أخبار القارة الأوروبية – اسبانيا
كشفت تقارير إعلامية عن انخفاض نسبة المهاجرين الواصلين إلى جزر الكناري، مبررة ذلك بتحسن العلاقات بين المغرب وإسبانيا منذ نهاية آذار/مارس، إثر تغيير الأخيرة موقفها تجاه أزمة الصحراء الغربية.
وفقاً لهذه التقارير، وصل حتى شهر آب/أغسطس 10.637 مهاجراً إلى جزر الكناري، ما يمثل زيادة بمقدار 15% (نحو 1400 مهاجر) في عدد الوافدين مقارنة بمن وصلوا في الفترة ذاتها من العام الماضي، وشرحت الصحيفة أن الجزء الأكبر من الوافدين قد تركز خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وبعد ذلك، بدأت الأرقام بالانخفاض ما يعتبر تغييرا كبيرا يضاف إلى متغيرات أخرى، مثل متوسط أعداد الوافدين يومياً، ومنطقة مغادرة المراكب الصغيرة من على السواحل المغربية، والجزر التي يصلون إليها.
لكن وعلى الرغم من هذه الزيادة، فلا يمكن مقارنتها بتلك التي حدثت بين عامي 2020 و2021، حيث ازدادت نسبة الوافدين بمقدار 115% بين هذين العامين، ما يشير إلى الجهود التي تبذلها السلطات للسيطرة على محاولات العبور.
اقرأ أيضا: المهاجرون ينتظرون أكثر من 7 سنوات للحصول على إقامة إسبانية
كات وزارة الداخلية الإسبانية قد نشرت أرقاما أظهرت أنه وعلى الرغم من الزيادة الطفيفة في عدد الأشخاص الوافدين خلال الشهر الماضي، إلا أن عدد القوارب الوافدة انخفض بمعدل ثمانية قوارب أقل، ما يشير إلى انخفاض عدد الرحلات المعتادة في هذا الوقت من العام، لا سيما وأن شهر آب/أغسطس يعتبر من أكثر الأشهر التي يستغلها المهربون للدفع بالمهاجرين نحو سلك طرق الهجرة البحرية، في محاولة لاستغلال تحسن حالة الطقس.
ومن النقاط التي أشار إليها تقرير “بوبليكو” أيضاً، هي أن معظم القوارب تصل إلى جزيرتي “فويرتيفنتورا” و”لانزاروت”، في حين انخفضت أعداد القوارب التي تتوجه إلى “غران كناريا”، والتي كانت تعتبر الوجهة الرئيسية للمهاجرين. وشرح التقرير أن هذا يمكن أن يعزى إلى زيادة سيطرة السلطات المغربية على ساحل الصحراء الغربية. على وجه التحديد، لوحظ انخفاض في عدد المغادرين من مدينة الداخلة، وأن معظمهم يغادرون الآن من الساحل الجنوبي للمغرب، في المناطق القريبة من طرفاية وطانطان.
بدأت العلاقات الإسبانية المغربية بالتحسن في بداية نيسان/أبريل، عندما زار رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز”، المغرب لتحسين العلاقات مع الملك المغربي، بعد عام من الأزمات كانت أبرزها أزمة الحدود في جيب سبتة في أيار/مايو 2021. كما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيزيد حزمة المساعدات للمغرب لإدارة الهجرة بنحو 500 مليون يورو للفترة ما بين 2021 و2027.
ووفقا لمنظمة “كاميناندو فرونتيرا”، مات أو اختفى ما لا يقل عن 800 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.
وعلى الرغم من قصر الطريق البحرية بين الساحل المغربي (نحو مئة كيلومترا) وإسبانيا، يعد من أكثر الطرق البحرية خطورة وفق للمنظمة غير الحكومية. ووفقا لأرقام منظمة الهجرة الدولية، لقي 937 شخصا مصرعهم خلال عام 2021، في رقم قياسي لم يكن له مثيل على مدى السنوات العشر الماضية على الأقل.