاستعماري في الجزائر.

وفي الوقت الذي تواجه فيه “لوبان” والرئيس “إيمانويل ماكرون” بعضهما البعض في سباق هامشه ضيق، برزت الحرية الدينية، خاصة بالنسبة للمسلمين الذين يشكلون حوالي 8% من السكان، كقضية محورية.

جدل بين ماكرون ولوبان بشأن حظر الحجاب في فرنسا

“ماكرون”، الذي وصف خطة “لوبان” بأنها «مشروع متطرف»، أثار غضب بعض أفراد الجالية المسلمة، بشكل أساسي من خلال التشريع المصمم لمكافحة ما يسميه «الانفصالية الإسلامية». وتم استخدام هذا القانون، الذي تم إقراره العام الماضي، لإغلاق بعض المساجد والجمعيات الإسلامية المتهمة بتشجيع التطرف، وقد صُمم جزئيا لجذب ناخبي اليمين إلى معسكره الوسطي.

كان هذا مثالا آخر على “ماكرون”، الذي نادرا ما خاض حملته الانتخابية قبل الجولة الأولى من التصويت في 10 أبريل، لتعديل رسالته لمناشدة كتل الناخبين الذين شعروا بخيانته لهم على مدى السنوات الخمس الماضية – المجتمع المسلم واليسار.

في الجولة الأولى، صوت حوالي 70% من مسلمي فرنسا لصالح “جان لوك ميلينشون”، المرشح اليساري المتطرف الذي خسر الانتخابات بفارق ضئيل، وفقا لدراسة أجراها معهد «إيفوب» لاستطلاعات الرأي، إذ تعتبر تلك الأصوات مهمة في الجولة الثانية.

فرنسا جمهورية علمانية ومن الناحية النظرية مجتمع غير تمييزي حيث يتمتع الناس بحرية الإيمان أو عدم الإيمان بأي إله يرغبون فيه. لكنها تجد نفسها في نقاش ممزق حول الإسلام. ينظر اليمين المتطرف إلى الوجود الإسلامي المتزايد على أنه تهديد مميت للهوية الفرنسية، وقد اكتسب هذا الرأي موطئ قدم في التيار السياسي السائد.

Exit mobile version