أخبار القارة الأوروبية_ ألمانيا
تبحث بلدية نويكولن في العاصمة الألمانية برلين إمكانية إنشاء مدرسة عربية في المنطقة لخدمة الجالية العربية هناك.
البلدية طرحت الأمر للتصويت، مؤكدة أنها تهدف إلى تقدير المجتمع العربي في المدينة وزيادة ظهوره.
ووضعت البلدية رابطا للتصويت حول هذه الأمر يمكنكم المشاركة بالتصويت من خلاله:
https://www.bz-berlin.de/berlin/neukoelln/sollte-berlin-eine-arabische-schule-einrichten
وكانت العاصمة الألمانية برلين قد شهدت تنصيب “مارتن هيكل” من جديد عمدة لمنطقة نيوكولن في العاصمة الألمانية برلين، وذلك للمرة الثالثة بأغلبية 40 صوتا.
وقال “هيكل” في منشور عبر صفحته على موقع “فيسبوك”: “في السنوات الثلاث والنصف القادمة، سأفعل كل شيء لضمان أن نويكولن مكانا يستحق العيش فيه للجميع، ويشمل ذلك أفضل تعليم، وتكافل اجتماعي، وأمن، بالإضافة إلى أحياء صديقة للأسرة ونظيفة، أنا سعيد لأنني أستطيع الاستمرار في تشكيل منطقتنا مع الناس في نويكولن ومكتب منطقتنا الجديد”.
وسبق أن فاز “مارتن هيكل” بمنصب عمدة منطقة نيوكولن لفترتين متتاليتين حيث سبق أن فاز عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي بالانتخابات المحلية التي جرت الشهر الماضي.
و “هيكل” نشأ في نيوكولن، وحصل فيها على البكالوريوس، وشغل منصب عمدة البلدية لمدة ثلاث سنوات، وبفوزه في انتخابات المجلس المحلي سيشغل منصب العمدة لمدة خمس سنوات قادمة.
انتخاب مارتن هيكل من جديد عمدة لمنطقة نيوكولن في ألمانيا
وسبق أن أكد بأن موقف حزبه” الديمقراطي الاشتراكي “من الهجرة هو “من أجل مجتمع منفتح وعادل، ويحارب ضد كل وجميع أشكال التمييز”، مؤكدا على أن ذلك ينطلق “من مبدأ أن لكل شخص نفس الفرص العادلة بغض النظر عن أصلهم أو الجنس أو الدين أو الإعاقة أو التوجه الجنسي”.
بالتعاون مع بلدية نويكولن.. المدرسة الألمانية العربية ابن خلدون تنظم إفطارا جماعيا في برلين
يشار إلى أن “حي نيوكولن ” الذي يقطنه أكثر من ٣٣٠ ألف نسمة موزعين على ١٥٥ جنسية اذ يتواجد أكثر ١٢٨ ألف من أصول أجنبية ويمثل العرب فيه قرابة ١٢% (٣٧ الف)، ويعد هذا الحي من الأحياء العمالية، وعندما جاء العرب وغير العرب إليه تحول لعامل جذب للأجانب، لأن المعيشة فيها منخفضة التكلفة مقارنة بباقي المناطق.
وكان المجلس الألماني العربي في برلين قد وجه رسالة إلى المؤسسات الالمانية، بعد أن عقد جلسة برئاسة “نادر خليل ” مدير المركز الألماني العربيDAZ في برلين لبحث موضوع المهاجرين القادمين الجدد من الشرق الأوسط واستخدام اللّغة العربيّة في أجهزة الصرف الآلي للبنوك و شراء تذاكر القطارات، وذلك في قاعة المجلس المحلي ببلدية النويكولّن .
ووقع رؤساء وأعضاء الجاليات والمؤسسات المجتمعيَّة العربيّة الألمانيّة وممثلي السفارات العربيّة في برلين على استمارة لاستخدام اللغة العربيّة في مؤسسات الدولة الخدمية.
