افتتاح معرض بيرويا للفن التشكيلي في العاصمة الألمانية برلين

أخبار القارة الأوروبية_ أحمد ياسين _برلين 

شهدت العاصمة الألمانية برلين افتتاح معرض بيرويا للفن التشكيلي للفنانة السورية “رالا كنجو” وذلك في صالة أرابيسك للثقافة والفنون البصرية.

حضر افتتاح المعرض عدد كبير من المهمتين والمعنيين بالشأن الفني والثقافي اللذين أثنوا بدورهم على جمال هذه العوالم المبهرة والمتعة البصيرة في المساحات على جدران المعرض التي تضفي عمقا بصريا وثراء بالمضمون .

“رالا كنجو” هي فنانة سورية من مدينة حلب تقيم حاليا في دبي درست الأدب الفرنسي بالإضافة لدراسة الفن شاركت بالعديد من الفعاليات والأعمال والمعارض في العاصمة المصرية القاهرة وفي مدن عديدية في سوريا وفي دبي.

“رالا” لم تكتف بتوظيف مختلف المذاهب والأساليب الفنية التشكيلية، لكنها خطت لنفسها أسلوبا خاصا بها يمثلها، يمكن أن نطلق عليه الأسلوب ( المنفتح في فضاءات الحرية) في تجسيد ثيماتها على سطوح لوحاتها، فخاضت برسوماتها بين عدة أساليب فنية ما بين الفن الواقعي والانطباعي والتجريدي  والتعبيري والتكعيبي.

هيمنت العوامل الثقافية والبيئات المتعددة على فكر وميول “رالا” في مختلف أعمالها منذ النشأة إلى الآن، فانعكست الظواهر الخارجية على مجمل أعمالها التشكيلية، خاصة المرأة والطبيعة البشرية في كل محمولاتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والواقع المعيشي للمجتمعات التي عاصرتها، لتوظفها بأسلوبها السلس الجاذب للمتلقي، وبألوانها المريحة للناظر وبتقنية محترفة في تطويع الألوان، ومدى انسجامها مع ثيماتها ومدياتهاعلى سطح لوحاتها لتشكل فضاء مرئيا يسر الناظر ويغوص فيها، رغما عنه في امتدادات ألوانها وتكسرات خطوطها ومنحنياتها، بكتل لونية متدرجة بإشعاعها النوراني، بدءا من المركز، وهو العمق الروحي الفيضي لينفذ إلى الخارج ليشكلا نسيجا فنيا متكاملا في المعنى والمبنى في الوقت ذاته.

يمكن القول إن التشكيلية “لارا” تتقن حرفتها، حيث تجعل من لوحتها أولا ومتلقيها ثانيا، مشهداً واحداً أحدهما يحاكي الآخر، كسياق ثنائي منسجم يكملان بعضهما بعضا، غير متضادين أو منفرين، وهما المنتج أي الفنانة التي صاغت وكوّنت هواجس المجتمع وثقافته واهتماماته، وصبتها على سطح لوحتها، باعتباره مخلقا فنيا اجتهدت لتبدع به، والآخر هو المتلقي الذي وجد ضالته في أعمال الفنانة.

توضح “رالا” سبب اقامتها لمعرضها الاخير في برلين بالقول: “إن الفن هو أسمى وأرقى رسل الحضارة، وأن العرض في بلد أوروبي هو أول خطوات الحلم الحثيثة للوصول الى العالمية بلغة الفن الذي يفهمها العالم أجمع  ولنشر الموروث الثقافي السوري في جل أرجاء المعمورة، ولعل نقد المتلقي في بلد آخر هو حافز هام لإضفاء ماهو جديد ونقطة تحول ومنطلق للأمام.

من جانبها عبرت “مايا هنانو” زائرة للمعرض عن انطباعها بزيارة المعرض بالقول :”إن الحركة التشكيلية السورية بكل المقاييس تعتبر من إحدى أقوى الحركات الإبداعية في العالمين العربي والعالمي لسبب موضوعي جدا المتمثل في أهم ركيزة وهي الخلفية الحضارية التي تشهد عليها المدن الأثرية في الكثير من مناطق سوريا، إضافة إلى التعدد العرقي والإثني،  وتعدد المناخات الذي خلق بيئات جمالية نادرة الوجود في المنطقة، لذلك لا بد من التأكيد على أنما أفاد به المعنيون بهذا الجانب بأن الفن السوري يمتد بجذوره إلى ما قبل التاريخ ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحضارات السورية القديمة كما قبل التاريخ  والعصر الهنلستي والعصر الرومي والعصر البيزنطي والعصر الأموي والعباسيوالعثماني والعصر الحديث.

رابطة المجتمع المشترك تنظم معرضا للكتب العربية في مولهايم وضواحيها

وأضافت أنه :” لا ينفصل عنها بأي صورة من الصور في شكل المفردات التشكيلية الزخرفية الصغيرة، ولذلك إن الفن التشكيلي السوري يقف على أرضية صلبة منطلقا من هذه الخصوصية التاريخية الحضارية، وما رأيته اليوم في هذا المعرض من خلال الاعمال المعروضة  يحملني بشغف كبير الى اسمى مشارف الفخر والاعتزاز بما نحن عليه كسوريين لاننا قيمة مضافة اين ماذهبنا وحللنا، وفي حالة ثانية يعد المعرض كرحلة متتعة مع النفس والروح بعيدا عن صخب الحياة واضطراباتها والتزماتها”.

من جانبه يرى الباحث في علم الجمال “وسيم ياسين” أن تنظيم معرض بهذا الكم من التنظيم والجمال خلال أسبوعين فقط في مدينة بيروقراطية كبرلين يعد نجاحا باهرا وغير معهود وهذا ماينم عن نشاط  شديد وإصرار الفنانة على الوصول الى هدفها.



 

واعتبر أنه: “بالنسبة للناحية الجمالية فمن الممكن ان تبعث الأعمال الفنية على الدهشة أو عدم القبول، الإعجاب أو النفور؛ قد يبدو العمل الفني مباشرًا أو معقدا، غامضًا أو جليا، واضحًا أو عبثيا، لكن المقاربات والمواضيع التي أفضت إلى خلق العمل الفني ترتبط برؤية ومخيلة الفنان وحده، وبالتالي، فإنني كمتلقي ارى أن قدرة الفنانة على تسويغ العديد من التقنيات بهذه الحرفية على مساحاتها التشكيلية وامكانية خلق التجناس بهذه الانسيابية هو ابداع يستحق التوقف عنده “.

يشار إلى أن المعرض يفتح أبوابه يوميا من الساعة ١٥ مساءا حتى العاشرة الى نهاية شهر آب أغسطس الجاري .

Exit mobile version