أخبار القارة الأوروبية _ صحة
كشف تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية الخميس (17 تشرين الثاني/نوفمبر 2022) الضوء تفاوت الخدمات الصحية الخاصة بالفم أثّر بشدة على الفئات السكانية الأكثر ضعفاً وحرماناً.
رئيس منظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم غيبريسوس” علق بأنه: “لطالما جرى إهمال صحة الفم في (سياسات) الصحة العالمية”، مشدداً على أن “الكثير من أمراض الفم يمكن الوقاية منها وعلاجها بإجراءات فعالة من حيث التكلفة”.
وخلصت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى أن 45 في المئة من سكان العالم، أو حوالى 3,5 مليارات شخص، يعانون من تسوس الأسنان وأمراض اللثة وغيرها من أمراض الفم. وأظهر التقرير الذي يقدم أول صورة شاملة للوضع في 194 دولة، أن الحالات العالمية زادت بمقدار مليار خلال العقود الثلاثة الماضية.
الصحة العالمية: نهاية جائحة فيروس كورونا تلوح في الأفق
منظمة الصحة العالمية أوضحت أن ذلك كان “مؤشراً واضحاً على أن الكثير من الناس لا يستطيعون الوصول إلى الوقاية والعلاج من أمراض الفم”.
وأكثر الأمراض شيوعاً في هذا المجال هو تسوس الأسنان، وأمراض اللثة الحادة، وفقدان الأسنان، وسرطان الفم.
ويُعتبر تسوس الأسنان غير المعالج المشكلة الأكثر شيوعاً على هذا الصعيد، إذ يؤثر على حوالى 2,5 مليار شخص حول العالم. كما تشير التقديرات إلى أن أمراض اللثة الحادة، التي تُعد سبباً رئيسياً لفقدان الأسنان الكلي، تؤثر على حوالى مليار شخص.
منظمة الصحة العالمية أكدت أن ما يقرب من 380 ألف حالة جديدة من سرطانات الفم يتم تشخيصها كل عام. ووجد التقرير أن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين يعانون من أمراض الفم يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وأضافت المنظمة أنه في جميع البلدان، يتحمل الأشخاص ذوو الدخل المنخفض، وذوو الإعاقات، وكبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو في دور الرعاية، وأولئك الذين يعيشون في المجتمعات النائية والريفية، أو مجموعات الأقليات، عبئاً أكبر بسبب أمراض الفم.
منظمة الصحة العالمية بينت أن هذه الأنماط هي نفسها المسجلة على صعيد الأمراض غير السارية الأخرى مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. وتتشابه عوامل الخطر أيضاً، وتشمل خصوصاً تناول السكر بكميات كبيرة وتدخين التبغ وتناول الكحول.
وسلط التقرير الصادر الخميس الضوء على العوائق التي تحول دون تقديم خدمات كافية على صعيد صحة الفم، بما في ذلك زيارات طبيب الأسنان، والتي تكبّد غالباً نفقات عالية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن هذا يمكن أن يؤدي إلى “تكاليف كارثية وعبء مالي كبير على الأسر والمجتمعات”.
وفي الوقت نفسه، فإن الاعتماد على مقدمي خدمات متخصصين ومعدات عالية التقنية يجعل هذه الخدمات غير متاحة للكثيرين. وبفعل النقص في المعلومات والمراقبة، يُمضي أشخاص كثر وقتاً طويلاً قبل طلب العلاج أو تلقيه.
وقدمت منظمة الصحة العالمية قائمة طويلة من المقترحات لمعالجة المشكلة، بما في ذلك دعوة البلدان إلى تضمين خدمات صحة الفم في أنظمة الرعاية الصحية الأولية لديها.