أخبار القارة الأوروبية – سياسة
تعيش أوروبا حالة من القلق بسبب عدم وضوح أهداف الولايات المتحدة الخاصة بالحرب في أوكرانيا.
وبحسب صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، فإن سياسة إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بأنها تفتقر إلى الوضوح، مشيرة إلى أن ذلك يثير قلق الأوروبيين.
الصحيفة أوضحت في تقرير لها نشرته الأحد على موقعها الإلكتروني: ”من غير الواضح ما هي رؤية واشنطن لنهاية الحرب، أو التسوية التي يمكن أن تشجع الولايات المتحدة، أوكرانيا، على قبولها كي تضع حدا للصراع“.
وأشار التقرير إلى أنه ”قبل الغزو الروسي بفترة قصيرة، قدم الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، رؤية متشائمة للغاية بالنسبة للصراع المتوقع، وقال أمام جلسة استماع مغلقة في الكونغرس، إن كييف يمكن أن تسقط في غضون 72 ساعة” من بدء الهجوم الروسي.
كما أوضحت الصحيفة أن “الأوكرانيين نجحوا في إحباط الهجوم الروسي على كييف، ولا يزالوا يتحكمون في مقاليد الأمور جنوب شرق البلاد، في رؤية مختلفة تماما للصراع عما كان عليه الوضع قبل اشتعاله”.
وتابعت أنه “على النقيض من الفترة الكئيبة الأولى من الصراع، فإن بعض المسؤولين والساسة الأمريكيين يرون الآن أن هناك فرصة لتوجيه ضربة حاسمة إلى روسيا“، لافتة إلى “حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، التي أقرتها واشنطن مؤخرا، بقيمة 54 مليار دولار، كي تستمر كييف في القتال لأشهر مقبلة”.
واعتبر التقرير أنه ”رغم ذلك هناك حالة من عدم الوضوح خلف هذه اللهجة الأمريكية الواثقة، وذلك حول ما تعتقد واشنطن أنها تستطيع بالفعل أن تقوم به، وما يجب أن يحدث في أوكرانيا”.
بسبب الحرب الأوكرانية..ألمانيا تعاني من ضغوط اقتصادية حادة
إلى جانب ذلك، ذكر أنه، “لا توجد تفاصيل حول ما الذي تعنيه الهزيمة الإستراتيجية لروسيا، أو تسوية تتعلق بالأراضي التي يمكن أن تشجع الولايات المتحدة أوكرانيا على قبولها لإنهاء الحرب، ويرى بعض المحللين أن الإدارة الأمريكية ربما تتعمد إضفاء الغموض على أهدافها من الحرب”.
ونقلت ”فاينانشال تايمز“ عن “ستيفن بيفر”، السفير الأمريكي الأسبق في كييف، والزميل في جامعة ستانفورد، قوله إن ”هدف أمريكا هو أن تفشل روسيا في عدوانها ضد أوكرانيا، لكن الشيء الأقل وضوحا هو كيف يمكن تحديد هذا الفشل“، لافتاً إلى أنه “للحفاظ على قدر من المرونة في هذا الصدد، فإن الإدارة الأمريكية لن تقدم تفاصيل حول هذه النقطة“.
الصحيفة قالت: إن ”إدارة بايدن تحاول إجراء عملية توازن دقيقة، وإنها تريد تقديم دعم عسكري فعال لأوكرانيا، مع تجنب أي انطباع بأنها تحاول دفعها إلى حلول وسط في نهاية المطاف، حول الأراضي التي من شأنها أن تخلق مشاكل سياسية في كييف“.
وأوضحت الصحيفة أن “الولايات المتحدة تسعى في الوقت ذاته إلى حشد تحالف دولي لدعم أوكرانيا، يتضمن بعض الحلفاء الأوروبيين، الذين يخشون علانية تأثير حرب طويلة الأمد على أوكرانيا وعلى دولهم واقتصادهم، فخلال الأسابيع الأخيرة، طالب قادة إيطاليا وألمانيا وفرنسا بالوصول إلى هدنة وتسوية تفاوضية”.
وتابعت أن ”رغبة الأوروبيين في معرفة الرؤية الأمريكية لنهاية الصراع في أوكرانيا، وهي النقطة غير الواضحة على الإطلاق حتى الآن“.
كما نقلت الصحيفة عن “ستيفانو ستيفانيني”، السفير الإيطالي السابق لدى الناتو، قوله: “ما هي الأهداف النهائية، هل تعني العودة إلى وضع ما قبل 24 فبراير، هل تعني القضاء على المكاسب التي حققتها روسيا على الأرض، هل تعني تغيير النظام في روسيا… لا يوجد شيء واضح”.
وشدد على أنه ”لا يوجد أوروبي يرغب في حرب دون نهاية، يستمر فيها النزيف الروسي وحالة عدم الاستقرار في القارة“، مضيفاً ”يرغب الأوروبيون في تسوية سلمية بمجرد الاتفاق على شروطها المقبولة“.
وختمت “فاينانشال تايمز”، تقريرها بالقول: “تخشى الدول الأوروبية أيضا أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق، نتيجة الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية، وإيقاف صادرات الحبوب، حيث سيؤدي ذلك إلى تدمير الدول الهشة في أفريقيا والشرق الأوسط، ما سيشعل موجة لاجئين جديدة إلى أوروبا”.