المتحدث باسم الاجتماع وسكرتير المجلس الألماني الأعلى الدكتور “حذيفة المشهداني” قال لـ”أخبار القارة الأوروبية”: إن “الاجتماع يعد استثنائيا للجالية العربية وضم ممثلين عن الجالية من فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن ومصر والسعودية والجزائر والبحرين وتونس” لافتاً إلى أن “الاجتماع الطارئ يرعاه المجلس العربي الألماني الأعلى في برلين ويعقد في القاعة التشريعية في بلدية نويكولن، بهدف إعطاء الاجتماع شرعية”.
وشدد “المشهداني” على أن “هذا الاجتماع يعد استثنائيا لأهلنا العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والكلدان وكل المهاجرين من جميع الطوائف والقوميات الناطقين باللغة العربية والموجودين في برلين”، موضحاً أنه “تم اعداد رسالة للبرلمان الألماني والمؤسسات الحكومية في النويكولن لاعتماد اللغة العربية في الدوائر الحكومية والصراف وأجهزة شراء التذاكر”.
بدوره، أكد “نادر خليل” رئيس المجلس الألماني العربي الأعلى في برلين في وقت سابق أن “المجلس تضامن مع الأزمات الثقافية والإنسانية التي يعيشها المهاجرون في ألمانيا”، مشيراً إلى أن “اللاجئين باتوا يستعملون كأداة ضغط في السياسات العالمية، في حين أن الضحايا هم أهلنا من عدد من البلدان العربية من سوريا والعراق ولبنان وغيرها”.
وطالب “خليل” بتأسيس هيكلية في برلين يمكنها من خلال العمل المشترك السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي توحيد الجمعيات العربية وبناء الثقة بين الجمعيات المرتبطة بالمهاجرين، مؤكداً أنه “يجب أن نثبت لأنفسنا كجمعيات أننا نستطيع أن نعمل عملا ناجحا مشتركا، ونخدم الجالية العربية التي تضم بين 200 إلى 300 ألف عربي أو من أصول عربية في برلين”.
وكان رئيس المجلس الألماني العربي الأعلى في برلين، دعا لحل مشكلة الأشخاص الذين يعيشون على قوائم الانتظار في ألمانيا عبر مبادرة تطالب الحكومة الاتحادية بحل أزمة قوائم الانتظار أو إلغاء هذا القانون الذي يظلم هؤلاء المهاجرين متعهدا بالقيام بمبادرة تجاه الحكومة الألمانية في هذا الشأن بالوقت المناسب.
وأوضح مدير المركز العربي الألماني “خليل”: أن “المسؤولين الحكوميين في حكومة برلين، رحبوا بفكرة المجلس لأنها جامعة وشاملة وغير مؤدلجة سياسياً، كما أنهم سيقدمون الدعم والمساندة في هذا العمل الجماعي لإحداث نقله نوعية في دعم السلم والأمن المجتمعي ومحاربة خطاب الكراهية ومحاربة ظاهرة التطرف وتجارة المخدرات والسلاح وعالم الجريمة داخل المجتمع العربي والأجنبي”، مؤكداً أنه “استمرار لجهود ونجاح مهرجان ببلومانيا العرب ملتقى الثقافات والحضارات في برلين، الذي كان عمل جماعي شاركت فيه أغلبية الثقافات العربية والأجنبية التي تتواجد في ألمانيا “.
يذكر أن المركز العربي الالماني (DAZ) في العاصمة برلين، خدماته الاستشارية للجالية العربية داخل هيئة شؤون الأجانب – برلين خلال أيام الأسبوع، وذلك فيما يتعلق بمعاملات الإقامة والمشكلات التي يواجهها المهاجرين، كما يقدم خدمات الاستشارات المجانية للجالية العربية في برلين، فيما يتعلق بمعاملات (الجوب سنتر _ دائرة الاجانب _ المؤسسات الحكومية الاخرى)، وذلك من خلال الاستشارات المباشرة”، وتكون الخدمات باشراف قسم العلاقات العامة والشعبة الخاصة بتقديم الاستشارة القانونية من خلال المؤسسات الحكومية المختصة “.
