لماذا تتأخر ألمانيا في ترحيل المهاجرين؟

أخبار القارة الأوروبية_ ألمانيا

لا تتوقف ألمانيا عن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين لأسببا متعددة داخلية وخارجية وأحيان لأبعاد دولية.

عام 2020، اضطر ما يناهز 21654 أجنبيا لمغادرة العاصمة الألمانية بسبب عدم قبول طلب لجوئهم، 18 في المائة من إجمالي العدد ينحدرون من مولدوفا، بينما نسبة الأجانب الذين غادروا برلين دون التأكد من هويتهم كانت ثاني أكبر نسبة، بحوالي 9,3 بالمئة من مجموع المغادرين. يليهم في المرتبة الثالثة المهاجرون من العراق وروسيا وجورجيا.

أما في كل من ولاية بافاريا وشمال الراين ويستفاليا وساكسونيا السفلى وشليسفيغ هولشتاين وتورينغن، فمعظم المطالبين بمغادرة البلاد في عام 2022 كانوا ينحدرون من العراق. وفي براندنبورغ، كان واحد بين كل أربعة أشخاص مضطر لمغادرة البلاد ينحدر من روسيا. وفي ولاية بادن فورتمبيرغ، كان المهاجرون من غامبيا أكبر مجموعة من بين المطالبين بمغادرة البلاد.




وفقًا للحكومة الفيدرالية، كان نحو 304308 أجنبيًا مطالبا بمغادرة البلاد اعتبارًا من 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، وكان معظمهم وعددهم 248.145 لديهم دولدونغ (منع مؤقت من الترحيل). العام الماضي، غادر 26545 شخصًا ألمانيا طواعيةً، كما تم ترحيل 12945 شخصًا. تم تنفيذ حوالي نصف عمليات الترحيل هذه دون مرافق (6348). وحضرت قوات الأمن من البلدان التي تم ترحيل مواطنيها إليها في 340 حالة، و تم ترحيل 1637 مهاجرا برفقة أمن شركات الطيران.

أعطت الحكومة الفيدرالية هذه التفاصيل في ردها على سؤال من الحزب اليساري، لكنها لم ترد على سؤال يتعلق بأسماء شركات الطيران المشاركة في عمليات الترحيل. مفسرة ذلك بحماية الشركات من مخاطر التعرض لانتقادات عامة ويجعلها تتوقف عن تقديم هذه الخدمة، وهو ما من شأنه جعل عمليات الإعادة إلى الوطن أكثر صعوبة أو حتى مستحيلة.

النائبة “كلارا بونغر” (يسار)، تبقى هذه الحجج غير مقنعة، إذ قالت: “إذا كانت شركات الطيران تخشى التعرض للانتقاد لتورطها في عمليات الترحيل، فعليها الانسحاب من هذا العمل بكل بساطة”. فالنائبة اليسارية تنتقد حقيقة أن عمليات الترحيل والإعادة قد زادت بشكل كبير مرة أخرى في عام 2022. واعتبرت أن الكثيرين عادوا تحت التهديد أو باستخدام القوة، إلى الأماكن التي سيواجهون فيها ظروف الحرب أو التعذيب أو الاعتقال التعسفي أو الفقر.

تصل إلى 50 ألف مليار يورو…المناخ يكبد ألمانيا خسائر فادحة

لكن حسب الأرقام، ومقارنة بالسنوات التي سبقت جائحة كورونا، فإن عدد عمليات الترحيل التي جرت العام الماضي يبقى منخفضًا نسبيًا. أما في عام 2019، فقد تم ترحيل حوالي 22000 من ألمانيا. وفي عام 2020، كان عدد عمليات الترحيل 10800، أي أقل بكثير. وخلال 2021، تم ترحيل 11982 شخصا.

ومن العوامل التي أدت مؤخرًا إلى انخفاض عدد عمليات الترحيل، استيلاء حركة طالبان الإسلامية المتشددة على السلطة في أفغانستان عام 2021، وتوقف الطيران المباشر مع روسيا نتيجة الحرب التي شنتها على أوكرانيا، إضافة إلى ما خلقته الاحتجاجات الجماهيرية في إيران من مشاكل أيضا.

Exit mobile version