التجرؤ على صنع السلام…مؤتمر ديني في برلين

أخبار القارة الأوروبية_برلين

يقام في العاصمة الألمانية برلين مؤتمرا للحوار الديني العالمي تحت شعار التجرؤو على صنع السلام.

المؤتمر يقام في الفترة من 10 إلى 12 أيلول سبتمبر الجاري بنسخته السابعة والثلاثين برعاية جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية، التي تتخذ من روما مقراً لها.

ويرى الأمين العام لجماعة سانت إيجيديو، “سيزار زوكوني”، أن اللقاء سيمثل “فرصة كبيرة للحوار والتفاهم”. ويتابع” نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مزيد من الحوار والتعلم من الآخرين وفهم الاختلافات”.

ويشارك في هذا المؤتمر العديد من الأئمة المسلمين وحاخامات يهود وأساقفة ومطارنة وبطاركة يمثلون مختلف الطوائف المسيحية، بالإضافة إلى ذلك يشارك ممثلون عن الهندوسية والبوذية.

يشار إلى أن ألمانيا استضافت مؤتمراً مماثلاً في السابق، حيث تم عقد مؤتمر السلام عام 2017 في مدينتي مونستر وأوسنابروك.

وسيشارك في فعاليات الافتتاح الرئيس الألماني، “فرانك-فالتر شتاينماير”، ورئيس جمهورية غينيا بيساو، “عمر المختار” سيسوكو إمبالو.

سيتحدث في البداية ممثلون دينيون بارزون، بيد أن المؤتمر سيشهد كذلك أحداثاً بارزة مثل مشاركة من أفغانستان، حيث ستتكلم زهرة سرابي كشاهدة معاصرة عن الأوضاع الحالية التي تسود بلدها.

سيحضر قاض من ساحل العاج للحديث عن الأوضاع هناك، بالإضافة إلى مشاركين وناشطين في حقوق الإنسان من المكسيك وأوكرانيا.

التوسط في الصراعات والسعي لتحقيق السلام من صميم عمل منظمة سانت إيجيديو، التي أسسها الإيطالي “أندريا ريكاردي” في عام 1968.

بدأت المنظمة بالعمل ضمن دائرة المهتمين والأصدقاء ليتوسع المنتمين لها إلى أكثر من 60 ألف شخص ينحدرون من أكثر من سبعين دولة.

وتعرف المنظمة نفسها بأنها إنها حركة سلام كاثوليكية تهدف إلى الوساطة السياسية حتى في أصعب الصراعات. في عام 2009، حصل المؤسس ريكاردي على جائزة شارلمان الدولية التي تمنحها مدينة آخن الألمانية.

عمدة لندن: الخروج من التكتل الأوروبي أضعف بريطانيا

المستشارة السابقة “أنغيلا ميركل” وإمام الأزهر “محمد الطيب: في مؤتمر السلام الدولي الذي عقد في مدينتي مونستر وأوسنابروك عام 2017

المستشارة السابقة “أنغيلا ميركل” و”إمام الأزهر” محمد الطيب في مؤتمر السلام الدولي الذي عقد في مدينتي مونستر وأوسنابروك عام 2017

كان النجاح الأكبر للمنظمة هو اتفاق السلام في موزمبيق في عام 1992، والذي تم توقيعه في مقر الحركة في روما. كما تعمل الجهات الفاعلة في سانت إيجيديو أيضاً كوسيط في نزاعات أخرى في أفريقيا.

كما قامت المنظمة، بالتنسيق مع سلطات إيطاليا وفرنسا، بجلب آلاف الأشخاص، معظمهم من العائلات السورية التي لديها أطفال، من مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط إلى البلدين، وساعدت على دمجهم.

جاءت المبادرة لعقد “مؤتمر السلام الدولي” من البابا “يوحنا بولس الثاني”، الذي دعا ممثلي مختلف الأديان والعقائد في العالم للقاء في مدينة أسيزي الايطالية في عام 1986.



ويقول “زوكوني”: “يمكن أن تكون الأديان مصدراً للصراع، لكنها في جذورها تحمل رسالة سلام”، مؤكداً على “المسؤولية” التي يجب أن ينهض بها ممثلو الأديان. ويرى زوكوني أن اللقاءات والتواصل طويل الأمد هو دافع للأديان للعمل من أجل صنع السلام و”الخروج من التمركز حول الذات”. إنها مسألة تحمل المزيد من المسؤولية مع بعضنا البعض في مواجهة الحروب في العالم.

ويبدو أن المؤتمر يثير اهتمام المستشار الألماني “أولاف شولتس”، الذي يعتزم المشاركة في إحدى فعالياته، بعد عودنه من قمة مجموعة العشرين في الهند.

كما سيشرك المؤتمر بعض المدارس في برلين في بعض فعالياته. ويحرص القائمون على الفعالية كذلك على سماع آراء سكان العاصمة الألمانية ووجهات نظرهم.

على أية حال، ستختم أعمال المؤتمر باجتماع ممثلس العديد من الأديان أمام بوابة براندنبورغ التاريخية، حيث كان الجدار يمر ذات يوم كرمز للانقسام السياسي. وسيظهر المجتمعون هناك تضامنهم وتوحدهم للقضاء على كل أشكال العنف.

Exit mobile version