دراسات حديثة تكشف تزايد فرص العثور على حياة خارج الأرض

دراسات حديثة تكشف تزايد فرص العثور على حياة خارج الأرض

أخبار القارة الأوروبية – متابعات

كشفت 5 دراسات علمية حديثة عن زيادة احتمالات العثور على حياة خارج كوكب الأرض مع تزايد الأدلة التي جمعها العلماء على وجود مياه في بعض الكواكب والأقمار.

تزايدت الاحتمالات مع العثور على 7 كواكب صخرية تدور حول نجم قزم أحمر يدعى Trappist-1 f شبيهة بكوكب الأرض في كوكبة نجمية تدعى أكواريوس Aquarius.

بحسب العلماء فإن جميع الكواكب السبعة متشابهة في الحجم مع الأرض أو أكبر قليلاً، مع احتمالات قوية بوجود الماء في صورة سائلة في ثلاثة منها على الأقل.



دراسات حديثة تبين أن أحد أقمار كوكب زحل وهو “إنسيلادوس” قد يكون الاحتمال الأقرب لوجود حياة عليه أكثر مما كان يُعتقد سابقًا بعد اكتشاف وجود محيط على سطحه، كما تزايدت التأكيدات على وجود مناطق رطبة ودافئة على سطح كوكب المريخ أكثر مما كان يعتقد سابقاً، إضافة إلى آثار لمحيط قديم، فيما تعد الاحتمالات أكبر بكثير في الكواكب خارج المجموعة الشمسية للأرض الفائقة التي قد تكون أكثر قابلية لوجود حياة عليها.

ويعد القمر إنسيلادوس أحد الأقمار الصغيرة التابعة لكوكب زحل وهو في مثل حجم القمر “أوروبا” التابع لكوكب المشترى، ويحتوي على محيط من الماء تحت سطحه.

بالإضافة إلى ذلك، حلقت مركبة الفضاء “كاسيني” التابعة لوكالة ناسا فوق بعض أعمدة بخار الماء التي انطلقت إلى سماء القمر من المنطقة القطبية الجنوبية. ويُعتقد أن هذه المياه قد جاءت من المحيط نفسه.

وجدت “كاسيني” بعض المكونات المحيرة في أعمدة بخار الماء، فإلى جانب جزيئات الماء، وجدت جزيئات من الأملاح والميثان والمركبات العضوية، كما وجدت المركبة أدلة على وجود فتحات حرارية مائية نشطة في قاع المحيط، كل هذا يجعل هذا المحيط موطنًا محتملًا للحياة.

ومع ذلك، كان هناك شيء واحد مفقود: الفوسفور لم تعثر كاسيني على أي شيء يشير إلى وجوده، ولكن الآن دراسة جديدة من الباحثين في معهد الأبحاث الجنوبي الغربي في تكساس Southwest Research Institute (SwRI) تُظهر أنه من المحتمل وجوده، وهو عنصر يشير بقوة إلى احتمال وجود حياة.

المؤلف المشارك في الدراسة “كريستوفر غلين” يرى أنه إذا ما عثر على عنصر الفوسفور، فإن محيط “إنسيلادوس” قد يكون بذلك يحتوي على جميع المكونات الضرورية للحياة، على الأقل كما نعرفها على الأرض.

اقرأ أيضا: كوارث بيئية.. القارة الأوروبية ستعاني من الجفاف الشديد كل عام

“غلين” لفت إلى أن القمر إنسيلادوس هو أحد الأهداف الرئيسية في بحث البشرية عن الحياة في نظامنا الشمسي، وأنه في السنوات التي تلت زيارة مركبة الفضاء كاسيني التابعة لوكالة ناسا لنظام زحل، جمع العلماء بيانات عنه تشير إلى وجود جميع المتطلبات الأساسية للحياة كما نعرفها، بينما لم يتم التعرف على عنصر الفوسفور الحيوي بشكل مباشر، “لكن فريقنا اكتشف دليلًا على توفره في المحيط تحت القشرة الجليدية للقمر”.

