بريطانيا.. عشوائية في استقبال المهاجرين

أخبار القارة الأوروبية- تقارير

عبر مئات الأشخاص القنال الإنكليزي (بحر المانش) على متن قوارب صغيرة خلال 24 ساعة، حسبما أفاد مسؤولون بريطانيون أمس الأول الاثنين، بعد أكثر من أسبوع لم يتم الإبلاغ خلاله عن خروج أي من تلك الرحلات الخطرة.

وقالت وزارة الدفاع إن 254 شخصا وصلوا إلى الساحل الإنكليزي على متن سبعة قوارب قادمة من شمال فرنسا، الأحد، وإن المزيد تم نقلهم للشاطئ بواسطة قوارب النجاة البريطانية يوم الاثنين.

وتضاعف عدد رحلات المهاجرين الساعين للوصول لبريطانيا ثلاث مرات في 2021، وقد يسجل رقماً قياسياً جديداً هذا العام.

وللمرة الأولى منذ 11 يوما، أبلغت الحكومة البريطانية التي تُحدِّث البيانات الخاصة برحلات العبور غير الشرعية يومياً، عن وجود قوارب في القناة التي شهدت نهاية أبريل الماضي رياحاً عنيفة وأمواجاً عاتية.

نظام استقبال سيء للمهاجرين

ويعاني المهاجرون الواصلون إلى بريطانيا عبر المانش من نظام استقبال طالبي اللجوء في ظل عم تمكنهم من معرفة حقوقهم والإجراءات المتربة على وصولهم.

قوارب المهاجرين وصلت إلى سواحل المملكة المتحدة، انطلاقا من كاليه الفرنسية، منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، حيث عبرت مجموعات المهاجرين على متن قوارب مطاطية وأخرى يدوية الصنع أحيانا، يتوقف معظمها عن العمل في وسط بحر المانش، إما لنفاذ الوقود أو أعطال في المحرك، أو ثقوب ينفذ منها الماء إلى القارب، ما يجعل المهاجرين عرضة الموت غرقا.

عندما يصل المهاجرون إلى نقطة الاستقبال الأولى في ميناء دوفر ببريطانيا، يقيمون أياما دون معرفة ما ذا يمكن أن يحصل لهم في هذا التوقيت .

ينقل جميع الواصلين إلى سواحل كينت (بعد إنقاذهم) إلى ميناء دوفر، حيث نقطة الاستقبال الأولي، في مركز غير مؤهل، وصغير جدا. هو بمثابة مستودع في الميناء، ينام فيه الناس أحيانا على الأرض الأسفلتية، يبقون هناك من دون أي خصوصية وفي ظروف صعبة بمن فيهم العائلات والقاصرين غير المصحوبين، ويترك الواصلون أحيانا بثيابهم المبللة.

لا تعلم الجمعيات ولا المهاجرون إن كانوا سينزلون في الخيمة الكبيرة أو الحافلة أو المكانين، ولا إلى أين سينقلون بعد ذلك، ووفق مادي هاريسون من شبكة “هيومان فور رايت (Human for Rights Network) ”يُنقذ معظم الناس من البحر، يُؤخذون إلى بقعة جافة، ويُنقلون بعدها إلى حافلة أو مركز مانستون أو إلى مركز احتجاز.

بعد النزول في نقطة الاستقبال الأولي أو في حافلة، ينقل طالبو اللجوء إما إلى مراكز احتجاز ومنها إلى مراكز إقامة مؤقتة، أو إلى المساكن المؤقتة فورا، ويعاد نقل نسبة كبيرة أيضا إلى مراكز أخرى على نحو عشوائي بالنسبة إلى الجمعيات، وهكذا حتى صدور قرار لجوئهم.

يتم ينقل طالبو اللجوء إلى أماكن عدة من دون أن يعلموهم إلى أين، ولا يختار طالب اللجوء إلى أين سينقل ولماذا، ولا يستطيع رفض الأمر.

