بريطانيا…شركة الطيران المسؤولة عن ترحيل المهاجرين إلى رواندا تنسحب استجابة للضغوط

انسحبت شركة طيران بريفليج ستايل، من اتفاق تسيير رحلات ترحيل مهاجرين من المملكة المتحدة إلى رواندا، بعد انتقادات لاذعة وحملة واسعة شُنت ضدها.
الانسحاب يشكّل عقبة جديدة وأساسية في طريق تطبيق اتفاق مثير للجدل يقضي بترحيل المهاجرين الواصلين إلى المملكة المتحدة على نحو غير شرعي إلى رواندا وبقائهم هناك.
كان رئيس الحكومة البريطانية السابق “بوريس جونسون” قد أعلن نقل جميع طالبي اللجوء الواصلين إلى المملكة المتحدة على نحو غير شرعي منذ بداية العام الحالي، إلى رواندا، في 14 نيسان/أبريل الماضي.
جاء الإعلان عقب توقيع وزيرة الداخلية البريطانية حينها، “بريتي باتيل”، اتفاقا مع حكومة راواندا متعلق ”بالاقتصاد وملف الهجرة“، بلغت تكلفته وفق صحيفة “الغارديان” البريطانية نحو 120 مليون جنيه استرليني (144 مليون يورو).
وقضى الاتفاق بتحمل رواندا مسؤولية طالبي اللجوء الواصلين إليها قدوما من بريطانيا، ومعالجة طلبات لجوئهم إضافة إلى توفير إقامة دائمة لهم هناك، لاسيما في حال حصولهم على صفة لاجئ.
وأعلنت الحكومة البريطانية في 31 أيار/مايو الماضي إبلاغ مهاجرين غير شرعيين في بريطانيا بأنهم سيكونون على متن أول رحلة ترحيل مقررة إلى رواندا في 14 حزيران/يونيو.
كما وافقت شركة إسبانية وحيدة على تسيير الرحلة، وهي شركة ”بريفيليج ستايل Privilege Style“ ومقرها مايوركا، لكن ألغيت الرحلة في اللحظات الأخيرة بتدخل من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ومنذ ذلك الوقت استمرت أنباء تؤكد، ووردت أخرى تنفي إمكانية ترحيل طالبي اللجوء لكن لم يبدُ للاتفاق البريطاني الرواندي أي أفق واضح، على الرغم من إصرار الحكومة البريطانية على الاستمرار في خطتها.
استمرت الاحتجاجات والحملات والمظاهرات التي انتقدت المشروع برمته وحذّرت من مخاطر نقل المهاجرين إلى روندا.
وممن طالتهم الاحتجاجات، شركة الطيران الإسبانية المسؤولة عن نقل المهاجرين، وطالب المحتجون على اختلافهم (زبائن الشركة ومدنيون وجمعيات ومنظمات وأندية كرة قدم) بالعدول عن نقل المهاجرين الذين كانوا عرضة تعذيب واضطهاد واستبداد وفرّوا من بلادهم إلى المملكة المتحدة بحثا عن ملاذ آمن.
استمرت مساعي الجمعيات والمنظمات الداعمة لحقوق الإنسان والمحتجين، ومن بينهم منظمة ”فريدوم فروم تورتشر Freedom From Torture“ التي أطلقت حملة أوقفوا الطيران StopTheFlights# والتي انتشر وسمها على نحو واسع، وأرسلت رسالة واضحة إلى شركة الطيران للمطالبة بالانسحاب من الاتفاق.

تلقت المنظمة نفسها ردا من شركة الطيران يوم الجمعة 21 تشرين الأول/أكتوبر قالت فيه، إنها تود إعلامهم بأنها لن تسيّر أية رحلات جوية إلى رواندا في المستقبل (ضمن سياق الاتفاق)، كما أضافت أنها لم تسّير الرحلة المقررة إلى هناك ولن تقوم بذلك بعد قرار تعليقها، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.
أشاد معارضو الاتفاق البريطاني الرواندي بقرار الشركة المفاجئ، وصرحت الرئيسة التنفيذية لمنظمة ”فريدوم فروم Freedom From Torture“، “سونيا سياتس” بأن: “انسحاب بريفيلج ستايل هو إنذار لأي شركة طيران تريد الانخراط مع الحكومة البريطانية في اتفاق مشابه“. مضيفة، “أي شركة تريد السير في هذا الطريق مرة أخرى، تعلم الآن أن الأمر سيكلف علامتها التجارية ثمنا باهظا“.
وأوردت صحيفة “الغارديان” عن إحدى الناجيات من التعذيب، والعاملة في المنظمة نفسها، “كولباسيا هاوسو: قولها “إنه انتصار لسلطة الشعب.. للناجين من التعذيب، الذين وقفوا ضد مخطط حكومة المملكة المتحدة القاسي“. مضيفة أن المملكة المتحدة كانت ملاذا آمنا لها عندما فرّت من بلادها، وانفطر قلبها برؤية الحكومة تدير ظهرها لها ولغيرها ممن لجأوا إلى المملكة المتحدة. وختمت بالقول ”يرسل قرار شركة بريفيلج ستايل إلى قطاع الطيران رسالة تقول: ستحاسب إن حاولت جني الأموال من معاناة اللاجئين“.
ومع ذلك، لم يعلّق المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية على انسحاب الشركة وعلى سؤال أساسي ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ”كيف سترّحل المملكة المتحدة المهاجرين بعد انسحاب شركة الطيران وتنصل الشركات الاخرى؟“.
بينما أكد بيان لوزارة الداخلية البريطانية التزام الحكومة بخطة الترحيل إلى رواندا والدفاع عنها، على الرغم من سجل روندا المثير للجدل فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

Exit mobile version