أخبار القارة الأوروبية_ ألمانيا
دعا وزراء خارجية دول البلطيق، ألمانيا إلى تسليم دبابات “ليوبارد” إلى كييف، بعد يوم من عدم التزام برلين بتلك المسألة، في تجمع للدول المؤيدة لأوكرانيا.
وذكر وزير خارجية لاتفيا، “ادجارز رينكيفيكس”، أن الوزراء “يطالبون ألمانيا بتزويد أوكرانيا الآن بدبابات ليوبارد. هذا ضروري لوقف العدوان الروسي ومساعدة أوكرانيا واستعادة السلام في أوروبا بسرعة”.
وأضاف أن نداءه صدر أيضا، نيابة عن نظرائه من استونيا وليتوانيا. وتابع أن “ألمانيا بوصفها القوة الأوروبية الرئيسية، لديها مسؤولية خاصة في هذا الصدد”.
وعلى الرغم من الضغط الواسع من قبل أوكرانيا والدول المتحالفة معها، لم تتخذ الحكومة الألمانية بعد قرارا، حول تسليم دبابات “ليوبارد 2” القتالية إلى كييف.
ألمانيا تتلف ملايين الكمامات منتهية الصلاحية
ترفض برلين حتى الآن اتخاذ إجراء أحادي الجانب، مصرة على أنها يمكنها القيام بذلك فقط، بالتنسيق مع حلفائها، على الرغم من تزايد الدعوات محليا وخارجيا، لتقديم أسلحة أكثر حداثة وأثقل لكييف المحاصرة.
وإلى جانب مسألة الدبابات الألمانية، أعلن حلفاء غربيون آخرون، الذين حضروا الاجتماع، في قاعدة “رامشتاين” الجوية في ألمانيا، أيضا عن المزيد من الدعم لأوكرانيا وأعلنوا عن المزيد من شحنات الأسلحة. جاءت تلك الالتزامات، بعد ضغط من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي قال “الحرب التي بدأتها روسيا، لا تسمح بأي تأخيرات”.
المسؤول الثالث في البنتاغون “كولين كال” كان قد صرح هذا الأسبوع بأن القوات الروسية “تتحصن وتحفر خنادق وتنصب دفاعات مضادة للدروع وتزرع ألغاما، إنها تحاول جاهدة تحصين خط الجبهة”.
وأشار إلى أن التقدم في ساحة المعركة يقاس الآن بمئات الأمتار والهدف هو السماح لأوكرانيا “بتغيير دينامية الدفاعات غير المتحركة هذه عبر منحها القدرة على إطلاق النار والمناورة باستخدام المزيد من القوات المؤللة”.
بدوره، قااعتبرل وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” الجمعة أن واشنطن تتوقّع أن تشن أوكرانيا هجوما مضادا في الربيع، فيما أكدت الولايات المتحدة ودول أخرى أخيرا أنها ستمنح كييف عددا كبيرا من الدبابات التي يمكنها أن تؤدي دورا مهما في تقدم محتمل.
تعهدّت واشنطن الخميس الإفراج عن مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2,5 مليار دولار تشمل 59 عربة مصفحة من طراز برادلي، تضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا الطراز تم التعهد بها في السادس من كانون الثاني/يناير، و90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر.
من جهتها، وعدت ألمانيا بتسليم كييف 40 مركبة مصفحة من طراز ماردر فيما قالت فرنسا إنها ستقدّم دبابات قتالية خفيفة من طراز AMX-10 RC. واستجابت بريطانيا لمطالبة كييف بدبابات ثقيلة بالموافقة على إرسال 14 دبابة من طراز تشالنجر.
وأشار “جان جنتيله” وهو ضابط أميركي سابق ومؤرخ في مركز “راند” للبحوث إلى أن هذه المركبات يمكنها منح الجيش الأوكراني “قوة ضاربة مدرعة كبيرة” قد تسمح لكييف “بمحاولة شن هجوم (…) مشابه للمكاسب (الميدانية) التي حققتها في خاركيف الخريف الماضي”.
ويختلف الدور الذي تؤديه الدبابات في ساحة المعركة: يمكن الدبابات الثقيلة أن تقود الهجوم وأن تستهدف على الأرجح بنيران دبابات مواجهة، فيما تكون ناقلات الجند المصفحة أكثر قدرة على توصيل أفراد من سلاح المشاة للسيطرة على مدينة.
“مارك كانسيان” وهو ضابط متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية ومستشار كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أكد أنه في حين أن هذه المركبات المصفحة الموجهة إلى كييف لديها قدرة دفاعية، فإن الهجوم هو الهدف الأساسي من إرسالها.
وأضاف “أعتقد أن (هذه الهبات الغربية) تركّز خصوصا على هجوم أوكراني يتوقعه الجميع… في وقت لاحق هذا الشتاء”.
وفيما تدفقت التعهدات بتقديم دبابات، أعربت الولايات المتحدة عن تردّدها في تسليم أوكرانيا دبابات من طراز أبرامز بسبب صعوبة صيانتها والتدريب على استخدامها، في حين رفضت ألمانيا حتى الآن تقديم دبابات ليوبارد.
ورحّب الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” بالهبات الأخيرة لكنه حذّر من أنه لن يكون هناك “بديل” عن تقديم الغرب دبابات ثقيلة لكييف.
وأشار “كانسيان” إلى أن الأمر سيتطلّب عددا كبيرا من الدبابات لإحداث فرق حقيقي في ساحة المعركة، لكن هذه الشحنات رغم عددها القليل قد يكون لها تأثير كبير، بالإضافة إلى قيمة رمزية لــ”زيلينسكي”.
وبالإضافة إلى المساعدات المادية الأمريكية، هناك برنامج تدريبي حديث للقوات الأوكرانية سيدرب بموجبه 500 جندي شهريا.
من جهته، كشف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال “مارك ميلي” الجمعة أن الجيش الأوكراني يحتاج إلى تدريب جيد جدا على استخدام هذا العتاد حتى يكلل الهجوم بالنجاح. وتابع “إذا أخذنا في الاعتبار الطقس والميدان… نرى أن هناك نافذة ضيقة نسبيا” لتحقيق ذلك مشيرا إلى أنها ستكون مهمة “صعبة للغاية”.