ألمانيا…الحكومة شارفت على الانتهاء من صياغة قانون يسمح بازدواجية الجنسية

أخبار القارة الأوروبية_ألمانيا 

شارفت الحكومة الألمانية على الانتهاء من صياغة مشروع قانون الجنسية الجديدالذي اقترحته وزيرة الداخلية “نانسي فيزر”، وسيسمح بازدواجية الجنسية وأيضا تسهيل حصول المواطنين من خارج بلدان الاتحاد الأوروبي على الجنسية الألمانية.

ومنذ توليها زمام الأمور في خريف عام 2021، عكف الائتلاف الحكومي المكون من أحزاب: الديمقراطي الاشتراكي والخضر والديمقراطي الحر، على العمل لإعداد مشروع القانون الجديد للجنسية.

وقد نشرت DW عدة تقارير عن هذا التشريع بما يشمل مقابلات مستفيضة مع العديد من الأشخاص الذين سيستفيدون من هذا القانون حال دخوله حيز التنفيذ.

منشأة مخصصة لإيواء اللاجئين في ألمانيا تتعرض لإضرام النيران

الإصلاحات التي تخطط لها الحكومة التي يقودها الاشتراكيون الديمقراطيون جزء من إصلاح شامل  لقانون الهجرة الألماني، الذي يهدف بشكل أساسي إلى تشجيع المزيد من العمال المهرة على القدوم إلى ألمانيا وسد النقص الهائل في اليد العاملة بسوق العمل.

 تتلخص التغييرات في قانون التجنيس في ثلاث نقاط أساسية:

 أولاً: سيُسمح للمهاجرين الذين يعيشون في ألمانيا بشكل قانوني بالتقدم بطلب للحصول على  الجنسية بعد خمس سنوات فقط بدلاً من ثماني سنوات كما هو معمول به حالياً.

 ثانياً: سيحصل الأطفال الذي يولدون في ألمانيا على الجنسية الألمانية تلقائياً، شرط أن يكون أحد الوالدين، على الأقل، مقيما بشكل قانوني في ألمانيا لمدة خمس سنوات أو أكثر.

ثالثا: سيتم السماح بتعدد الجنسية بالنسبة لجميع المهاجرين.

 حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ المعارض، والذي عرقل باستمرار أي إصلاحات من هذا القبيل في الماضي، يعارض خطط الحكومة والمستشار “أولاف شولتس بوضوح”.

النمسا: ننتظر دعم ألمانيا في إنشاء مراكز لجوء خارج الاتحاد الأوروبي

وقال “فريدريش ميرتس” زعيم الحزب في تصريح سابق إن: “الجنسية الألمانية شيء ثمين للغاية، ويجب على المرء أن يتعامل مع هذا الموضوع بحذر شديد“.

هذا الإصلاح سيجعل القوانين الالمانية منسجمة ومماثلة لنظيراتها في الدول الأوروبية الأخرى. في الاتحاد الأوروبي، كان للسويد أعلى معدل تجنيس في عام 2020، حيث تم تجنيس 8,6 بالمائة من مجموع الأجانب الذين يعيشون هناك. أما في ألمانيا، فقد كان المعدل 1,1 بالمئة فقط.



; mso-hansi-theme-font: minor-latin;”>”غريتا أوغوستيني”، محامية ألمانية متخصصة في قوانين الهجرة، أوضحت في تصريح حول الموضوع لـ DW:  بأن “قانون الجنسية الألماني قائم على مبدأ تجنب تعدد الجنسيات، أما الدول الأوروبية الأخرى، مثل إيطاليا والسويد وإيرلندا وفرنسا وغيرها، فهي تسمح بازدواجية االجنسية ولديها قوانين أقل بيروقراطية فيما يتعلق بهذا الموضوع“.

وتقول “أوغوستيني” إن الكثير من الذين يترددون على مكتبها يسعون للحصول على الجنسية الألمانية، لكنهم “يرفضون التخلي عن جنسيتهم الأصلية” على حد قولها.

وبحسب “مكتب الإحصاء الاتحادي” الألماني، هناك حوالي 2,9 مليون شخص يحملون أكثر من جنسية واحدة يعيشون في ألمانيا، أي حوالي 3,5 بالمائة من السكان. كما يحتفظ 69 بالمائة من المواطنين الحاصلين على الجنسية الألمانية في السنوات الأخيرة على جواز سفرهم الأصلي. ويتصدر القائمة حاملو جوزات السفر البولندية والروسية والتركية.

تأثير قوانين الجنسية الألمانية سينعكس بشكل كبير على الجالية التركية، التي جاء منها عدد كبير من العمال في الستينيات، حين وقعت ألمانيا الغربية آنذاك، صفقات مع عدة دول لاستقدام “عمال ضيوف”، للعمل بشكل أساسي في الصناعة الناهضة آنذاك.



الآن يوجد في ألمانيا حوالي 3 ملايين شخص من أصل تركي، 1,45 مليون منهم ما زالوا يحملون الجنسية التركية. قالت أصليخان يشيلكايا يورتباي، عضو منظمة “الجالية التركية في ألمانيا ” TGD في حوار سابق مع DW إن الإصلاحات جاءت “بعد فوات الأوان” بالنسبة للكثير من الأتراك من هذا الجيل، لكن “أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً“.

بالنسبة لجيل العمال الضيوف، فإن هذا الإصلاح يعني الاعتراف والاحترام لحياتهم وعملهم في هذا البلد ومن أجله” حسب المتحدثة، التي أكدت أن “الكثير من الأتراك من الجيلين الثاني والثالث سيشعرون بالراحة، لأنهم كانت عندهم على الدوام أزمة هوية“.

 

وفي نظر “أصليخان”، فإن ألمانيا كانت ستصبح دولة مختلفة لو تم إدخال الإصلاح في وقت سابق: “كان المهاجرون سيكونون أكثر اهتماماً بالسياسة وأكثر نشاطاً في المجتمع لو كانت هذه الفرصة متاحة قبل 20 أو 30 عاماً“.

وقد أدانت منظمة “الجالية التركية في ألمانيا TGD ” العديد من التصريحات التي أدلى بها الاتحاد الديمقراطي المسيحي حول هذا الموضوع ووصفتها بأنها “غير مدروسة” و”عنصرية”. وعلقت عليها أصليخان بالقول: “بصراحة، لقد صدمت من هذه الأصوات العنصرية، حججهم ليست قائمة على الحقائق، وأعتقد أنها خطيرة جداً على المجتمع، إنها تثير المشاعر السلبية بين الناس في البلد“.

Exit mobile version