أخبار القارة الأوروبية_قبرص
تتواصل الهجمات التي تستهدف المهاجرين في قبرص حيث يشن ملثمون يحملون أعلاما قبرصية غارات بقنابل ملولوتوف على متاجر يديرها مهاجرون، وسط تفاقم معاداة المهاجرين في الجزيرة الأوروبية.
وهرع أصحاب المطاعم من المهاجرين لإغلاق متاجرهم خوفا من تلك الهجمات، ورغم الانتشار الكثيف للشرطة في ليماسول قبيل التظاهرة المعادية للمهاجرين يقول سكان إن السلطات لم تتدخّل بما فيه الكفاية لمنع العنف.
اندلاع حريق إثر اشتباكات اندلعت في مركز استقبال للمهاجرين بقبرص
رئيس الشرطة “ستيليوس باباتيودورو” أقرّ أمام البرلمان القبرصي بأن الاستجابة كانت “بطيئة“.
رجح بعض المراقبين أن يكون الملثّمون منتمين لحزب الجبهة القومية الشعبية “إيلام” اليميني المتطرّف، وهو حزب وُلد في الأساس من حزب “الفجر الذهبي” المحسوب على النازيين الجدد في اليونان.
ولم يردّ حزب “إيلام” على طلب التعليق من وكالة فرانس برس، لكنه نفى مرارًا ضلوعه في أعمال العنف هذه.
وتمكّن الحزب من استقطاب مؤيدين بخطابه المعادي للمهاجرين، وتجلّى ذلك بحصول زعيمه كريستوس كريستو على 6% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شباط/فبراير 2023.
لكن يمكن أن تُنسب أعمال العنف هذه أيضًا إلى مجموعات يمينية متطرفة أصغر تتهم حزب “إيلام” بالتساهل مع مسألة الهجرة منذ تحقيق قاعدة شعبية مهمّة، حسبما يرى الأستاذ في سياسات الأحزاب الأوروبية في جامعة نيقوسيا “يورغوس خارالامبوس”.
ويشير “خارالامبوس” إلى أن “خطاب الكراهية” أصبح معمّمًا وشائعًا لدى مختلف مكونات الطيف السياسي، ما خلق مناخًا مؤاتيًا لهجمات وصفها بأنها “مذابح منظمة” تستهدف أعراقًا معينة.
ويقول: “ينبثق الأفراد والسياسيون الذين ينشرون أخبارًا زائفة وخطابًا عنصريًا حول الهجرة من أحزاب يمين الوسط أيضًا“.
في السنوات الأخيرة، استقبلت قبرص أعدادًا كبيرة من المهاجرين، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة بينها زيادة عمليات الصدّ والرفض، بحسب منظمة “المجلس القبرصي للاجئين“.
الشهر الماضي، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها بعد ترحيل أكثر من 100 سوري إلى لبنان دون فحص طلبات اللجوء التي قدموها بعناية.
وتقول “كورينا دروسيتيو” من “المجلس القبرصي للاجئين” إن “لم نشهد من قبل مثل هذا المستوى” من العنف في قبرص، مع تأكيدها أنه كان متوقعًا.
وتشير إلى أن “اللغة المستخدمة في البيانات الرسمية … معادية للأجانب بوضوح”، ملقية باللوم خصوصًا على التدابير غير المناسبة لا سيما تلك التي اتخذتها الحكومة القبرصية السابقة.
من جهتها، تقول الناطقة باسم وزارة الداخلية “إيلينا فيسينتزو” إن الاضطرابات سببها “مشاكل متراكمة استغلتها حسابات مجهولة على شبكات التواصل الاجتماعي“.