أخبار القارة الأوروبية _ ثقافة
يصدر العدد رقم 19 من مجلة “أوراق” السورية في الأول من يناير 2023، حيث يلقي هذا العدد الضوء على الثقافة والأدب والفنون بمحافظة الرقة.
هيئة التحرير دعت الكتاب والباحثين والمثقفين والفنانين للمشاركة في ملف الأدب والفنون في الرقة، وذلك استكمالاً لمشروع “أوراق” الذي يهدف الى التعريف بالخارطة الثقافية والإبداعية، ضمن الجغرافية السورية، والذي بدأ بإنجاز ملف خاص عن “أدب الكرد السوريين” تضمنه العدد 13 من المجلة، ومن ثم العدد 15 حول الأدب والثقافة في إدلب، وأخيراً العدد المزدوج 17- 18 الذي عُني ملفه بالثقافة في “الجولان السوري المحتل“.
العديد الجديد من أوراق يركز على الحركة الثقافية بالرقة
هيئة التحرير، تُخصص ملف العدد الجديد، للإضاءة على الحركة الثقافية، والنتاج الإبداعي في الآداب والفنون في محافظة الرقة، والتي تبدو لمن يعرف الرقة جيداً، أنها شكلت حالة ثقافية مميزة في الجغرافيا السورية، وقدمت منجزاً مهماً في تلك الحقول، سواء على صعيد الكتابة والفنون، أو في مشروعات وبرامج وأنشطة العمل الثقافي، التي شهدتها الرقة، طوال العقود الماضية، وشكلت علامة فارقة في الحياة الثقافية السورية، على الرغم من إمكانياتها المتواضعة.
فرنسا تعيد 15 امرأة و40 طفلا من مخيمات بسوريا
الرقة شهدت تنظيم العديد من المهرجانات الثقافية المتخصصة بدءاً من مهرجان العجيلي للرواية العربية ومهرجان الشعر واستمراراً بمهرجان للمسرح وآخر للفلكلور وملتقى للرسم.. وهو – إن جازت المقاربة – ما عجزت عن إنجازه وزارة الثقافة السورية، وهو مؤشر هام على عمق وأصالة وتميز الحراك الثقافي، بمبدعيه من كتّاب وفنانين، للكثير منهم أثرٌ ملموس في حياتنا الثقافية.
ارتباط تنامي الحركة الأدبية والفنية بنهوض المجتمع
وقد ارتبط تنامي الحركة الأدبية والفنية، بنهوض اجتماعي مدرك لأهمية الثقافة في الحياة العامة، انعكس ذلك بوضوح كبير تجلى في دعم القطاعات الشعبية، غير الحكومية، المؤسسة لقطاعات العمل المدني، والأهلي في الرقة، عبر دعم برامج العمل الثقافي، مادياً واجتماعياً، وقد شكل ذلك خطوة مهمة بواقع انحسار دور الدولة، وتراجع مكانتها، أو الاستناد إليها في الحياة الثقافية، مثال مهرجان العجيلي للرواية العربية، وغيره، وكذلك وجود متحف خاص هو “متحف طه الطه” الذي ساهم بتأسيس حالة ثقافية نوعية، عبر جهد فردي، حظي بدعم مجتمعي فريد. وهي مظاهر نكاد لا نعرف شبيهاً لها في سوريا.
محكمة إيرلندية تستمع لجندية انضمت لـداعش;
وخلال تلك السنوات، برز عشرات الكتّاب والصحفيين، والفنانين، وبرزت تجاربهم في أفق الكتابة والإبداع الفني، وصدرت أعمال روائية وقصصية، وشعرية، مهمة، وكانت الرقة ولا تزال عاصمة القصة السورية، وتتجه اليوم لتتبوأ مكانتها في عالم الرواية، مع مؤشر إضافي، يتمثل بحضور لافت للبيئة الفراتية، والمكان عموماً، في بنية تلك التجارب الإبداعية. ويضاف إلى ذلك حركة تشكيلية رائدة، يُشار إلى مكانتها في المشهد التشكيلي السوري.
الرقة ظلمت مرتين
الرقة بحسب المجلة ظُلِمت مرتين: الأولى حين حولها نظام البعث إلى مزرعة خاصة به، تمده بالقمح والقطن والكهرباء المنتجة من سدّ الطبقة، والثانية حين حول تنظيم “داعش” تلك المدينة، بإشعاعها الثقافي، إلى مركز أو عاصمة لدولته المستبدة والمتخلفة بآن معاً، دون أن يهتم أي من الاستبدادين بسكان تلك المحافظة ومصالحهم ومشيئتهم.
وقد تعرض المبدعون للإقصاء والتهميش المتعمدين، من قبل النظام الأسدي الاستبدادي، ومن قبل المنظمات الإرهابية، وسلطات الأمر الواقع التي تحكمت- ولا تزال – بمصائر أهلها، فكان المثقفون، والمؤسسات الثقافية، ضمن الاستهداف التدميري المنظم، الذي توّجه النظام السوري بتدمير المركز الثقافي، وحرق مكتبته الكبرى، وكذلك قيام داعش بإحراق الكتب والمكتبات فيها.
واعتبرت الهيئة أنه من باب الوفاء لهذه المحافظة، نتوجه إلى جميع أصدقائنا الكتاب والباحثين والمثقفين والفنانين، للمساهمة معنا في هذا العدد الذي ينفتح محوره على “الثقافة والأدب والفنون في محافظة الرقة”، إضافة للمساهمة في باقي ملفات أوراق كالدراسات والترجمة والتشكيل والحوار ومختلف صنوف الإبداع.
ونوهت إلى أن العمل في رابطة الكتّاب السوريين، بصفتها مؤسسة ثقافية مستقلة، لا تتلقى التمويل من أي جهة، وكذلك النشر في موقعها، وفي مجلة أوراق، يقوم على مبدأ العمل التطوعي، في ظل ندرة الموارد المالية المتاحة حالياً.
وتتسلم هيئة تحرير “أوراق” مشاركات المثقفين والكتاب والأدباء والمهتمين بهذا الموضوع في موعد أقصاه نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2022، عبر إيميل المجلة: