“ابتسام تريسي”.. رواية “بنات لحلولة” تفتح الباب على “بائعات الهوى” في التاريخ السوري

"ابتسام تريسي".. رواية "بنات لحلولة" تفتح الباب على "بائعات الهوى" في التاريخ السوري

أخبار القارة الأوروبية – بورتريه

بعد ثلاث مجموعات قصصية وثلاث عشرة رواية، يأتي إصدار “ابتسام التريسي” الأخير بعنوان “بنات لحلوحة”  التي تقع في 432 صفحة من القطع المتوسط.

تحكي الرواية سيرة عدد كبير من النساء السوريات، وتسلط الضوء على قضية سوريات تم استغلالهن وتجنيدهن على مدار ثلاثة عقود في العمل بائعات هوى، وفي تأدية مهام استخباراتية لصالح الأجهزة الأمنية منذ سبعينات القرن الماضي حتى قيام الثورة في العام 2011.

وتموت الراوية فريدة منذ الفصل الأول، ولكن حضورها يستمر عبر الرواية التي كتبتها، إذ يكمل الرواية عبد السلام المخطوطة الذي يعثر على الرواية في سلة المهملات في شقة فريدة. وتضم إضافة إلى ما كتبته الراوية مذكرات شخصية أخرى.

الرواية من الأعمال الضخمة، التي تحوي عددًا كبيرًا من الشخصيات، الذين يشكلون نسيجًا للوحة في كل مرحلة من مراحل العمل.

ويرصد العمل التحولات التي حدثت مع استلام حزب البعث للسلطة، وتأثير ذلك على المجتمع السوري، مرورًا بأحداث الثمانينات، وانتهاءً بقيام الثورة السورية، وما جرى بعدها.

اقرأ أيضا: رواية صوفيا لـ رفيق شامي.. الثورة وكل الحكايات تبدأ في حب دمشق

يذكر أن ابتسام تريسي روائية سورية من مواليد أريحا في محافظة إدلب عام 1959. نشرت أولى مجموعاتها القصصية عام 2001 بعنوان: جذور ميتة (جائزة سعاد الصباح للقصة)، ورشحت روايتها الصادرة “عين الشمس” لجائزة البوكر العربية 2010. من أعمالها: لعنة الكادميوم – لمار – مدن اليمام – جبل السماق – المعراج – غواية الماء.

مقطع من الرواية..

“ربما كانت هذه العاصفة من الحب التي أثيرت حولي هي السبب الرئيس في قرار جهاد أن يأخذني إلى بيته ليعرفني على أمه وأبيه وإصراره أن يتم زواجنا قبل التخرج.

وافقتُ على مضض، أحسست بالرهبة حين دخول غرفة الاستقبال، كنت أنتظر قدوم والده وكأني جالسة على جمر، أول مرة سأرى عبد الرحيم بيك في الواقع، سبق ورأيته في الصورة. سمعتُ خطواته الأنيقة تطرق البلاط الناعم يرافقها صوت عكاز يطرق البلاط بخفة، من الواضح أنه يحمله للزينة وليس للاتكاء عليه.

وقف في الباب وعلامات الاستغراب على وجهه، اكفهرت ملامحه فجأة، تجمدت ملامحه على مقبض الباب في لحظة ظننتها أبدية.. وكأنه لم يغادر الصورة!”.

Exit mobile version