أخبار القارة الأوروبية_ صحة
نجح باحثون في مركز جون هوبكنز للأبحاث الطبية في تطوير مركب هيدروجيل قابل للتحلل الحيوي، محمل بالخلايا الجذعية؛ يمكنه علاج الناسور الشرجي الناتج عن الإصابة بداء كرون.
وفق تقرير نشره موقع ميدغادغيت المعني بالشؤون الطبية والتقنية، فإن التجارب التي أجراها الباحثون على الفئران، أظهرت نجاحا كبيرا ونتائج واعدة عندما تم حقن الهيدروجيل بالقرب من موضع الإصابة بالناسور الشرجي.
وذكر الموقع أن الهيدروجيل المحمل بالخلايا الجذعية يعمل كمستودع خلوي للمنطقة المصابة؛ مما يحافظ على الخلايا حية وفي مكانها بحيث يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على عملية الشفاء بالناسور.
وداء كرون لا يتوفر له علاج، وهو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية، يسبب تورّم التهاب الأنسجة في الجهاز الهضمي، والناسور واحد من مضاعفاته الصعبة الذي يكون نتيجة انتشار القُرح في أنحاء جدار الأمعاء بالكامل.
الناسور عبارة عن قناة صغيرة تربط بين الغدة المصابة بالالتهاب داخل الشرج وفتحة متكونة على منطقة الجلد المحيطة بالشرج، ويمكن أن يخلف آلاما وتورما وانزعاجا وتسربا للدم أو القيح.
وتتطلب هذه المضاعفات تدخلا جراحيا، لكن نصف المرضى المصابين بالناسور لا يرون أي فائدة من أساليب العلاج الحالية، ولذلك لجأ الباحثون إلى الهيدروجيل.
علاج مناعي جديد يفتح أمل لمرضى السرطان
والهيدروجيل هو مركب لديه قدرة عالية على امتصاص السوائل والاحتفاظ بها، ويتكون من مواد مسامية تستطيع التمدد والانحناء ويبقى مرنا ويشبه النسيج الطبيعي.
“فلورين سيلارو” ، الباحث المشارك في الدراسة أوضح أن عددا كبيرا من مرضى كرون يتم تشخيصهم في أواخر سن المراهقة وحتى أوائل العشرينات، لكن المعاناة من الناسور الشرجي تستمر مدى الحياة، مضيفا أن: “هذه الحالة في مرضى كرون من المعروف أنها من الصعب علاجها، نأمل أن تقدم نتائج الدراسة نموذجًا علاجيًا جديدًا محتملاً لتحسين نوعية الحياة لهؤلاء المرضى”.
وتابع أن الدراسات السابقة والتجارب السريرية الحالية أظهرت أن حقن الخلايا الجذعية حول مناطق الإصابة بالناسور ساعدت في الشفاء الموضعي. لكن على الرغم من ذلك كان لا يمكن الاحتفاظ بالخلايا الجذعية حول الناسور لمدة تسمح بحدوث نسبة كبيرة من الشفاء بالإصابة.
وبين “سيلارو” أن التجربة الجديدة تظهر أن التكنولوجيا لديها إمكانات كبيرة في علاج الناسور المصاحب لداء كرون، حيث يمكن الهيدروجيل الخلايا الجذعية من الثبات في موضع الإصابة حتى شفاء المريض.
لذا استخدم الباحثون الهيدروجيل لتوصيل الخلايا الجذعية المشتقة من الدهون عبر حقنها حول مكان الإصابة بالناسور الشرجي.
احتوى الهيدروجيل نفسه على شظايا ألياف نانوية تهدف إلى إنشاء قوة ميكانيكية كافية يمكنها الحفاظ على الخلايا في مكانها، ونتج عن ذلك تقليل حجم الناسور بمقدار ستة أضعاف مقارنة بالعلاج الجراحي.