تأثير الجوع على مشاعر الإنسان

تأثير الجوع على مشاعر الإنسان

أخبار القارة الأوروبية – صحة

كشف باحثون في دراسة جديدة أن الشعور بالجوع يرتبط بالعديد من المشاعر السلبية، مثل الغضب وعدم التركيز والتوتر والضغط العصبي، وبالتالي فإن الأمر يتجاوز مجرد نقص الطعام.

البروفيسور “فايرين سوامي”، الباحث في علم النفس الاجتماعي، لاحظ مدى تأثير الجوع على الإنسان من خلال تجربة شخصية له، فعندما شعر بإحساس قوي بالجوع، أثر ذلك على حالته النفسية والعصبية.

ومن خلال تلك التجربة الذاتية، اكتشف “سوامي” أن الشعور بالجوع ظاهرة حقيقية ملموسة ولها نتائج قوية على الجسم البشري، ولا تتوقف فقط عند مجرد نقص الطعام.



عمل “سوامي” مع مجموعة من الباحثين في أستراليا وماليزيا، حيث قام الفريق البحثي بتكوين عينة من 64 شخصا بالغا تتراوح أعمارهم بين 18 عاما و60 عاما، وذلك لتسجيل تأثير إحساسهم بالجوع 5 مرات يوميا لمدة 3 أسابيع.

وبينما كانت العلاقة بين الجوع وخوض الإنسان لمشاعر مختلفة محل الدراسة من جانب العديد من الدراسات في المعامل البحثية، فإن الدراسة الجديدة عملت على دراسة تأثير الجوع على المبحوثين خلال ممارستهم لتفاصيل حياتهم اليومية.

ووصف علماء النفس الجوع بأنه يرتبط بمشاعر إنسانية قوية مثل الغضب وعدم الشعور بالاستقرار والاضطراب الشعوري وانخفاض ملحوظ في مشاعر السعادة والإيجابية، بحسب الدراسة.

اقرأ أيضا: الدور الحقيقي لملح الطعام في”لموت المبكر”

لم تقدم الدراسة أية حلول جذرية لمشكلة تأثير الجوع على البشر، إلا أن “سوامي” يعتقد أن القدرة على تمييز الشعور بالجوع وتأثيراته المختلفة على الإنسان باعتباره شعورا حقيقيا يتجاوز فكرة الحاجة للطعام، تجعل الدراسات النفسية والشعورية المستقبلية قادرة على الأخذ بالجوع في اعتبارها كمتغير مهم من الواجب دراسته والانتباه لتأثيره على الدراسات المختلفة.

وضع الباحثون مجموعة من الفرضيات الهادفة إلى تفسير أسباب تحمل الجوع بعض المسؤولية وراء العواطف البشرية، إحداها تستند إلى دراسات تشير إلى أن انخفاض نسبة السكر في الدم نتيجة الجوع، يزيد من الاندفاع والغضب والعدوانية، ولكن لم يتضح ما إذا كان فقدان القدرة على ضبط النفس يمكن أن ينشأ عن انخفاض طفيف في نسبة الجلوكوز في الجسم.

كذلك وضعت فرضية أخرى أن الشعور بالجوع من المرجح أن يقف وراء النظر إلى العالم بحالة من الانفعال السريع المبالغ فيه، مما قد يؤدي إلى ردود فعل عنيفة، ما قد ينتج عنه عواقب وخيمة، خاصة في المواقف المصيرية التي تحتاج إلى التفكير بحكمة وتروٍ.

الفريق البحثي رأى أن الدراسة تفيد في تحليل السلوك غير المتزن وانعدام التركيز لدى الطلاب وربط ذلك بخروجهم من المنزل دون وجبة الإفطار، فذلك يؤثر على تركيزهم على مدار اليوم الدراسي.

كما أشار “سوامي” إلى أن البالغين عليهم دائما الانتباه إلى وجبة الغداء، لأن التغاضي عنها قد يتسبب في تراجع مهاراتهم في التواصل الاجتماعي وكذلك أداء مهامهم الوظيفية، وكانت نصيحته المباشرة إليهم قوله ”لا تجوعوا“.

Exit mobile version