أيضاً تدعم دراسة أخرى أجراها باحثون في هونغ كونغ فكرة أن كوكب المريخ كان أكثر رطوبة في السابق. وتشير الدراسة إلى أن العلماء قللوا من تقدير عدد البحيرات التي كانت موجودة على سطح المريخ.

كائنات وبحيرات..

يتألف الغلاف الجوي لكوكب الزهرة من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 97 في المائة ويسبح في حرارة سطحية تقرب من 470 درجة مئوية مع ضغط أعلى بتسعين مرة من ذلك الموجود على كوكب الأرض، ما يجعل في الواقع الحياة مستحيلة فيه.

اكتشف الباحثون خطوطا طيفية عن طريق مراقبة الغلاف الجوي لكوكب الزهرة وبالاستعانة بتلسكوبين راديويّين ما يدل على تواجد غاز الفوسفين، الفرضية التي توصل إليها العلماء هي احتمال أن يكون مصدر الغاز أحد أشكال الحياة.

كوكب الزهرة ليس وحده من طالته فرضية تواجد الحياة على سطحه، كوكب المريخ كذلك أصبح موضع اهتمام العديد من الفلكيين لاسيما بعد اكتشاف كميات من المياه الجوفية السائلة على سطحه. 

كوكب الزهرة موجود في الكواكب العملاقة الغازية في المجموعة الشمسية، مثل كوكب زحل، لكن ليس له أصل بيولوجي أي من المصادر المرتبطة بأشكال الحياة، أما آثار الفوسفين الموجودة في الغلاف الجوي الأرضي له فمصدرها حصرا الأنشطة العضوية أو الجرثومية.

“جوزيف ميشالسكي” الخبير الجيولوجي بجامعة هونغ كونغ قال: “نحن نعرف ما يقرب من 500 بحيرة قديمة كانت على سطح المريخ كانت بحجم أكبر من 100 كيلومتر مربع، لكن البحيرات الأصغر في الحجم يصعب العثور عليها عن طريق الاستشعار عن بعد بالأقمار الصناعية، ولكن من المحتمل وجود العديد منها”، وأكد أن كثيرا من هذه البحيرات لم يكتشف بعد.

وفقًا للورقة البحثية الجديدة، يعود تاريخ معظم بحيرات المريخ المعروفة بالفعل إلى حوالي 3.5 مليار إلى 4 مليارات سنة. قد تكون قد استمرت أيضًا من 10 آلاف إلى 100 ألف عام فقط.

وبسبب الجاذبية المنخفضة والتربة الدقيقة للحبيبات قد يكون هذا تحديًا لوجود أي كائنات حية مفترضة تعيش باستخدام التمثيل الضوئي في تلك البحيرات.

وأكد “ميشالسكي” أن هناك حاجة إلى مزيد من الاستكشاف للعثور على دليل لهذه البحيرات الأصغر الأخرى.

ومع ذلك، وإذا كانت هذه البحيرات لاتزال موجودة، فإن هذا يدعم احتمالية وجود الحياة، حتى لو كانت جرثومية فقط، على سطح المريخ.

ورغم أن أيّا من هذه الاكتشافات الجديدة لم تثبت وجود حياة خارج كوكب الأرض، إلا أنها تُظهر أن الاحتمالات تتزايد، ما بين حياة جرثومية إلى أشكال أخرى أكثر تعقيداً بكثير مما يعتقد البعض.

العلماء يرون أنه قد تكون هناك سيناريوهات متعددة – في نظامنا الشمسي وخارجها – يمكن أن تنشأ وتتطور الكائنات الحية المختلفة تبعاً لها. لكن أين سنجد الدليل النهائي؟ هل في صخور المريخ القديمة؟ أم في مياه أحد الأقمار التابعة لكوكب في مجموعتنا الشمسية؟ أم على كوكب خارج نظامنا الشمسي؟ لا أحد يعلم على وجه الدقة، لكن الأوراق البحثية الخمسة الحديثة تدعم بشكل أكبر من ذي قبل إمكانية الحياة خارج الأرض.

Exit mobile version