تقارير إعلامية: إيران أصبحت التهديد الأكبر لبريطانيا

أخبار القارة الأوروبية_بريطانيا

كشفت تقارير إعلامية بريطانية أن إيران تعد التهديد الخطر الأكبر بالنسبة للمملكة المتحدة.

وبحسب صحيفة “صاندي تايمز” فإن إيران أصبحت التهديد الأكبر على بريطانيا، والحرس الثوري الإيراني تحول إلى تهديد على الأمن القومي البريطاني، وذلك بحسب وزارة الداخلية، بعد ظهور أدلة عن مدى تأثيره على بريطانيا.

وكانت الصحيفة قد نشرت قبل فترة سلسلة من التقارير حول تعاون جامعات بريطانية مع باحثين ومؤسسات بحثية إيرانية على علاقة مع الحرس الثوري، في محاولة للضغط على الحكومة البريطانية لتصنيفه كجماعة إرهابية، أسوة بما فعلته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة إن وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفرمان، تخشى من زيادة نشاطات الحرس الثوري، وهي قلقة من التقارير الاستخباراتية بشأن محاولات الجواسيس الإيرانيين تجنيد أعضاء من عصابات الجريمة المنظمة لاستهداف المعارضين للنظام في طهران.

وقال مصدر مقرب من وزيرة الداخلية، إن “التهديد الإيراني يثير القلق الأكبر لدينا”، مضيفا: “هو موضوع كبير؛ لأنه أصبح قويا جدا وشهيّتهم تزداد، وهو دفاعيون ضد من يتحدّون نظامهم ويحاولون سحقهم، وقد زادوا من تحرشاتهم”.

وحذرت المخابرات الداخلية البريطانية “أم أي 5” في العام الماضي، من أن طهران كانت وراء عشر مؤامرات اغتيال واختطاف. وفي شباط/ فبراير هذا العام، قالت شرطة لندن إن المحاولات ارتفعت إلى 15 مؤامرة. وأُجبرت قناة المعارضة “إيران إنترناشونال” على نقل مقرها من لندن، بعدما حذرتها الشرطة بأنها لن تكون قادرة على حماية طاقهما.

الصحيفة أوضحت أن دعوات برزت لتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، إلا أن وزارة الخارجية، عبّرت عن قلق من أثر التحرك على العلاقات الدبلوماسية مع  طهران.

وكشفت الصحيفة عن تفاصيل علاقة الجمهورية الإسلامية مع منظمة طلابية يوجد مقرها في كنيسة ميثودية سابقة بمنطقة هامر سميث في لندن. وأنشئت جمعية الطلاب المسلمين من أجل الدفاع عن الفلسفة السياسية والدينية لآية الله الخميني، الذي قاد الثورة الإسلامية في 1979.

وتنظم الآن محاضرات لرجال دين متشددين ومسؤولي الحكومة، ويراقب انتخاباتها الداخلية ممثلون عن المرشد الأعلى لإيران.

وفي كانون الثاني/ يناير، سافر رئيس الجمعية السابق “محمد حسين عطائي”، الحاصل على شهادة ماجستير من جامعة برادفورد، إلى طهران للمشاركة في مؤتمر، والتقى مع المرشد الإيراني “علي خامنئي”.

وظهرت صورة لعطائي وهو ينحني باحترام أمام خامنئي، وبعد ذلك أُعطي كوفية مباركة، كهدية.

 

وقالت المنظمة، إن عطائي لم يكن رئيسا لها منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2022. إلا أن الجمعية، نشرت منشورات على منصتها بالإنترنت أثنت فيها على الجنرال قاسم سليماني، الذي قتلته الولايات المتحدة عام 2020، ووصفته بالشهيد وقائد المقاومة. وكذا محسن فخري زادة، عالم الذرة الإيراني، الذي وصفته بالشهيد أيضا.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر، نشرت الجمعية منشورات من المرشد الأعلى تقول: “لماذا يعتبر الشك في الهولوكوست جريمة؟” وكيف قام فكر المقاومة والاستشهاد بمواجهة الصهيونية العالمية. وتُعقد مناسبات في الكنيسة السابقة بهامر سميث، ومقر جمعية قانون توحيد التي رفعت على قاعتها صورة الخميني والعلم البريطاني.

