الأبجدية السلافية.. “ميخائيل عيد” يغوص في تاريخ الشعر البرتغالي

الأبجدية السلافية.. "ميخائيل عيد" يغوص في تاريخ الشعر البرتغالي

أخبار القارة الأوروبية – ثقافة

يلقي كتاب “الشعر البرتغالي المعاصر.. شيء من التاريخ ونصوص شعرية” للمترجم ميخائيل عيد نظرة عامة على الأدب البلغاري وتطوره عبر العصور، وقد صدر الكتاب عن وزارة الثقافة السورية في العام 1999.

يتساءل المؤلف في المقدمة عن إمكانية التعريف بأدب شعب يمتد على أكثر من ثلاثة عشر قرنًا، وقد برز فيه عدد كبير من الأدباء والشعراء والنقاد.

بوصفه قارئًا ومترجمًا، يغوص ميخائيل عيد في مراجع كثيرة، تحوي الكثير من الأحكام المتفاوتة في أهميتها حسب تعبيره، فيهرب من التفاصيل، وكذلك من العموميات التي لا تقدم شيئًا كثير النفع.

بدايات الأدب البلغاري..

في القرن التاسع الميلادي، وضع الأخوين كيريل وميتودي الأبجدية السلافية، إذ كانت البلغارية بلا أبجدية! وقد أنجز الأخوان المهمة التي كلفهما بها الامبراطور البيزنطي في ظروف شديدة القسوة، لم تخل الاضطهاد والملاحقة والسجن. إذ كانت الكنيسة الألمانية اللاتينية لا تسمح بإقامة الشعائر الدينية إلا بإحدى اللغات: اللاتينية أو العبرية أو اليونانية.

وفي القرن العاشر، انتشرت الأبجدية السلافية في صربيا وروسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء حتى منغوليا. وظل الأدب قرونًا مقتصرًا على الثقافة الدينية والأغاني الدينية والحكايات والأساطير، وفي القرن الثامن عشر، بدأ عصر النهضة البلغارية مع ظهور كتاب “التاريخ السلافي” للكاهن باييسي خلندارسكي.

عانت الحياة الثقافية البلغارية من الركود في ظلال الحكم العثماني، ما خلا بعض التفاعل مع اللغتين العربية والتركية.

تحررت بلغاريا من الحكم العثماني عام 1878، وبدأت مرحلة تأثير اللغات الأوروبية الأخرى على الثقافة البلغارية.

أعلام أوائل..

لم يكن خريستو بوتيف (1848-1876) أول شعراء بلغاريا، لكنه أكثرهم شهرة. وقد تحولت قصائده إلى أغنيات يرددها البلغاريون في احتفالاتهم. استشهد بوتيف في معركة من أجل حرية بلاده، فاعتبر نضاله وشعره محطة كبرى في طريق تطور بلاده السياسي والاجتماعي والثقافي.

أما إيفان فازوف (1850-1921) فقد كتب الشعر والمسرحية والرواية والمقالة، ويقارن تأثيره باللغة البرتغالية بتأثير شيكسبير باللغة الإنكليزية.

الرومانسية والرمزية..

ازدهرت الرومانسية والرمزية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وبرز شاعران هما: سلافيكوف وبيوتافروف، ويمثلان صوتين عذبين في شعر النهضة البلغارية.

اقرأ أيضا: ويليام بتلر ييتس.. الكاتب المسرحي المرموق الذي آمن بالأشباح والسحر

ايلين بيلين ويوردان يوفكوف، شاعران آخران صورا حياة الإنسان وشقائه، وعرضا حياته الداخلية بصدق وعمق.

الحرب العالمية الأولى..

كانت الحرب العالمية الأولى بداية تطور جديد، فقد تخلى الكتاب عن عزلتهم ودخلوا معترك الحياة. أصدر يوفكوف وفازوف أعمال جديدة، ودخل فرسان جدد إلى ساحة الأدب.

من أبرز هؤلاء: خريستو سميرننسكي، الذي كتب الشعر ودخل مجال المسرح بقوة، ثم غادره سريعًا في الخامسة والعشرين من عمره.

مراحل لاحقة..

يتابع الكتاب التعريف بالأدباء والشعراء الذين ظهروا في القرن العشرين، إذ تتداخل الأجيال مع بعضها، قبل أن يقدم مجموعة من القصائد التي ترجمها.

من قصائد الكتاب:

إيفان فازوف (1850-1921)

شتاء

الشتاء…

الثلج على نافذتي

يرسم لوحة متوحشة

وأنا وحيد

أحلم بك

*

الثلج يتساقط

في باحة الدار

والربيع في نفسي

*

أين أنت يا حبيبتي

فأنا أكتب اسمك

على زجاج النافذة المتجمدة.

__

نيكولا فابتساروف (1909-1942)

المعركة

المعركة شرسة لا هوادة فيها

والنضال، كما يقال، خليق بالملاحم.

أسقط.. فيحتل آخر مكاني

وهذا كل ما في الأمر

وماذا تعني الأسماء هنا!

*

سأُرمَى بالرصاص..

ثم…

سيعمل الدود عمله!

وهذا بسيط ومنطقي،

لكننا في العاصفة

سنكون دومًا معك

يا شعبي..

فلقد أحببناك.

Exit mobile version