اسبانيا ترد على قرار إيقاف معاهدة الصداقة وحسن الجوار الجزائرية

اسبانيا ترد على قرار إيقاف معاهدة الصداقة وحسن الجوار الجزائرية

أخبار القارة الأوروبية – اسبانيا

ردت إسبانيا على قرار تعليق الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أُبرمتها بين البلدين قبل 20 عاما، معربة عن “أسفها” لقرار الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون”.

جاء القرار الجزائري في الوقت الذي تختلف فيه مع إسبانيا حول القضايا السياسية المتعلقة بالصحراء الغربية، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسباني “بيدرو سانشيث” أمام أعضاء البرلمان، جدد فيها دعم مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب في الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.

وقالت وزارة الخارجية الإسبانية في ردها على القرار الجزائري، إن حكومتها “تعتبر الجزائر جارا وصديقا وتؤكد استعدادها الكامل لمواصلة الحفاظ على علاقات التعاون الخاصة بين البلدين وتطويرها لصالح شعبيهما”.

كما أوضحت الوزارة في بيان “تؤكد الحكومة الإسبانية من جديد التزامها الكامل بمحتوى المعاهدة ومبادئها، وبنود ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي كعناصر أساسية”.

وأضافت “وكذلك الحفاظ على السلام والأمن والعدالة في المجتمع الدولي، ولا سيما مبادئ السيادة المتساوية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حق الشعوب غير القابل للتصرف في أن يقرروا بأنفسهم”.

بدوره، أكد وزير الخارجية الإسباني “خوسيه مانويل ألباريس” اليوم الخميس أنه ستكون هناك استجابة مناسبة لتعليق الجزائر المعاهدة الثنائية، موضحا أن مدريد ستكون حازمة في الدفاع عن مصالحها الوطنية ومصالح شركاتها، مضيفا أن إمدادات الغاز الجزائري لبلده لن تتأثر بهذا القرار.

من جانبها، ذكرت رئاسة الجمهورية الجزائرية في تصريح، “باشرت السلطات الإسبانية حملة لتبرير الموقف الذي تبنته إزاء الصحراء الغربية، والذي يتنافى مع التزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية كقوة مديرة للإقليم، والتي لا تزال تقع على عاتق مملكة إسبانيا إلى غاية إعلان الأمم المتحدة عن استكمال تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية”.

وتابعت الرئاسة الجزائرية القول “إن موقف الحكومة الإسبانية يعتبر منافيا للشرعية الدولية التي تفرضها عليها صفتها كقوة مديرة ولجهود الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي الجديد للأمين العام، ويساهم بشكل مباشر في تدهور الوضع في الصحراء الغربية وبالمنطقة قاطبة”.

يذكر أنه في آذار الماضي، وصفت الحكومة الإسبانية خطة المغرب لمنح الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، والتي كانت مستعمرة إسبانية، بأنها “خطة واقعية وذات مصداقية”.

وكان هذا تحولا عن سياسة إسبانيا التي كانت أكثر حيادية بشأن الصحراء الغربية، حيث تسعى الحركة المتمردة “جبهة البوليساريو” إلى الاستقلال عن المغرب.

وتعد الجزائر مورد رئيسي للغاز لإسبانيا ومن مؤيدي “جبهة البوليساريو”.

تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار صدر في ختام اجتماع للمجلس الأعلى للأمن الجزائري برئاسة الرئيس “تبون” المنعقد أمس الأربعاء، كما استدعت الرئاسة الجزائرية سفيرها في مدريد عقب تعليق المعاهدة، فيما أعلنت جمعية البنوك الجزائرية في بيان، أن الجزائر حظرت كل الواردات من إسبانيا اعتبارا من اليوم الخميس.

أما فيما يخص المعاهدة المبرمة في عام 2002، فتدعو الجانبين إلى “تعميق تعاونهما في السيطرة على تدفقات الهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر”، بحسب النص المسجل في الجريدة الرسمية الإسبانية.

وتنص المعاهدة أيضا على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين على جميع المستويات وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتعليمية والدفاعية.

Exit mobile version