“أسماء غندورة” نائبة مدير مدرسة ابن خلدون شددت آنذاك على أن:“اللغة العربيّة هي المقوّم الأساسيّ للأمّة العربيّة ، والميثاق الجامع بين أبنائها، ووسيلتها إلى الترقّي والنهوض بين الأمم، وهي لغتنا الأمّ ، لغة الآباء والأجداد ، وعنوان شخصيّتنا ومستودع تراث أمّتنا وذاكرتِها، وفيها تجلّى الفكر والعلم والثقافة والأدب في أزهى عصور حضارتنا العربيّة الشامخة، وهي كما قال الشاعر حليم دمّوس الرابطة التي تجمع بين العرب في مختلف بلدانهم.
نائبة مدير مدرسة ابن خلدون “أسماء غندورة”
غندورة أضافت: “وفي يوم اللغة العربيّة لا بدّ لنا أن نذكر أنّ العربيّة عزّت يوم عزّ أهلها ، فكان لها مكانها من قيادة الثقافة العالميّة، فكانت تمثّل الحلقة الواصلة بين حضارات العالمين القديم والحديث، وقد كان للعرب فضل على الغرب في تكوين حضارته الحديثة عن طريق اللغة العربية في القرون الوسطى عن طريق عشرات الجامعات العربية المتواجدة على الأراضي الأوربية في الأندلس وصقلية وغيرهم”.
وتابعت: “العربيّة اليوم لغة ما يزيد على أربعمئة وخمسين مليون عربيّ ينتشرون ما بين الخليج العربيّ شرقاً والمحيط الأطلسيّ غرباً ، وهي اللغة المليار ونصف المليار من المسلمين في كافّة القارات وفي مختلف جهات الأرض، وهي من أكثر اللغات التي تلقى إقبالاً على تعلّمها في مختلف بلدان العالم هذه الأيّام”.
وبحسب “أسماء” تُعتبر اللغة العربية من أذكي اللغات من ناحية الأبجديّة وربط الجمل مع بعضها، كما أنّ قاموسها ومعجمها اللغويّ يتجاوز ١٢ مليون كلمة ، ممّا يجعلها الأولى عالميّاً من حيث عدد الكلمات، وهي تمتلك كذلك ١٦ ألف جذر لغويّ، وهو عدد يفوق جذور كلّ لغات العالم .
وقد أثنى المستشرق الفرنسي “لويس ماسينيون” عليها وعلى نقاءها وعلى سمة الإيجاز التي تتّسم بها قائلاً : ” العربيّة من أنقى اللغات ، فقد تميّزت بتفرّدها في طرق التعبير العلميّ والفنيّ. كما أن الإيجاز الذي تتّسم به لا شبيه له في سائر لغات العالم والذي يعدّ معجزة لغويّة “
أسماء اعتبرت أن اللغة العربيّة بسماتها الفريدة وخصائصها العديدة تمثّل الكنز النفيس لأبناء الأمّة العربيّة، وهي هُويّة كلّ عربيّ تسمو بروحه وعقله ووجدانه.
آخر الإحصاءات أظهرت أن عدد أفراد الجالية العربية المقيمة في ألمانيا اليوم يبلغ ، نحو مليون شخص أغلبهم من المغرب وتونس وفلسطين وسوريا ومصر ولبنان والعراق ومن هؤلاء ما يقرب من 700 ألف يحملون الجنسية الألمانية وأعداد كبيرة منهم يحملون الشهادات الجامعية. كما أظهرت دراسة ألمانية رسمية عام 2021 أن نسبة المسلمين في ألمانيا وصلت إلى 6,7 بالمئة.
وإلي جانب المساجد والمراكز الثقافية العربية والإسلامية في ألمانيا، تتيح العديد من الجامعات الألمانية دراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية.
ويأمل المهاجرون العرب في مساعدتهم على سرعة التأقلم والاندماج عبر كسر حاجز اللغة في المؤسسات الخدمية، الأمر الذي يضمن لهم أيضا الحفاظ على هويتهم، وقدرتهم على التعاطي مع ما تطلبه المؤسسات الخدمية وفهمه بشكل صحيح.