نعش الملكة إليزابيث يتحرك في رحلته الأخيرة إلى بريطانيا

نعش الملكة إليزابيث يتحرك من أسكتلندا إلى بريطانيا

أخبار القارة الأوروبية – بريطانيا 

بدأت في المرتفعات الأسكتلندية رحلتها إلى مثواها الأخير من إدنبره تجاه بريطانيا.

واصطف الآلاف من المواطنين على الطرقات اليوم الأحد لتأبين الملكة وسط حالة من التصفيق من البعض والبكاء من البعض الآخر.

وشقت عربة تحمل النعش المصنوع من خشب البلوط طريقها عبر بوابات قلعة بالمورال، حيث تُوفيت يوم الخميس عن عمر ناهز 96 عاما، للتوجه ببطء نحو العاصمة الإسكتلندية. وجرى تغطية النعش بالراية الملكية لاسكتلندا، يعلوه إكليل من الزهور التي اقتطفت من بالمورال.



سيُنقل النعش من قلعة بالمورال إلى إدنبرة الأحد قبل نقله جوا إلى لندن يوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2022. وسيظل في قاعة وستمنستر من الأربعاء حتى صباح يوم الجنازة التي ستقام في كنيسة وستمنستر.

الإيرل مارشال “فيتزالان هوارد دوق نورفولك” صرح بأنه: “سنقوم بواجبنا على مدى الأيام المقبلة بقلوب يعتصرها الحزن، لكن بأقوى عزم أيضا لنضمن وداعا يليق بواحدة من الشخصيات التي تميز بها عصرنا”.

جثمان الملكة مسجى في الوقت الحالي في نعش من البلوط مغطى بالراية الملكية لاسكتلندا ويعلوه إكليل من الزهور في قاعة الرقص في قلعة بالمورال.

الموكب البطيء هو الحدث الأول ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنتهي بالجنازة الرسمية في كنيسة وستمنستر في لندن في 19 سبتمبر أيلول.

وأثارت وفاتها حزنا عميقا وإشادات حارة، ليس فقط من المقربين في عائلتها والكثيرين في بريطانيا، ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم في انعكاس لحضورها الذي استمر على الساحة الدولية لسبعة عقود.

اقرأ أيضا: وفاة الملكة “اليزابيث”  تنقذ بريطانيا من شبح الإضرابات

ومع وصول العربة إلى قرية بالاتر القريبة من بالمورال، اصطف المئات على جانب الطريق في صمت، وقام بعضهم بإلقاء الزهور على الطريق.

مصحوبة بابنة الملكة الأميرة “آن”، ستتحرك العربة التي تحمل النعش ببطء من القلعة النائية وتمر عبر بلدات وقرى صغيرة في طريقها لإدنبره حيث سينقل النعش إلى غرفة العرش في قصر هوليرود هاوس.

وتجمع عشرات الآلاف عند قصور ملكية خلال الأيام الماضية منذ وفاة الملكة “إليزابيث” يوم الخميس لوضع الزهور وإبداء الاحترام والتعازي.

“تشارلز” صرح في مراسم تنصيبه رسميا أمس السبت: “أعلم مدى عمق تأثركم، وتأثر الأمة بأكملها، وأعتقد أنه يمكنني القول إن العالم أجمع يتعاطف معي في تلك الخسارة الفادحة التي تكبدناها جميعا”.

واعنلت الملكة العرش بعد وفاة والدها الملك “جورج السادس” في السادس من فبراير شباط 1952، عندما كانت تبلغ من العمر 25 عاما فقط، وجرت مراسم تتويجها بعد عام من ذلك.

وقال تشارلز “أعظم ما يواسيني هو أن أعلم ما عبر عنه الكثيرون من التعاطف لشقيقتي وشقيقاي، وأن مثل هذا الحب الجارف والدعم يشمل أسرتنا بأكملها في حزنها”.

وعلى الرغم من أن وفاة إليزابيث لم تكن مفاجأة بالكامل نظرا لعمرها وحقيقة تدهور صحتها في الفترة الأخيرة ورحيل زوجها الأمير فيليب العام الماضي بعد زواج دام 73 عاما، اتسم استقبال النبأ بنوع من الصدمة.

هذا وأعلن مسؤولون أن يوم جنازة إليزابيث سيكون عطلة رسمية في بريطانيا، فيما أكد الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أنه سيحضر الجنازة، على الرغم من عدم الكشف بعد عن التفاصيل الكاملة للحدث والحضور.

وقبل ذلك، سيُحمل النعش جوا إلى لندن حيث يظل في قصر بكنجهام ثم يُنقل في اليوم التالي إلى قاعة وستمنستر ويبقى هناك مكشوفا لأربعة أيام.

وفي عام 2002، اصطف أكثر من 200 ألف شخص لتقديم احترامهم لوالدة “إليزابيث” بينما كانت ترقد في نعش مكشوف، وقال مساعدون في وقت سابق إن هناك توقعات بأن الملايين قد يرغبون في زيارتها.

المتحدثة باسم رئيسة الوزراء “ليز تراس” صرحت للصحفيين “من البديهي القول إننا يمكن أن نتوقع أعدادا كبيرة من الناس”.



وتنضم “تراس”، التي كان تعيينها رئيسة للوزراء يوم الثلاثاء الماضي آخر عمل علني للملكة، إلى الملك “تشارلز” ليقوم الرئيس جديد للدولة ورئيسة الوزراء بجولة في دول المملكة المتحدة الأربع في الأيام القليلة المقبلة.

وخلف “تشارلز” (73 عاما) والدته على الفور لكن تم تنصيبه ملكا السبت في مراسم مليئة بالأبهة الملكية التي يعود تاريخها إلى قرون من الزمن بعد اجتماع لمجلس الخلافة في قصر سانت جيمس، وهو قصر ملكي بني من أجل الملك هنري الثامن في ثلاثينيات القرن السادس عشر.

وأصبح “تشارلز” الملك رقم 41 الذي يعتلي عرش بريطانيا من سلسلة تعود أصولها إلى الملك النورماندي وليام الأول الفاتح الذي استولى على عرش إنجلترا عام 1066.

كللت وفاة “إليزابيث” عامين اتسما بالصعوبة على العائلة المالكة التي شهدت فقدان الأمير “فيليب”، زوج الملكة، واتهام ابنها الثاني الأمير “آندرو” بارتكاب انتهاكات جنسية نفاها جميعا، وتخلي الحفيد الأمير “هاري” وزوجته “ميجان” عن واجباتهما الملكية للانتقال إلى كاليفورنيا.

تم عزل “هاري” و”ميجان” عن بقية الأسرة منذ ذلك الحين، وقيل إن “هاري” وشقيقه “وليام” بالكاد يتحدثان، لكن وفاة جدتهما أعطتهما فرصة لم الشمل، وظهرا مع زوجتيهما خارج قلعة وندسور للقاء الحشود أمس السبت.

ووصف مصدر ملكي ذلك بأنه استعراض مهم للوحدة في وقت بالغ الصعوبة تمر به العائلة.

 

Exit mobile version