أخبار القارة الأوروبية_الأمم المتحدة
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، أن 289 طفلا على الأقل لقوا مصرعهم أو فقدوا خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي، أثناء محاولتهم عبور طريق وسط البحر المتوسط المحفوف بالمخاطر، قادمين من أفريقيا إلى أوروبا.
يأتي هذا بينما سجلت وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس” زيادة بنسبة 140% في أعداد الوافدين خلال نفس الفترة.
وتعتبر هذه الأرقام التي نشرتها منظمة اليونيسف مأساوية، كونها تشير إلى أن ما يقرب من 11 طفلا يلقون مصرعهم أو يفقدون أسبوعيا.
وفي المقابل، أكدت وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس”، التي زار رئيسها هانز لايتنز العاصمة اليونانية، أن طريق وسط البحر المتوسط لا يزال أكثر الطرق “فتكا”. وقال لايتنز “خلال زيارتي التي استغرقت يومين في أثينا، أتيحت لي الفرصة للمشاركة في حوار بناء مع السلطات اليونانية الجديدة”.
وأكد المسؤول الأمني أنه أوصل “رسالة واضحة تردد صداها خلال مناقشاتنا، فحواها الحاجة إلى تعزيز الفعالية في تحقيق مهمتنا والالتزام المستمر بالإطار القانوني”.
في غضون ذلك، استمر وصول المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا، التي تستضيف النقطة الساخنة المحلية، والتي تضم حاليا أكثر من 1000 مهاجر، في حين أنها صُمِمَت أصلا لاستيعاب 350 شخصا فقط.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، “كاترين راسل”، إن “عددا كبيرا من الأطفال يستقلون السفن على شواطئ البحر المتوسط، سعيا منهم للحصول على الأمان أو الالتقاء بأسرهم أو سعيا لمستقبل أكثر إشراقا، إلا أن العديد منهم يلقون حتفهم أو يصبحون في عداد المفقودين أثناء عبورهم”.
فرنسا…زيادة العنصرية ضد المهاجرين منذ مقتل الفتى نائل
وأضافت أن “هذا يشكل حافزا واضحا لضرورة القيام بالمزيد من العمل لإيجاد مسارات آمنة وقانونية، لتمكين الأطفال من طلب اللجوء، مع تعزيز الجهود لإنقاذ الأرواح في عرض البحر، وفي نهاية المطاف، يجب زيادة الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الأطفال إلى المخاطرة بأرواحهم في المقام الأول”.
وأوضحت اليونيسف أن 11.600 طفل وصلوا إلى شواطئ إيطاليا، قادمين من شمال أفريقيا، منذ شهر كانون الثاني/ يناير 2023، بما يعادل 428 طفلا في المتوسط أسبوعيا، ويشكل ذلك زيادة بمقدار الضعفين، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، على الرغم من المخاطر الجسيمة التي تواجه الأطفال في هذه الرحلة.
ويغادر غالبية الأطفال من ليبيا وتونس، بعد خوضهم رحلات خطيرة قادمين من بلدان عبر أفريقيا والشرق الأوسط.
مخاوف من زيادة أزمات المهاجرين نتيجة للقانون الجديد
وقالت فرونتكس إن طريق وسط البحر المتوسط يظل طريق الهجرة الرئيسي إلى الاتحاد الأوروبي، وأشارت الوكالة في نشرتها إلى أن “أعداد الوافدين عبر جميع طرق الهجرة الأخرى سجلت انخفاضا مقارنة بالعام السابق، يتراوح بين 6% في غرب البحر المتوسط و34% على طول شرق البحر المتوسط”.
وأضافت وكالة حماية الحدود الأوروبية انه “في النصف الأول من العام، بلغ عدد محاولات العبور غير النظامية للمعابر الحدودية قرابة 132.400، وهو الأعلى منذ عام 2016”. وسجلت في الأشهر الستة الأولى من العام 2023 زيادة بنسبة 140% في عدد الوافدين، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأردفت الوكالة أنه “بعد الانخفاض في أيار/مايو الماضي، بسبب فترات طويلة من سوء الأحوال الجوية، كثف المهربون من أنشطتهم مما أدى إلى زيادة بنسبة 85% في عدد الوافدين عبر وسط البحر المتوسط في حزيران/يونيو الفائت”.
وتابعت فرونتكس أنه “لسوء الحظ، لا تزال المسارات البحرية في غاية الخطورة”، واختتمت قائلة إنه وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية، “فُقِد ما يقرب من 1900 شخص في البحر المتوسط خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي وحده، غالبيتهم على طول طريق وسط البحر المتوسط”.