كارل ماركس.. أشهر الفلاسفة في عصره

كارل ماركس.. أشهر الفلاسفة في عصره

كارل ماركس.. أشهر الفلاسفة في عصره

أخبار القارة الأوروبية – بورتريه

يعد “كارل ماركس” واحدا من أشهر الشخصيات في القرن الـ19 وما بعده، كما علا نجمه في القرن العشرين، عندما عرفت أفكاره طريقها نحو التطبيق في روسيا وغيرها من الدول، وصاحب كتاب “رأس المال”.

ولد “كارل ماركس” في 5 مايو 1818 في بروسيا، وكان واحداً من تسعة أطفال، والداه يهوديان لكنهما اعتنقا المسيحية في العام 1816 وهو “تنازل مهني” رداً على قانون حظر اليهود من المجتمع الراقي عام 1815.

نشأته وتعليمه..

في أكتوبر عام 1835، بدأ “ماركس” يدرس في جامعة بون، وفى الفصلين الدراسيين اللتين قضاهما هناك، تم سجنه بسبب الخمور وتعكير السلم وتراكم الديون ومشاركَته في المبارزة.

بدأ العمل صحفيا عام 1842 بعد حصوله على الدكتوراه وأصبح رئيس تحرير راينش تسايتونج، وهي صحيفة ليبرالية في كولونيا، وبعد عام واحد فقط، أمرت الحكومة بـ إغلاق الصحيفة.

في 28 أغسطس 1844 التقى “ماركس” بــ”فريدريك إنجلز” الاشتراكي الألماني، بدأ بعدها صداقة دامت على مدى حياتهما.

خلال الفترة من أكتوبر 1843 و يناير 1845، انشغل ماركس بدراسة مكثفة لـ”الاقتصاد السياسي (“آدم سميث”، و”وديفيد ريكاردو” و”جيمس ميل”، وآخرون) والاشتراكيون الفرنسيون (خصوصاً “كلاود هنري”، “سانت سيمون” و”تشارلز فوجيي”.

الهجرة إلى بلجيكا..

قرر “ماركس” الهجرة إلى بروكسل في بلجيكا بعد عدم استطاعته البقاء في فرنسا أو الانتقال إلى ألمانيا، وقد كان لزامًا عليه أن يتعهد بعدم نشر أي شيء حول موضوع السياسة المعاصرة ليتمكن من الدخول إلى بروكسل.

بين عامي 1845-1848 كان “إنجلز” و”كارل ماركس” في بروكسل حيث انضما لحزب الشيوعيين الألمان، الذي أصرَّ على تأليف كتيّب مفصل عن مبادئ الشيوعية ليصبح فيما بعد معروفا باسم بيان الحزب الشيوعي. Communist Manifesto ونشر لأول مرة في 21 فبراير عام 1848، وأعيد نشره مرات عديده حتى اليوم.

 وفى 21 فبراير 1848 أصدر “ماركس” البيان الشيوعي الذي أصبح فيما بعد أحد أكثر الكتب السياسية تأثيرًا في العالم.

الانتقال إلى إنجلترا..

أما في نوفمبر عام 1850 انتقل “إنجلز” إلى لندن لينضم إلى “ماركس” ويدير من بعيد معمل والده في مانشستر ليؤمن الدعم المادي لماركس، وبنفس الوقت كان “إنجلز” يكتب عمله البارز “حرب الفلاحين فى ألمانيا” الذي كان يعتمد على حركة الإصلاح البروتستانتي.

وتوفي في عام 1883، “كارل ماركس” وقد واجه “إنجلز” صعوبة في الحفاظ على روح الشيوعية، واشتهر منذ ذلك باسم الماركسي الأول، كما عمل على تحرير المجلدات غير المنتهية من مجوعة كتب “ماركس” الشهيرة: رأس المال Das Kapital حيث تمكن من وضع اللمسات الأخيرة عليها.

فلسفة كارل ماركس والقوى العاملة..

“ماركس” اعتقد أنّه يستطيع دراسة التاريخ والمجتمع علمياً إضافة لتمييز اتجاهات التاريخ الناتجة من الصراعات الطبقية في المجتمع، لذلك فإن بعض أتباعه يعتقدون بأنّ الثورة الشيوعية ستحدث حتماً رغم أنّ “ماركس” أكدّ في اطروحته الحادية عشر حوّل فيورباخ أن الفلاسفة فسروا العالم فقط بطرق مختلفة ؛ لكن الهدف هو تغييره ومن الواضح أنّه كرّس نفسه لمحاولة تغيير العالم.

