أخبار القارة الأوروبية_فرنسا
داهمت الشرطة الفرنسية الثلاثاء 13 يونيو 2023 مقر إقامة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي في الدائرة الـ 16 بالعاصمة باريس وفتشته، تزامنا مع الاستماع إليه في جلسة مفتوحة من قبل محققين من المكتب المركزي لمكافحة الفساد والجرائم المالية والضريبية (Oclciff) في نانتير (Hauts- de-Seine)، وهي حالة تسمح باستجواب الشخص المشتبه في ارتكابه جريمة دون احتجازه، وذلك في إطار تحقيقات حول التأثير على الشهود، على خلفية الاشتباه في تلقيه مبالغ مالية ضخمة من زعيم ليبيا الراحل “معمر القذافي”.
بدأت الإجراءات كجزء من تحقيق عام استنادا إلى معلومات سربتها وسائل إعلام فرنسية نقلا عن مصدر مقرب من التحقيق ترتبط بتراجع الوسيط اللبناني الفرنسي زياد تقي الدين عن اتهاماته ضد “ساركوزي” بتلقيه أموال لحملته الانتخابية من “معمر القذافي”، قدرت بـ 608 آلاف يورو. وهو ما يؤكد معلومات أوردها موقع “ميديابارت”.
سبق للادعاء الفرنسي أن طالب بمحاكمة ساركوزي و12 شخصا آخرين في قضية الاشتباه بتمويل ليبيا لحملته الانتخابية الرئاسية لعام 2007.
فرنسا: دوافع المشتبه به في تنفيذ عملية الطعن غير إرهابية
وطالب المدعون في قسم الجرائم المالية بمحاكمة 13 شخصا أبرزهم ساركوزي بتهم السعي للحصول على ملايين من اليوروهات كتمويل من الزعيم الليبي الراحل “معمر القذافي”.
في المقابل، ينفي الرئيس السابق كل هذه التهم، في وقت كان فيه التحقيق في هذه القضية فتح بعد نشر موقع “ميديابارت” في 2012 بين دورتي الانتخابات الرئاسية، وثيقة يفترض أنها تثبت أن حملة “ساركوزي” الانتخابية التي انتهت بفوزه في 2007، تم تمويلها من قبل نظام “القذافي”.
يبلغ “تقي الدين” من العمر 70 عاماً، في تشرين الثاني عام 2016، ادعى أنه سلم أكثر من خمسة ملايين يورو بين أواخر عام 2006 وأوائل عام 2007 إلى “ساركوزي”، الذي كان وزيرا للداخلية آنذاك، ومدير مكتبه “كلود جيان”.
بعد شهادات من شخصيات ليبية، وملاحظات من المخابرات في طرابلس، واتهامات الوسيط، جمع القضاة بفضل عمل استغرق 7 سنوات مجموعة من القرائن أعطت مضموناً للفرضية التي عمل عليها بشأن تمويل حملة ساركوزي من قبل نظام معمر القذافي، لكن مع ذلك لم يتم العثور على أي دليل مادي مقنع حتى الآن، برغم كل العمليات المشبوهة لنقل الأموال.
بعد نحو أسبوعين من إصدار القضاء الفرنسي أحكامه فيما يعرف بـ “قضية كراتشي”، في حزيران 2020 هرب تقي الدين من فرنسا نحو موطنه الأصلي لبنان. تلك القضية كان بطلها تقي الدين أيضاً، وهي فضيحة فساد يعود تاريخها إلى عام 1994 اتهم بموجبها رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق إدوارد بالادور بتلقي رشاوي مالية من صفقة بيع ثلاث غواصات إلى باكستان بهدف تمويل حملته للانتخابات الرئاسية عام 1995.