بدء الانتخابات البرلمانية الإيطالية وسط توقعات بفوز اليمين المتطرف

بدء الانتخابات البرلمانية الإيطالية وسط توقعات بفوز اليمين المتطرف

أخبار القارة الأوروبية – إيطاليا

يتجه أكثر من خمسين مليون إيطالي إلى صناديق الاقتراع الأحد 25 سبتمبر 2022 لانتخاب البرلمان الجديد وسط توقعات بأن يتصدر اليمين المتطرف النتائج.

وفي ظل توقعات باستحواذ حزب “فراتيلي ديتاليا” (إخوة إيطاليا) من الفاشيين الجدد على قرابة ربع الأصوات بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، من المرجح أن تتولى زعيمته “جورجيا ميلوني” (45 عاما) رئاسة حكومة ائتلافية تكون الهيمنة فيها لليمين المتطرف على حساب اليمين التقليدي.



وسيشكل ذلك زلزالا حقيقيا في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، وكذلك في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري “فيكتور أوربان”.

وحذرت زعيمة الحزب خلال حملتها الانتخابية بأن “الكل قلق في أوروبا لرؤية “ميلوني” في الحكومة… انتهت الحفلة، وستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها الوطنية”.

“ميلوني” المعجبة سابقا بــ”موسوليني” والتي ترفع شعار “الله الوطن العائلة”، نجحت في جعل حزبها مقبولا كقوة سياسية وطرح المسائل التي تحاكي استياء مواطنيها وإحباطهم ببقائها في صفوف المعارضة في حين أيدت الأحزاب الأخرى حكومة الوحدة الوطنية بزعامة ماريو دراغي.

اقرأ أيضا: اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين يأمل في الفوز بالانتخابات التشريعية الايطالية

وقد تنطوي الانتخابات على مفاجآت ولا سيما في جنوب البلاد، في ما يتعلق بنتائج “حركة خمس نجوم” المعارضة لمؤسسات الحكم والتي يُنسب إليها إقرار حدّ أدنى للأجور للأكثر فقرا، والحزب الديموقراطي (يساري) الذي يملك قاعدة قوية محليا.

وسيتحتم على الحكومة الجديدة معالجة الأزمة الناجمة عن الارتفاع الحاد في الاسعار في وقت تواجه إيطاليا دينا يمثل 150% من إجمالي ناتجها المحلي، أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان.

وفي هذا السياق، إيطاليا بحاجة ماسة من أجل الاستمرار إلى المساعدات التي يوزعها الاتحاد الأوروبي في إطار خطته للإنعاش الاقتصادي بعد وباء كوفيد-19، والتي يمثل هذا البلد أول المستفيدين منها وبفارق كبير عن الدول الأخرى.

ومثلما فعلت قبلها زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي “مارين لوبن”، تخلت “جورجيا ميلوني” في نهاية المطاف عن مشروعها القاضي بالخروج من اليورو، لكنها تطالب بـ”مراجعة قواعد ميثاق الاستقرار” المعلقة بسبب الأزمة الصحية والتي تحدد سقف العجز في ميزانية الدول وديونها بـ3% و60% على التوالي من إجمالي ناتجها المحلي.

وفي المسائل الاجتماعية، تعتمد “ميلوني” المتحدرة من روما مواقف محافظة متشددة، وهي أعلنت في حزيران/يونيو “نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي مجتمع الميم! نعم للهويّة الجنسية، لا لإيديولوجيا النوع الاجتماعي!”.

كما أن وصولها إلى السلطة سيؤدي إلى إغلاق حدود بلد يصل إلى سواحله سنويا عشرات آلاف المهاجرين، وهو ما يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية التي تغيث مهاجرين غير قانونيين يعبرون البحر في مراكب متداعية هربا من البؤس في إفريقيا.

ويتفق الخبراء منذ الآن على أن مثل هذا الائتلاف الحكومي الذي ستواجه فيه “ميلوني” تحديا حقيقيا في التعامل مع حلفاء مربكين سواء “سيلفيو برلوسكوني” أو “ماتيو سالفيني”، لن يستمر طويلا في بلد معروف بافتقاره إلى الاستقرار الحكومي.

Exit mobile version