ارتفاع غير مسبوق في مستوى العنف بين الأقليات بمدينة ليستر البريطانية

ارتفاع غير مسبوق في مستوى العنف بين الأقليات بمدينة ليستر البريطانية

أخبار القارة الأوروبية – بريطانيا

بعد مباراة الكريكت بين فريقي الهند وباكستان يوم 28 أغسطس/آب الماضي، اندلعت أعمال شغب التي تحوّلت إلى عنف شديد في مدينة ليستر البريطانية.

وخلال الأسابيع الماضية كررت الحكومة البريطانية تهوينها من خطورة هذه التوترات التي شهدتها المدينة التي يعيش فيها قرابة 560 ألف نسمة.



في مدينة ليستر يشكل المسيحيون 32 في المائة من السكان، ويشكل المسلمون 18 في المائة، والهندوس 15 في المائة، والسيخ نسبتهم لا تتجاوز 4.5 في المائة، والبوذيون 1.4 في المائة، ونحو 23 في المائة من السكان ليس لديهم أي انتماء ديني، والمدينة الصغيرة تتسع للجميع، وهي معروفة تاريخياً بتنوّعها الديني والثقافي.

لم يقتصر هذا الإصرار على الحكومة وحدها، بل امتدّ إلى أصحاب المحال التجارية المكتظّة في “غرين لين رود”، الذين يرفضون الحديث عما جرى عقب المباراة، والأحداث التالية لها.

وبحسب ما نشرت (العربي الجديد) فإن أصحاب المحال التجارية من أصول هندية تحفظوا عن رواية ما شاهدوه خلال أحداث الشغب الأخيرة، أو ما جرى قبلها عندما فاز الفريق الهندي على الباكستاني في مباراة الكريكت، حين خرجت مجموعة من الملثّمين بثياب سوداء تهتف: “يحيا الإله رام”، وهي عبارة دينية هندوسية تحولت عبر جماعة “هندوتفا” المتطرفة إلى دعوة لإعلان “الحرب” على الأقلية المسلمة.

اقرأ أيضا: ما علاقة كأس الأمم الأوروبية بارتفاع معدل الجرائم العنصرية في بريطانيا؟

ولما كانت هذه العبارة التي تنتمي إلى “خطاب الكراهية” عابرة للقارات، فإن الخوف من سماعها انتقل عبر القارات، ليبرز الخوف المحفور في الذاكرة الجمعية للمسلمين الذين قرروا الهجرة إلى بريطانيا هرباً من التهميش والإلغاء.

وبحسب صاحب محل للقماش من أصول باكستانية هتافات الهنود جعلته يشعر بأنهم “جرّدوه من هويته الإنكليزية، وأضحى باكستانياً غريباً دخيلاً على الحيّ الذي يعيش فيه منذ عقود”.

حروب وصراعات..

في حين يؤكد ابنه أنه مل من التنميط والأحكام المسبقة، وأن “الحرب المزعومة على الإرهاب” أسهمت في ازدهار هذه الجماعة اليمينية المتطرّفة في بلد كبريطانيا، والعنف الذي يرتكب بعد أي مباراة يُتّهم به المسلمون وحدهم، وغالباً هم من يدفعون ثمن الحروب والصراعات، سواء في بلدانهم الأصلية، أو في البلدان التي لجأوا إليها.

ومع أن أحداث العنف التي شهدتها المدينة، حدثت عند التقاطع الذي يفصل جهة اليمين حيث أغلبية المحال التجارية لبريطانيين من أصول مسلمة عن جهة اليسار حيث محال الهندوس، إلا أن شارع “غرين لين رود” ليس مثالياً للبحث في عمق الأزمة، إذ إنه مختلط إلى حدّ تصبح فيه الشكوى من الآخر محرجة، إن لم تكن مثيرة للريبة أو الذعر.

يبدو شارع “بيلغراف” أكثر وضوحاً، إذ تطغى عليه الأقلية الهندوسية، ويتوسّطه معبد “شيفالايا” الشهير، وفي حديقته الصغيرة نُصب تمثال للمهاتما غاندي، وحفرت على قاعدته مقولته: “يجب أن نكون التغيير الذي نريد رؤيته”.

حاول هذا المعبد، وغيره من المعابد الكثيرة المنتشرة في ليستر، مع المساجد أيضاً، لعب دور الوسيط في الأحداث الأخيرة، بالتشجيع على التزام الهدوء، وعدم الانجرار وراء محاولات العبث بهوية المدينة المسالمة.

لكن المهاتما غاندي يبدو عاجزاً عن التأثر، وهو الذي اغتيل في عام 1948 على يد عضو سابق في فيلق “المتطوعين الوطنيين” RSS.

Exit mobile version