سلسلة هجمات تستهدف النصب التذكارية في ألمانيا

أخبار القارة الأوروبية_ألمانيا

في غضون أسبوعين فقط، هزّت ألمانيا عدة هجمات على مواقع لنصب تذكارية شملت صندوق كتب في موقع الرصيف 17 في برلين (حيث كان يتم نقل عشرات الآلاف من اليهود، بالقطارات من ذلك الرصيف، إلى معسكرات الاعتقال النازية)، وقع في 12 أغسطس/آب 2023.

وهجوم على خيمة مهرجان أولسدورف للسلام، حيث يتم إحياء ذكرى ضحايا القصف بالقنابل الذي حدث خلال الحرب العالمية الثانية في هامبورغ.

ليست هناك إحصائيات موثوقة حول عدد الهجمات في جميع أنحاء ألمانيا، ولكن هناك شعور بأنها في تزايد، كما يقول المؤرخ “كارستن أوهل” والذي أضاف: “الآن أود أن أقول إن لدينا وضعا جديدا: عدد الهجمات التي تعرضنا لها كان مفاجئا وصادما”، كما يوضح الباحث في حديث لـDW. وهو يعمل منذ أشهر قليلة لحساب مؤسسة هامبورغ للنصب التذكارية ومراكز التعلم  لإحياء ذكرى جرائم النازية.

ألمانيا…دراسة حديثة تكشف عجزا شديدا في العمالة بقطاع الضيافة

قبلها كان “أوهل”، حتى مايو/أيار، رئيسا للنصب التذكارية لمعسكرات الاعتقال بوخنفالد، وميتلباو دورا. حيث عمل لسنوات هناك في تورينغن في شرق ألمانيا.

وحقيقة أن الهجمات في غرب وشرق ألمانيا يتم تسجيلها الآن بهذا التواتر، تظهر شيئا واحدا قبل كل شيء: “هذه الهجمات مشكلة تؤثر على ألمانيا بأكملها، وليست مشكلة شرق ألمانية فقط”، يقول أوهل.



يقول الباحث “أوهل”: “لدينا مشهد يميني متطرف يشعر بأنه صار قويا مع حزب البديل”. الحزب اليميني الشعبوي، وفي بعض النواحي هو حزب يميني متطرف ومعادٍ للمثليين،  يحظى حاليا بأكثر من 20 بالمئة من أصوات الناخبين على مستوى ألمانيا، في استطلاعات الرأي. ومن الممكن أن يصبح الحزب الأقوى في بعض ولايات ألمانيا الشرقية.

يتحدث “أوهل” عن مناخ اجتماعي وسياسي يظهر فيه المزيد من الأشخاص الذين يمثلون وجهات نظر يمينية بشكل علني، ويقول: إن “هذا المناخ الذي يخلقه حزب البديل من أجل ألمانيا ومؤيدوه قد يؤدي أيضا إلى التحول من العدوان اللفظي إلى العمل النشط. لم يصل الأمر بعد للاعتداء على أشخاص، ولكن وصل إلى حد إيقاع أضرار جسيمة في الممتلكات”.

ويتفق “كارستن كوت”، مؤسس مبادرة “صناديق الكتب”، مع هذا التحليل: “لدي شعور بأن حزب البديل من أجل ألمانيا يشجع مرتكبي الجرائم على القيام بشيء كهذا”.

تم الإبلاغ في العاصمة عن 105 على الأقل من الجرائم أو المخالفات ذات الدوافع المعادية للسامية، خلال النصف الأول من هذا العام، منها 72 جريمة يمكن تصنيفها بوضوح على أنها جرائم ذات دوافع سياسية، ارتكبها أنصار اليمين، وفق حكومة ولاية برلين، وقد سجل المكتب الجنائي الاتحادي بالفعل 960 جريمة معادية للسامية في جميع أنحاء ألمانيا هذا العام، منها 25 من أعمال العنف ضد أشخاص.

في غضون ذلك،  جرى اعتقال المشتبه به  في الهجمات الثلاث التي شهدتها برلين، يومي 12 و14 أغسطس/آب. وهو ألماني يبلغ من العمر 63 عاما.

بالنسبة لـ”كونراد كوت”، صاحب مبادرة “صندوق الكتب” في مكان النصب التذكاري للرصيف 17، يعتبر القبض عليه “مرضيا” إلى حد ما.

Exit mobile version