ويعود الموقع إلى جمعية قانون توحيد الخيرية، واثنان من أمنائها الثلاثة على علاقة بالمركز الإسلامي لإنكلترا، في منطقة ميدافيل، لندن، الذي ظل مغلقا منذ عدة أشهر، ويخضع لتحقيقات مفوضية الجمعيات الخيرية، بعد اتهام المركز بمدح سليماني واعتباره شهيدا.



 

ووُصف “سيد هاشم موسوي”، مدير المسجد، وأحد الأمناء في أدبيات الجمعية، بأنه “ممثل للمرشد الأعلى في إنكلترا”. ووصف معارضي النظام بأنهم “جنود الشيطان” وقال إن النساء الإيرانيات اللاتي خلعن الحجاب هنّ “سم”.

واعترف “موسوي” أن ممثلا من المرشد راقب انتخابات الجمعية، لكنه أكد أنها “دينية ولا علاقة لها مطلقا بالحكومة”. وأكد أن المركز لا علاقة لة بالجمهورية الإسلامية، وأن الطلاب يجتمعون كل أسبوع في الكنيسة التي تحولت لمركز إسلامي، للحديث حول مشاكلهم والمشاكل الثقافية والعائلة، ويجلسون معا ويدعون آخرين في بعض المرات، مثل حفلات الميلاد للقادة الدينيين وشهادة قادة دينيين.

وزعم أن الجمعية عقدت اجتماعا عبر الإنترنت بين قادة بارزين في الحرس الثوري وطلاب في الجامعات البريطانية. وشاهد اللقاء الذي نُقل على عبر الإنترنت آلاف الأشخاص، وهي المرة الأولى التي قام بها قادة الحرس بنشر دعاية النظام في إيران.

وقالت الجمعية إنها لا تنتمي لأحزاب أو جماعات سياسية، وأن وضع منشورات آية الله “ليس إنكارا للهولوكوست، بل تظهر المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير”.  وقالت: “كل نشاطاتنا قانونية، ويبدو أنكم تستهدفون جماعة إسلامية بنفس محاكم التفتيش لأنها تحاول ممارسة حقها بحرية التعبير وحرية التفكير وحرية الممارسة، وهي حقوق مضمونة بالقوانين المحلية والدولية”.

تعطل حركة القطارات في بريطانيا بسبب الإضرابات الصناعية

وأعلن وزير الخارجية البريطاني “جيمس كيلفرلي” عن عقوبات على الحرس الثوري، إلا أن هناك ضغوطا من البرلمان لتصنيفه كجماعة إرهابية. وتم اتخاذ نفس الخطوات في كندا والولايات المتحدة، إلا أن هناك مظاهر قلق من خسارة السفارة البريطانية في طهران لو تم فرض عقوبات على الحرس.

ودعت “صاندي تايمز” في افتتاحيتها إلى مواجهة الخطر الإيراني، قائلة إن نظام طهران بات أكثر جرأة في ملاحقة المعارضين. وأكدت أن كلام مدير قناة “إيران إنترناشونال” كان صحيحا عندما قال في شباط/ فبراير، إن إغلاق مكاتب المحطة في لندن بعد تهديدات من طهران هو “هجوم على قيم السيادة والأمن وحرية التعبير التي طالما تمسكت بها بريطانيا”. وأُجبرت القناة على نقل مكاتبها إلى الولايات المتحدة. واعتقلت الشرطة رجلا قرب مكاتب القناة في منطقة تشيزك بلندن، وحذرت من أنها لن تكون قادرة على حماية طاقمها.

وتقول الصحيفة إن النظام الإيراني ينشر شروره عبر المنظمات في بريطانيا، مثل جمعية الطلاب المسلمين التي تنتفع من وضعية الجمعية الخيرية التي نشرت محتويات حول الصهيونية ومعادية للسامية ومنشورات دعت لحرب القيامة، ودعت الطلاب للانضمام إلى قتال اليهود.

ودعت الصحيفة الحكومةَ البريطانية إلى عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها في التسعينات من القرن الماضي، عندما تسامحت مع المتشددين الإسلاميين، بحسب وصفها.

Exit mobile version