أخبار القارة الأوروبية_بريطانيا
اعتبر نشطاء مناهضون للنظام الملكي الأحد أن الإجراءات التي اتخذتها الشرطة البريطانية لتأمين تتويج الملك تشارلز الثالث كانت “شديدة الوطأة”، وإن حق التظاهر السلمي لم يعد مكفولا في المملكة المتحدة.
وكانت الشرطة البريطانية قد ألقت القبض على “غراهام سميث” زعيم جماعة “ريبابليك” المناهضة للنظام الملكي و51 آخرين وسط لندن بينما كان الآلاف من المؤيدين للنظام الملكي محتشدين في الشوارع لمتابعة تتويج الملك تشارلز السبت، معللة ذلك بأن واجبها لمنع الاضطرابات يفوق الحق في الاحتجاج.
ومن جهتها، ذكرت “ريبابليك” أن الإفراج عن أعضائها المحتجزين بدأ في ساعة متأخرة من ليل السبت، بعد أن مكثوا نحو 16 ساعة في الحجز.
اتهامات لبريطانيا بالعنصرية بسبب تعاملها مع اللاجئين السودانيين
و في بيان، قال “سميث”: “كان هذا الاعتقال تصرفا شديد الوطأة وذو نية مبيتة، إذ كان سيحدث بغض النظر عن الأدلة أو ما فعلناه. لم يعد حق التظاهر السلمي مكفولا في المملكة المتحدة”. مضيفا “لم تكن هذه الاعتقالات متعلقة بحماية الناس من الضرر، وإنما بحماية الملك من الإحراج“.
ومن جانبها، ذكرت الشرطة السبت أنها تتفهم القلق من الاعتقالات لكنها تحركت بعد تلقي معلومات تفيد بأن المحتجين عازمون على عرقلة مراسم التتويج.
وكان مفوض شرطة لندن مارك رولي قد أكد عشية المراسم، أن الشرطة ستتخذ إجراءات إذا حاول محتجون “تعكير صفو أجواء الاستمتاع والاحتفال”، وقال إن أي محاولة من هذا القبيل لن تقابل “بتسامح يذكر“.
هذا، واكتسبت الشرطة مزيدا من الصلاحيات لقمع الاحتجاجات بموجب قانون جديد خاص بها تم إقراره العام الماضي وآخر يتعلق بالنظام العام، بدأ سريانه اعتبارا من الثالث أيار/مايو الجاري.
ومن جهته، قال “ويس ستريتنغ” النائب البارز المنتمي لحزب العمال المعارض، الذي رفض التعليق على اعتقالات بعينها في ظل سير التحقيقات، إن الشرطة يجب أن تخضع للمساءلة بشأن ما إذا كان تصرفها يتناسب مع الموقف.
أما وزيرة الثقافة “لوسي فريزر”، فقالت إن ثقتها كبيرة في الشرطة وإنها إلى جانب الحق في الاحتجاج، ومن حق الناس أيضا عدم تعكير صفو استمتاعهم بالحدث.
وتابعت: “من المهم للغاية أن يأخذوا بعين الاعتبار السياق الذي يقام فيه الحدث، لأن هذه مراسم من شأنها أن تثير تساؤلات عن أمننا القومي“.
وختمت بأنه: “أعتقد بشكل عام أن (الشرطة) تمكنت من تحقيق هذا التوازن بشكل صحيح“.