توت الهدال…دراسة حديثة تثبت قدرته على شفاء الجروح بفعالية عالية

أخبار القارة الأوروبية_ دراسة

كشف فريق علمي، في دراسة حديثة أجريت على “توت الهدال”، أن خيوط الغراء اللاصقة التي ينتجها هذا النوع من النبات قد تكون منقذة للحياة.

وأجرى علماء من جامعة “ماكجيل” ومعهد “ماكس بلانك”، تدقيقاً في المادة الصمغية المعروفة باسم “فيسين” viscin، ووجدوا أنها قوية بما يكفي لالتئام الجروح خلال 3 أيام.

دراسة جديدة تكشف علاقة تناول العنب بحروق الشمس

ويوصف صمغ “فيسين” بأنه مادة لزجة صافية، لا طعم لها، تستخرج من العصارة المخاطية للهدال، وقوامها بين الجير واللزوجة.

تنتج كل حبة توت من نبات “الهدال” حوالي 6 أقدام من الخيوط اللاصقة، مما يسمح لبذور هذا النبات الطفيلي بإصابة النباتات المضيفة والالتصاق بها

وأكد العلماء باكتشافهم الأحدث نظرية كانت سائدة لدى الإغريق والرومان قبل 2000 سنة، حيث أدى ترطيب ألياف المادة الصمغية إلى تحويلها لأغشية رقيقة عند تجفيفها، تلتصق بالأسطح.



“نيلز هوربيلت”، المؤلف الأول للدراسة، صرح بانه وضع اللاصق على جلده لمدة 3 أيام ووجد أنه مرن بدرجة كافية للتحرك دون أن ينكسر.

وتنتج كل حبة توت من نبات “الهدال” حوالي 6 أقدام من الخيوط اللاصقة، مما يسمح لبذور هذا النبات الطفيلي بإصابة النباتات المضيفة والالتصاق بها.

وجد الباحثون أن المادة المانعة للتسرب بقيت في مكانها وظلت الجروح قريبة، في حين أن تلك التي لم تتم تغطيتها بصمغ “فيسين” تفتح بسهولة

وكان الإغريق والرومان القدماء قد استخدموا التوت في تطبيقات مختلفة، مثل محاصرة الطيور وصنع مرهم قرحة الجلد.

وبعد آلاف السنين، أجرى العلماء تحقيقات شاملة في الاستخدامات الطبية أو التقنية المحتملة للغراء.

ولاختبار المادة اللاصقة، قام الفريق بعمل شقوق على جلد حيوان نافق بشفرة حلاقة، مما أحدث العديد من الجروح الطفيفة.

وتم إغلاق الشقوق عن طريق نشر المادة اللاصقة المكونة من صمغ “فيسين”، والتي سمح الفريق لها أن تجف بعد ذلك.

وجد الباحثون أن المادة المانعة للتسرب “الحريرية اللامعة” بقيت في مكانها وظلت الجروح قريبة، في حين أن تلك التي لم تتم تغطيتها بصمغ “فيسين” تفتح بسهولة، وعلى جلد الإنسان الحي ظل مانع التسرب الصمغي متماسكاً بقوة لمدة 3 أيام على الأقل.

وجاء في الدراسة: “ظل مانع التسرب مرنًا، مما سمح بحرية الحركة عند أداء المهام اليومية وكان مقاومًا للشطف القصير بالماء”.

حقيقة أن الفيسين يمكن أن يلتصق بالخشب والجلد أو الريش، قد تكون ذات صلة من الناحية التطورية

وبحسب الدراسة، فإنه “لإزالة علامات الأنسجة، يمكن استخدام الاحتكاك ببساطة عن طريق فرك المنطقة المغلقة”.

وتتمثل الأهداف التالية للباحثين في فهم الكيمياء الكامنة وراء هذه المادة الشديدة الانتفاخ واللزوجة بشكل أفضل حتى يتمكنوا من تكرار العملية.

وعلى الرغم من أن النبتة وتوتها سامان عند استهلاكهما، إلا أنهما ليسا كذلك عند وضعهما على الجلد.

“ماثيو هارينغتون”، كبير مؤلفي الدراسة أوضح في بيان: “حقيقة أن الفيسين يمكن أن يلتصق بالخشب والجلد أو الريش، قد تكون ذات صلة من الناحية التطورية، لكن من الصعب تفسير الالتصاق بأسطح اصطناعية مختلفة، مثل البلاستيك والزجاج والسبائك المعدنية، من وجهة نظر تكيفية”.

وأضاف: “لذا قد يمثل الفيسين ببساطة كيمياء التصاق متعددة الاستخدامات، وهو ما يجعل استكشاف ما يجري كيميائيًا أمرًا مثيرًا للاهتمام”.

وبينما يعمل العلماء على تصنيع صمغ “فيسين” في مادة لاصقة تجارية، يعلق الناس في جميع أنحاء العالم “الهدال” في مداخل منازلهم للاحتفال بعيد الميلاد.

Exit mobile version