أخبار القارة الأوروبية_بريطانيا
كشف بحث في بريطانيا عن حجم المساواة بين الأعراق هناك أن الأقليات العرقية والدينية تعاني من مستويات “عالية على نحو لافت للنظر” من سوء المعاملة.
وتوصل البحث، الذي أجرته جامعات سانت أندروز ومانشستر وكينجز كوليدج لندن، إلى أن أكثر من ربع الأشخاص من ذوي خلفيات الأقليات في بريطانيا قد تعرضوا لإساءات جسدية أو لفظية، بدوافع عنصرية.
ولفت البحث، الذي استمر العمل عليه لمدة عامين والذي صدرت نتائجه هذا الأسبوع في كتاب يحمل اسم “العنصرية وعدم المساواة العرقية في وقت الأزمة”، إلى انتشار عدم المساواة والتمييز العنصري في قطاعات العمل والتعليم والإسكان والتعامل مع الشرطة.
بريطانيا تغرم تطبيق تيك توك بسبب إساءة استخدام بيانات الأطفال
“نيسا فيني”، التي ترأست فريق إعداد الدراسة، قالت إنها أثبتت أن العنصرية كانت “جزءا من الحياة اليومية”.
وأضافت الأستاذة في الجغرافيا البشرية بجامعة سانت أندروز أن “المملكة المتحدة بعيدة بدرجة لا توصف عن كونها مجتمعا عادلا مع الاقليات العرقية”، مشيرة إلى أن “أنواع عدم المساواة التي نراها في دراستنا كان من الممكن ألا تكون موجودة إذا كان لدينا مجتمع منصف بالفعل”.
وقد شملت الدراسة، التي تم تمويلها من جانب “مجلس الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية” خلال الفترة بين فبراير وأكتوبر من عام 2021، أكثر من 14 ألف شخص ينتمون إلى 21 مجموعة عرقية؛ بينهم بريطانيون من ذوي البشرة البيضاء.
ومن بين النتائج الأخرى التي توصلت إليها الدراسة أن أكثر من ربع أولئك الذين ينتمون إلى أقليات عرقية قد تعرضوا لإهانات عنصرية، إلى جانب تعرض ما يقرب من ثلث المشاركين إلى موقف عنصري في مكان عام.
وأشار واحد من بين كل ستة ممن شملهم الاستطلاع إلى أنه يتعرض للعنصرية من جانب الجيران، بينما تعرض 17 في المائة من تضرر ممتلكاته أثناء تعرضه لهجمات عنصرية.
ومن بين الأقليات العرقية والدينية، قال واحد من بين كل ستة أفراد إنه كان ضحية للاعتداء الجسدي بدوافع عنصرية قبل تفشي جائحة فيروس كورونا؛ وهو رقم يرتفع إلى واحد من بين كل خمسة من اليهود، وإلى أكثر من واحد بين كل ثلاثة من الغجر والرحالة ومن طائفة الروما ممن شاركوا في الاستطلاع.
كما أظهرت النتائج الأخرى أن 29 في المائة من المشاركين في الاستطلاع من الأقليات العرقية والدينية قالوا إنهم تعرضوا للتمييز العنصري في كل من قطاعي التعليم والتوظيف، وأشار خُمس العدد تقريبا إلى تعرضهم للشيء نفسه أثناء بحثهم عن سكن.
كما أفاد أكثر من واحد بين كل خمسة ممن شاركوا في الاستطلاع بتعرضهم للتمييز عند تعاملهم مع الشرطة؛ إلا أن هذا العدد ارتفع لتصل نسبته إلى 43 في المائة بين الجماعات المنتمية لمنطقة الكاريبي من ذوي البشرة السمراء، وإلى أكثر من واحد بين كل ثلاثة بين جماعات الغجر والرحالة وطائفة الروما.
كما كان اكتظاظ أعداد الأفراد داخل المساكن من بين الأمور الشائعة بين من شاركوا في الاستطلاع.
ووجدت الدراسة أن 60 في المائة من عائلات طائفة الروما تعيش في ظل ظروف تتسم بالاكتظاظ، كما أشار ربع من شاركوا من الباكستانيين والعرب إلى تعرضهم للشيء نفسه.
وعلى الرغم من النتائج الصادمة بشأن عدم المساواة بين الأفراد، فإن الاستطلاع توصل إلى وجود غالبية كبيرة من الأقليات التي تشعر بإحساس قوي بالانتماء إلى المجتمع البريطاني، إلى وجود ارتباط عميق لديهم بهويتهم العرقية، وفقا لوكالة أنباء “بي إيه ميديا”.
وتوصل الاستطلاع إلى أن جماعات الأقليات العرقية كانت أكثر عرضة للفقد المرتبط بالإصابة بفيروس كورونا، بينما أشارت الجماعات الصينية والآسيوية إلى ارتفاع تعرضهم لسوء المعاملة خلال فترة تفشي الجائحة.
ووجد الاستطلاع أن هناك أيضا درجة عالية من المشاركة السياسية بين مجموعات الأقليات العرقية.
وقال المشاركون في الاستطلاع من اليهود إنهم من المرجح أن يصوتوا بقدر أكبر لصالح حزب المحافظين، حيث إن حزب العمال يحظى بشعبية أكبر بين الجماعات الإفريقية من ذوي البشرة السمراء والجماعات المنتمية إلى منطقة الكاريبي من ذوي البشرة السمراء والباكستانيين والديمقراطيين الليبراليين الذين يجتذبون الدعم من الجماعات الصينية والإيرلندية من ذوي البشرة البيضاء ومن جماعات أوروبا الشرقية.