بريطانيا.. حزب المحافظين الحاكم يتكبد خسائر في الانتخابات المحلية

أخبار القارة الأوروبية- تقارير

يواجه حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا أكبر خسارة له في الانتخابات المحلية منذ عام 1964، ما جعل ريس الوزراء “بوريس جونسون” والذي يتزعم الحزب يعترف بأنهم واجهوا أوقاتا صعبة بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات.

فقد أظهرت نتائج أولية للانتخابات المحلية الإنجليزية تكبد حزب المحافظين، خسائر في الاقتراع الذي أُجري على خلفية أزمة غلاء المعيشة والغرامات المفروضة على رئيس الوزراء لخرقه قواعد الإغلاق التي فُرضت لمكافحة فيروس كورونا.

ووفقا للنتائج الأولية، فقد حزب المحافظين 53 مقعدا في المجالس المحلية، وكسب حزب العمال المعارض الرئيسي مقعدا واحدا، بينما فاز حزب الليبراليين الديمقراطيين بـ27 مقعدا.

حزب العمال يحقق مكاسب في لندن

النتائج كشفت عن تحقيق حزب العمال المعارض مكاسب في العاصمة لندن، لا سيما في مجالس واندزورث وبارنيه ووستمنستر الخاضعة لسيطرة المحافظين منذ عقود.

وللمرة الأولى منذ قرابة ستين عاما، وبعد فرز نحو ثلث أصوات الناخبين، يفقد حزب المحافظين سيطرته على مجالس رئيسية في العاصمة لصالح حزب العمال بقيادة “كير ستارمر”.

النتائج الأولية حتى الآن لا تحسم ما إذا كان حزب العمال باستطاعته استعادة السلطة في حال إجراء انتخابات عامة.

مراقبون يرجحون خسارة حزب العمال بعض المجالس المحلية خارج العاصمة؛ حيث تشير النتائج التي ظهرت حتى الآن إلى أن العمال لم يستفيدوا من تراجع تأييد حزب المحافظين بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع الثقة في “جونسون”.

ويبدو أن “جونسون” بدأ يجني عواقب مخالفته هو وقيادات أخرى في حزبه قواعد التباعد الاجتماعي التي كانت مفروضة للتصدي لفيروس كورونا.

ويسعى رئيس الوزراء البريطاني للتقليل من شأن ما يُعرف إعلاميا بفضيحة “بارتي غيت” التي تسببت في تغريمه الشهر الماضي، ليكون أوّل رئيس وزراء بريطاني يتعرض لذلك أثناء وجوده في المنصب لإدانته بمخالفة القانون.

من جانبه اعتبر رئيس حزب المحافظين “أوليفير دودين” أن الخسائر التي تكبدها الحزب، أنها لا تمثل تهديدا لوجود الحزب بزعامة “جونسون” في سدة الحكم، قائلا إنه “بالنظر إلى خارطة النتائج حتى الآن، أعتقد أنها رغم صعوبتها تتسق مع التوقعات منذ منتصف المدة”.

من جانبه أشار “جونسون” إلى أن المحافظين بشكل عام يواجهون نتائج متباينة، وأنهم أحرزوا “مكاسب ملحوظة” في العديد من المناطق.

في المقابل قال “آدم هوغ”، مسؤول حزب العمال الجديد لمجلس مدينة وستمنستر، إن فوز حزبه يعدّ “ميزة كبرى”.

” باري رولينز” مسؤول العمال الجديد في منطقة بارنيت، قال لمجلس المدينة إن النتائج تعكس خيبة آمال الناس من حزب المحافظين، مضيفا : “أعتقد أن كثيرين من ناخبي حزب المحافظين لم يذهبوا للاقتراع هذه المرة ربما شعروا بالخذلان من حزبهم أو بخيبة أمل، لست أدري، تجاه بوريس جونسون، ومن ثم لم يذهبوا للاقتراع، وأعتقد أن هذا أحدث فارقا”.

بلفاست قد تحسم مستقبل وحدة البلاد

وتتجه الأنظار إلى بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية التي قد تشهد منعطفا تاريخيا؛ حيث حزب “شين فين” القومي -المؤيد لإعادة توحيد أيرلندا الشمالية مع جمهورية أيرلندا- قد يخرج كأكبر حزب لأول مرة في المقاطعة البريطانية، وقد تتمخض النتائج في أيرلندا الشمالية عن آثار دستورية كبرى تتعلق بمستقبل وحدة البلاد.

ويعدّ حزب الديمقراطيين الليبراليين أكبر الفائزين حتى الآن بتأمينه عشرات المقاعد التي كانت في الماضي للمحافظين في المجالس المحلية.

“ديردري هينان” أستاذة السياسة الاجتماعية بجامعة أولستر، تقول إنه كان هناك شعورا بأن الانتخابات ستكون “تاريخية بحق”، مضيفة: “سيكون ذلك بمثابة تغيير جذري، إذا أصبحت شخصية قومية وزيرا أوّل”.

حزب “شين فين” يقلل من نبرته للوحدة الأيرلندية

وفي أثناء حملته، خفّض حزب “شين فين” من نبرة دعواته للوحدة الأيرلندية، بالقول إن الاهتمام الأول حاليا ليس منصبا على تحديد موعد لإجراء استفتاء على السيادة، وإنما التركيز منصبّ على ارتفاع أسعار المعيشة وقضايا محلية أخرى. ويعدّ “شين فين” الواجهة السياسية للجيش الجمهوري الأيرلندي سابقا.

“ميتشيل أونيل” نائبة رئيس الحزب، ترى أن الناخبين يتطلعون إلى المستقبل بنظرة براغماتية أكثر من النظرة الدوغمائية التي طالما وسمت السياسات الأيرلندية الشمالية.

كما حقق حزب الخضر نتائج جيدة، فيما لا يزال فرز الأصوات مستمرا في مقاطعات ويلز، واسكتلندا، وأيرلندا الشمالية.
وقد يؤجج خروج المحافظين بنتائج هزيلة حالة السخط القائمة تجاه حزب المحافظين بزعامة جونسون المتورط في سلسلة من الفضائح.

خلفية تاريخية

في عام 2019، حقق “جونسون” فوزا كبيرا في الانتخابات العامة على خلفية تعهّده بقيادة عملية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وأبلى “جونسون” بلاء حسنا على صعيد عملية الخروج، لكن جاء وباء كورونا وعطّل بشكل كبير تقدّم جونسون على عدد من الأصعدة المحلية.

منصب “جونسون” كرئيس للوزراء بات عرضة للخطر بعد اتهامه بمخالفة قواعد التباعد الاجتماعي التي فرضها تفشي الوباء، فضلاً عن ارتفاع أسعار المعيشة.

في المقابل، يسعى حزب العمال المعارض إلى تحقيق مكاسب جديدة في أنحاء إنجلترا وتعزيز مكاسبه في آخر انتخابات محلية عام 2018. ويطمح العمال إلى الإطاحة بالمحافظين من المركز الأول في اسكتلندا، لصالح الحزب الوطني الاسكتلندي المؤيد للاستقلال.

كما يطمح العمال إلى أن يظل صاحب أكبر حزب في ويلز، حيث أصبح الشباب من الفئة العمرية بين 16 و17 عاما مؤهلين للتصويت لأول مرة.

Exit mobile version