وتعاقدت السلطات البريطانية مع مقاولين لاستخدام نحو 200 فندق، كمراكز إيواء للمهاجرين. تتفاوت أوضاع المهاجرين في الفنادق، بينما يعيش معظم طالبي اللجوء المقيمين في ثكنات نابير أوضاع سيئة، لا سيما صحيا ونفسيا.

ثكنات نابير

لفّ مربّع ثكنات نابير شريط مشمع أزق، تتبع المنطقة إلى مدينة فولكستون بالقرب من دوفر، حيث يتجمع طالبوا اللجوء ، كما أعيد فتح ثكنات نابير العسكرية السابقة كمساكن مؤقتة لطالبي اللجوء في عام 2021، بعد أن كانت السلطات قد أغلقتها لسنوات (نحو سبع سنوات). لاقت الخطوة ردود فعل الجمعيات والمنظمات التي تدعم المهاجرين، إذ إنها غير مناسبة لإقامة طالبي اللجوء.

وكانت أعلنت المحكمة العليا في لندن أن ظروف الاستقبال هناك غير قانونية، مع ذلك لم يصدر مرسوم بإغلاقها، حيث أنها ثكنات غير مهيئة، وكان اللاجئون يعتقدون أن السلطات ستجري إصلاحات، لكن الأمر لم يكن كذلك، فالوضع مروع والجو بارد جدا، والمهاجرون كانوا عرضة لتعذيب أو اعتقال في مثل هذه الأماكن سيفاقم حالتهم.

الفنادق ليست أفضل حالا

أحوال كثير من الفنادق ليس أفضل. وفي كلتا الحالتين، يبقى طالبوا اللجوء منتظرين من دون معلومات عن أي شيء مثل حقوقهم، أو إجراءات طلب اللجوء، أو موعد قرار اللجوء وغيرها، ولا يستطيعون الوصول إلى المعلومات أو المشورة القانونية، فلا يوجد برنامج واضح هنا أبدا، ولا يدرك المهاجرون ما سيجري لهم، حتى عندما يسألون استعلامات الفندق للمساعدة لا يقولون للمهاجرين ما يحق لهم وما لا يحق، ولا يتم سؤالهم عن الطعام.

بعض المهاجرين يشكون من عدم إخبارهم بشيء في الفندق لكنهم اكتشفوا أنهم يستطيعون توكيل محام لمساعدتهم، وأنهم يستطيعون حجز طبيب، أو طلب مترجم وأمور أخرى لكنهم يشعرون بالاستياء لأن أحدا لم يخبرهم بشيء.

اقرأ أيضا:بعد اتهامات بانتهاك حقوق المهاجرين.. مدير “فرونتكس” الأوروبية يستقيل من منصبه

” بريدجيت شامب” من شبكة كينت أكدت أن ”لا أحد يخبر طالبي اللجوء أي شيء عن سير أمورهم ويبقون منتظرين“، وانتهت بالقول “إنه أمر غير إنساني معاملة الأشخاص بهذه الطريقة…مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ونقص اليد العاملة، نحن في أمس الحاجة إليهم هنا، علينا تقبيل أقدامهم عند وصولهم”.

يعيق الانتظار طالبي اللجوء من الاندماج في المجتمع، ومتابعة التعليم والعمل والتفكير في المستقبل الآمن الذي جاؤوا من أجله. يبقون منتظرين من دون إجابات واضحة، رهن معلومات تصلهم عبر أصدقاء وشائعات يسمعونها ويصلون إلى تصديق بعضها أحيانا.

ووصل نحو 7000 شخص إلى السواحل البريطانية من طريق عبور قناة المانش على متن قوارب، منذ بداية العام 2022 ويشكل ذلك ثلاثة أضعاف حصيلة العام الماضي في الفترة نفسها، وفقاً لإحصاءات وكالة “بي. اي”

Exit mobile version