ماكرون ولوبان يتبادلان الاتهمامات خلال مناظرة المرشحين للرئاسة الفرنسية

أخبار القارة الأوروبية- فرنسا

نظمت ليلة أمس الأربعاء المناظرة الأولى والأخيرة بين مرشحي الرئاسة الفرنسية للجولة الثانية، حيث شهدت اتهامات مبتادلة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

وكان النقاش حادا حول المرشح الذي سيكون الأفضل لتحسين القدرة الشرائية للناخبين، وإدارة السياسة الخارجية، فضلا عن قضايا مثل الحجاب والاتحاد الأوروبي.

و بع\ مصافحة سريعة، أخذ المرشحان مقعديهما في استوديو تلفزيوني “تي إف 1″ و”فرانس 2” وانطلقا في استعراض آرائهما المتخالفة في مجمل الموضوعات التي نوقشت خلال الأمسية. وإدراكا منها للتحدي، بذلت لوبان قصارى جهدها لتجنب هنات مشاركتها في المناظرة الرئاسية السابقة عام 2017.

وشهدت المناظرة توتراً طوال الوقت، تخللتها عبارات مثل «لا تقاطعني»، «هذا خطأ»، واتهامات من كل طرف إلى الآخر بتبني رؤية ضحلة، وغير طموحة لفرنسا ومستقبلها.

وبالنسبة إلى لوبان، التي تتأخر عن ماكرون في استطلاعات آراء الناخبين، فإن المواجهة التي طال انتظارها هي فرصة لإقناع الناخبين بأنها تتمتع بالمكانة التي تجعلها رئيسة، وبأنهم لا ينبغي لهم الخوف من رؤية اليمين المتطرف في السلطة.

وقالت لوبان: «أريد أن أعيد للفرنسيين أموالهم»، وانتقدت بشدة أداء ماكرون كرئيس للبلاد، قائلة إنها رأت على مدى السنوات الخمس الماضية الفرنسيين «يعانون».

وأضافت: «أود أن أقول لهم إن هناك خياراً آخر ممكناً. سأكون رئيسة تهتم بتكاليف المعيشة».

أما ماكرون، فكان أقوى هجوم له ضد منافسته اليمينية المتطرفة هو ذكر إعجابها السابق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحصولها على قرض لحملتها الرئاسية عام 2017 من بنك روسي واعترافها بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

وقال ماكرون لمنافسته:«أنتِ تعتمدين على القوة الروسية، وتعتمدين على السيد بوتين. حصلتِ على قرض من بنك روسي».

وأضاف «يمكن تفسير الكثير من خياراتك من خلال هذا الاعتماد. أنت لا تتحدثين إلى قادة آخرين بل تتحدثين إلى المصرف الذي أقرضك المال عندما تتحدثين إلى روسيا، هذه هي المشكلة». ونفت لوبان الاتهامات قائلة «أنا امرأة حرة ومستقلة تماماً».

ومع انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له في 13 عاماً، قال ماكرون، إنه فخور بخلق فرص عمل خلال فترة ولايته، وأضاف: «أفضل طريقة لاكتساب القوة الشرائية هي محاربة البطالة».

وظل المرشحان يقاطعان بعضهما بعضاً في بداية المناظرة، وقالت لوبان، إن مقترحاتها «في الحياة الواقعية» ستحسن وضع الناخبين أكثر بكثير من خصمها، بينما قال ماكرون، إن الكثير من مقترحاتها ليست واقعية.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة «أوبنيان واي-كيا بارتنرز» لصالح صحيفة «ليزيكو» أن حوالي 14% من الناخبين كانوا ينتظرون المناظرة لتحديد من سيصوتون له، بينما قال 12% إنهم سيحسمون أمرهم إذا كانوا سيصوتون من الأساس.

وتقدم الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم، إذ يقدم ماكرون برنامجاً ليبرالياً مؤيداً لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.

وتباينت ردود الفعل حول المناظرة، حيث اعتبر “جيرالد دارمانين” وزير الداخلية الفرنسى أن المناظرة “مثيرة للاهتمام وسلطت الضوء على رؤيتين مختلفتين تماما للعالم”.

بينما قال “برونو لو مير” وزير الاقتصاد والمالية والصناعة الفرنسي، حسبما ذكرت قناة “فرانس إنفو تى فى” الإخبارية الفرنسية اليوم الخميس، “إننا نرى الكثير من التردد ذهابا وإيابا من مارين لوبان لا سيما فيما يتعلق بتخفيض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة من 20 % إلى 5%”.

اقرأ أيضا: مسلمو فرنسا والانتخابات الرئاسية.. التصويت لماكرون “خيار مر” لكن لا مفر

واعتبر أن الرئيس “ماكرون” كان كثير الوضوح بشأن القوة الشرائية التى تمر أولا من خلال العمل والبناء الأوروبى والبيئة التى هى نفسها الفراغ الكبير فى مشروع “مارين لوبان”.

بدوره، أعرب رئيس وزراء فرنسا السابق “إدوارد فيليب” عن اعتقاده بأن المناظرة التى جرت الليلة الماضية بين “ماكرون” و”لوبان” كانت “مفيدة وواضحة للغاية” وأن المواجهة كانت “شديدة وفي وضع جيد”.

Exit mobile version