بعد أحداث رأس السنة..مهاجرون عرب يقدمون مبادرات إيجابية لخدمات الطوارئ الألمانية

أخبار القارة الأوروبية_ ألمانيا

أقدم مجموعة من الشباب العربي في ألمانيا من أصول سورية وعراقية وفلسطينية بتنظيف آثار التخريب والحرق الذي وقع في منطقة Sonnenallee Süd/ High-Deck-Siedlung ليلة رأس السنة وجلبوا سيارة لغرض رفع سلات المهملات المحترقة.
كما قامت المطاعم في شارع العرب بالعاصمة الألمانية برلين بدعوة رجال الإطفاء والشرطة لتناول الطعام كإشارة ضد العنف بعد الهجمات في ليلة رأس السنة الجديدة.
فخلال أمس الاثنين واليوم الثلاثاء كان بإمكان رجال الإطفاء والشرطة والعاملين بخدمات الطوارئ تناول الطعام في خمسة مطاعم مشاركة مقابل يورو واحد لكل منها.
واوضحت المطاعم في دعوتها أن هذا اليورو الواحد محسوب فقط لأنه بموجب القانون، لا يجوز إعطاء المسؤولين أو التبرع بأي شيء.
من جانبه دعا “عمر نحاس” صاحب مطعم “City Chicken” و YouTuber Big Baba إلى اتخاذ هذا الإجراء في مقطع فيديو على Instagram الأسبوع الماضي لإظهار الاحترام والتقدير لخدمات الطوارئ.

وكان المجلس الالماني العربي قد اجتمع في العاصمة الالمانية برلين مع رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني SPD “”رائد صالح” ووزيرة داخلية برلين “ايريس شبرانغر”، وذلك لمناقشة أحداث العنف التي شهدتها العاصمة الالمانية خلال الاحتفال بعيد راس السنة.

ألمانيا تشدد قوانين حيازة الأسلحة بعد أحداث ليلة رأس السنة
سكرتير المجلس العربي الألماني د “حذيفة المشهداني” قال لـ”أخبار القارة الأوروبية” إن: “الاجتماع شهد حضور رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي ووزير الداخلية وتناول أحداث العنف في برلين لا سيما وأن جميع المسجونين وعددهم 145 هم من خلفيات مهاجرة”.
وكانت الشرطة الالمانية أوقفت 145 شخصًا (جميعهم من خلفيات مهاجرة حتى من يحملون الجنسية الألمانية) على خلفية الأحداث، غالبيتهم من الشباب أو المراهقين، لكنها أفرجت عنهم بعد تسجيل الإجراءات، مشيرة إلى أن عدد جنسياتهم وصل إلى 18 جنسية مختلفة، منهم 45 شخصًا يحملون الجنسية الألمانية، و27 شخصًا يحملون الجنسية الأفغانية و21 شخصًا يحملون الجنسية السورية.
وأوضح “المشهداني” أن “وزيرة داخلية برلين طلبت عقد اجتماعات بشكل مستمر ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب spd أصر أن يكون الحوار مع المجلس الألماني العربي الذي يضم 37 مؤسسة عربية بدعوة من جمال المغربي مستشار رئيس كتلة الحزب للشؤون العربية والإسلامية.
كما شدد “المشهداني” على أن الاجتماع كان مثمرا جدا وناقشت وزيرة الداخلية تحدثت عن المواقع العربية والقنوات العربية وصفحات الأخبار الناطقة باللغة العربية.
سكرتير المجلس الألماني العربي أكد أن الحوار كان مفيدا وشهد طرح نقاشات كثيرة تخص العرب مثل الإقامة ومنح الجنسيات، موضحاً أن أعضاء المجلس الألماني العربي طرحوا الأسئلة الأكثر إحراجا للحكومة والتي كانت تصب في منفعة الجالية العربية في برلين.
يذكر أن مشاركة عدد كبير نسبيًا من الشبان المهاجرين أو المنحدرين من الأصول المهاجرة في الأحداث جدد الجدل حول سياسة الهجرة والاندماج في ألمانيا، وسط اتهامات من المعارضة لحكومة برلين بـ”التساهل مع “المخربين”.
وكانت عمدة برلين “فرانسيسكا غيفي”، المنتمية لحزب المستشار شولتس الاشتراكي الديمقراطي، قد دعت إلى نقاش على المستوى الاتحادي حول عواقب أحداث رأس السنة الجديدة.

 



ووسط هذا الجدل، تراوحت المطالبات بين فرض “عقوبات صارمة” على الأشخاص الذين يهاجمون الشرطة، كما دعا وزير داخلية بافاريا “يوآخيم هيرمان”، إلى معاقبة من وصفهم بمخربي رأس السنة الجديدة بشدة أو سجنهم إذا لزم الأمر.
يشار إلى أن المجلس الألماني العربي في برلين كان قد وجه في وقت سابق رسالة إلى المؤسسات الالمانية، بعد أن عقد جلسة برئاسة “نادر خليل ” مدير المركز الألماني العربيDAZ في برلين لبحث موضوع المهاجرين القادمين الجدد من الشرق الأوسط واستخدام اللّغة العربيّة في أجهزة الصرف الآلي للبنوك و شراء تذاكر القطارات، وذلك في قاعة المجلس المحلي ببلدية النويكولّن .


وذكر “المشهداني” لـ”أخبار القارة الأوروبية” في وقت سابق: أن “الاجتماع يعد استثنائيا للجالية العربية وضم ممثلين عن الجالية من فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن ومصر والسعودية والجزائر والبحرين وتونس” لافتاً إلى أن “الاجتماع الطارئ يرعاه المجلس العربي الألماني الأعلى في برلين ويعقد في القاعة التشريعية في بلدية نويكولن، بهدف إعطاء الاجتماع شرعية”.
وشدد “المشهداني” على أن “هذا الاجتماع يعد استثنائيا لأهلنا العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والكلدان وكل المهاجرين من جميع الطوائف والقوميات الناطقين باللغة العربية والموجودين في برلين”، موضحاً أنه “تم اعداد رسالة للبرلمان الألماني والمؤسسات الحكومية في النويكولن لاعتماد اللغة العربية في الدوائر الحكومية والصراف وأجهزة شراء التذاكر”.


آخر الإحصاءات أظهرت أن عدد أفراد الجالية العربية المقيمة في ألمانيا اليوم يبلغ ، نحو مليون شخص أغلبهم من المغرب وتونس وفلسطين وسوريا ومصر ولبنان والعراق ومن هؤلاء ما يقرب من 700 ألف يحملون الجنسية الألمانية وأعداد كبيرة منهم يحملون الشهادات الجامعية. كما أظهرت دراسة ألمانية رسمية عام 2021 أن نسبة المسلمين في ألمانيا وصلت إلى 6,7 بالمئة.
وإلي جانب المساجد والمراكز الثقافية العربية والإسلامية في ألمانيا، تتيح العديد من الجامعات الألمانية دراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية.

Exit mobile version