العمالة الأجنبية الماهرة تواجه أزمات تمنع اندماجها في المجتمع الألماني

أخبار القارة الأوروبية_ ألمانيا

تحتاج ألمانيا لاستقدام 400 ألف عامل سنويا، لكن أولئك الذين يأتون إلى سوق العمل الألماني من الخارج غالبا ما يغادرونه بسرعة لأسباب متعددة.

ففي دراسة أجراها معهد “توبنغن” للبحوث الاقتصادية التطبيقية بتكليف من وكالة العمل الاتحادية، والتي استطلعت آراء ما يقرب من 1900 عامل أجنبي عبر فيسبوك، كانت هناك كثيرة كبيرة بشأن نقص الاندماج الاجتماعي.

وذكر اثنان من كل ثلاثة عمال مهرة من دول غير أوروبية أنهم تعرضوا للتمييز في ألمانيا بسبب أصولهم.

وكانت هناك أيضاً شكاوى من عدم الاعتراف بالمؤهلات المهنية بالشكل المطلوب، كما أن الصرامة في منح حق الإقامة في ألمانيا هي مسألة معقدة بالنسبة للمهاجرين من دول خارج الاتحاد الأوروبي.

العواقب وخيمة على ألمانيا، بحسب وجهة نظر باحثة الهجرة في برلين “نايكا فوروتان”، الأستاذة بجامعة هومبولت.

وأوضحت “نايكا” في مؤتمر للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي إن “الواقع الإحصائي” الآن يظهر أن العديد من المتخصصين الأجانب “رحلوا بسرعة مرة أخرى”.

وهناك آخرون من القوى العاملة بالغة المهارة لا يفكرون بالمجئ. ووفقًا لدراسة حديثة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من الواضح أن ألمانيا فقدت جاذبيتها.

وبالنسبة إلى فرص العمل والدخل والضرائب وآفاق المستقبل والفرص المتاحة لأفراد الأسرة وكفاءة البيئة المحيطة والتنوع ونوعية الحياة وكذلك حقوق دخول البلد والإقامة به، تحتل ألمانيا المرتبة 15 فقط من بين 38 دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. بينما في عام 2019 كانت لا تزال تحتل المرتبة 12.

ووفقا لذلك فإن عدد العمال المهاجرين الذين يأتون إلى ألمانيا أقل بكثير مما تحتاجه البلاد. وفقًا لوكالة العمل الاتحادية، يجب أن يكون العدد هو  400 ألف سنويًا للحفاظ على استقرار سوق العمل. لكن في عام 2021، كان هناك 40 ألفًا فقط.

تعمل الحكومة الاتحادية حاليًا على إصلاح شامل لقانون الهجرة. كما يجب أن يصبح التجنيس أسهل. لكن هناك نزاع حول ذلك حتى داخل الائتلاف الحاكم نفسه، حيث يضغط الحزب الديمقراطي الحر على المكابح. ووفقًا لمسح تمثيلي أجراه معهد أبحاث الرأي “يوغوف” بالنيابة عن وكالة الأنباء الألمانية، فإن 59 بالمائة من الألمان يرفضون أن يتم التجنيس بشكل أسرع مما هو عليه الآن.



ألمانيا معرضة لخطر التأخر في كل شيء، فلم تعد بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا هي فقط الدول التي تتنافس للحصول على العمال المهرة، بل تجد منافسة من السعودية وقطر والإمارات لجذب القوى العاملة.

من جانبه علق “علاء الدين المفعلاني”، الأستاذ المتخصص بمجال التربية والتعليم في مجتمع الهجرة، في جامعة أوزنابرو  بأنه: “نحن بلد أحادي اللغة والطقس ليس جيدًا وليس لدينا الكثير من الشواطئ – أي أن لدينا عيوب كثيرة  ولا نقوم بما يكفي لتعويض هذه العيوب”.

وفي مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، دعا “المفعلاني” ألمانيا إلى التركيز بشكل أكبر على أولئك الموجودين هنا بالفعل، والذين يشملون بشكل أساسي الأشخاص الذين قدموا إلى ألمانيا كلاجئين.

ناشطون سوريون في ألمانيا ينظمون تظاهرات بمناسبة ذكرى الثورة

في عام 2015 كان هناك أكثر من مليون لاجئ بينهم الكثير من الشباب الذين أكملوا الآن فترة التدريب ويعملون،  لكن هؤلاء يمكن أن تفقدهم ألمانيا مرة أخرى في حال عدم إتمام وضع إقامتهم.

وتحذر “نايكا فوروتان”، الأستاذة بجامعة هومبولت، من عدم أخذ قضية الهجرة بكل ما يترتب عليها من عواقب على محمل الجد وتدعو إلى “التفاوض للبقاء” في جميع المجالات.

في ألمانيا، يستعد الكثير من الناس للعودة إلى بلدانهم الأصلية. وتقول: “ماذا لو نجحت ثورة في إيران وعاد جزء كبير من الإيرانيين إلى بلدهم؟ أنا أمزح قليلاً الآن، لكن بعد ذلك ستبقى ألمانيا بدون أطباء أسنان”.

Exit mobile version