من خلال النقد الذي وجهه “ماركس” فقد جادل الكثير من المفكرين ولذلك اعتُبر أول مستخدم للطريقة النقدية في العلوم الاجتماعية فانتقد الفلسفة التأملية وساوى بين فوق الطبيعية والأيديولوجيا. ومن خلال هذا النهج حاول ماركس فصل النتائج الرئيسية عن التحيزات الأيديولوجية، وهذا ما ميزه عن عديد معاصريه.

اهتمام “ماركس” المُكثف كان بطريقة ارتباط الناس بقوى العمل الخاصة بهم وأعطى هذا الاهتمام الكثير أثناء كتابته عن مشكلة الاغتراب، وبنفس طريقته مع الجدل فقد بدأ “ماركس” بصياغة مفهوم الاغتراب انطلاقاً من مفهوم “هيغل” وقراءته بشكلٍ مادي حيث خلص إلى أن الرأسمالية تتوسط علاقات الإنتاج بين العمال والرأسماليين من خلال السِلع التي تُشترى وتُباع في السوق، بالنسبة لــ”ماركس” فإن اجتمال تخلي المرء عن ملكية العمل الخاص به -قدرة المرء على التغيير- هو بمثابة اغتراب عن طبيعة الفرد إضافة لكونه خسارة روحية.

هذه الخسارة وصفها على أنّها تقديس السلع حيث تبدو الأشياء التي ينتجها الناس مالكة للحياة والحركة بالنسبة لهم ويتكيف معها البشر من خلال سلوكهم.

إعادة إنتاج رأس المال..

ارتبطت أفكار إعادة إنتاج رأس المال عند “ماركس” بالعلاقات الاجتماعية التي تُحدد ماض المجتمع وحضره ومستقبله؛ وهذا ما أُطلق عليه الحتمية الاقتصادية بحيث يكون العمل هو الشرط المسبق لإعادة إنتاج رأس المال وتراكمه ويشكل الاثنان النظام الاجتماعي.

بالنسبة لـــ”ماركس” فإن التغيير الاجتماعي يُدفع من خلال الصراع بين المصالح المُتعارضة الموجودة في نمط إنتاجي تاريخي مُعين، هذه الفكرة أصبحت مصدر الإلهام لما عُرّف بنظرية الصراع.

موقف “ماركس” السياسي..

اعتقد “ماركس” أن التهديد الرئيسي على الثورات الأوربية آت من الإمبراطورية الروسية وقد دعم العثمانيين وحلفائهم في حرب القرم، بشكلٍ عام فقد عارض السلافية واعتبرها أداةً تستخدمها الإمبراطورية الروسية في سياستها الخارجية.

باستثناء البولنديين فقد اعتبر أن جميع السلافيين مُعاديين للثورة وبدا ذلك واضحا في مقال نشره عام 1849 بالاشتراك مع “إنجلز” في نويه راينشه تسايتونج .

وفاة كارل ماركس..

بقيت صحة “ماركس” مُتدهورة في الخمسة عشر شهراً الأخيرة من حياته حيث أصيب بالتهاب القناة التنفسية بعد وفاة زوجته “جيني” في ديسمبر من العام 1881، تسببت التهاب القناة التنفسية بالتهاب القصبات والالتهاب الجنبي الذي قتله في لندن يوم 14 مارس 1883 عن عمر قارب 64 سنة.

دفن “ماركس” من قبل عائلته وأصدقائه في مقبرة هايغيت الحاوية على مكان مخصص للملحدين (“جورج إليوت” دُفنت في نفس المقبرة).

 وفقاً لــ”فرنسين ووين” فإن جنازة “ماركس” مُشي بها إحدى عشر شخصاً إلاّ أن المصادر المعاصرة تٌشير إلى ثلاثة عشر مشيعاً مشو خلف جنازته هم: “فريدريك إنجلز”، و”إليانور ماركس”، و”إدوارد أفلينج”، و”بول لافارج”، و”تشارلز لونجيه”، و”هيلين ديموث”، و”فلهلم ليبكنخت”، و”جوتليب ليمكي”، و”فريدريك ليسنر”، و”جي لوشنر”، و”السير راي لانكستر”، و”كارل شورليمير” و”إرنست رادفورد”.

Exit mobile version