برلين- أخبار القارة الأوروبية
تستضيف العاصمة الألمانية برلين، اليوم الجمعة، اللقاء السوري الديمقراطي لإعادة طرح القضيّة السورية على طاولة المجتمع الدولي سياسيا، بعد 12 عاما من الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.
ويشارك في المؤتمر الذي يعقد على مدار يومي الجمعة والسبت، عشرات من السياسيين ومنظمات المجتمع المدني السوري من المغتربين في أوروبا، والسياسيين الألمانيين؛ إذ يسعى هذا التجمع لبناء كيانٍ سياسي تحالفي، يضمّ مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة.
البيان الصادر عن منظمي المؤتمر، ذكر أن أوضاع متردية أدت لانطلاق اللقاء السوري الديمقراطي من العاصمة الألمانية برلين ليسدّ ثغرة في فضاء العمل السياسي في الشأن العام السوري، مشيرا إلى أن العاصمة الألمانية برلين تضم الجالية السورية الأكبر في أوروبا بعد أن احتضنت ألمانيا الاتحادية مئات الآلاف من السوريات والسوريين الفارين من هول الحرب التي شنّها النظام وبقيّة الأطراف عليهم.
ويهدف اللقاء لطرح القضيّة السورية على طاولة المجتمع الدولي بأدوات السياسة، كما سيكون جسرًا للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي لتفعيل دورها ليصبح أكثر تقدمًا ورياديّة لدعم الشعب السوري في كفاحه للوصول إلى أهدافه المشروعة، وسيكون فرصة لخوض الكوادر السورية تجارب جديدة في المجالات السياسية والإدارية والإعلامية والدبلوماسية المختلفة.
الواقع السوري الحالي
كما أشار البيان إلى أن خروج الجماهير السورية في مارس آذار من العام 2011، كان يعقد عليه الآمال لتحويل البلاد إلى نموذج ديمقراطي يرسي قواعد الحكم الرشيد ويضمن عدالة توزيع السلطة والثروة بين أطياف المجتمع كافة، لكن عوامل عدة اجتمعت مشكلة تيارا معادي لحرية الشعب السوري حتى تحولت البلاد خلال 12 سنة إلى نسيج ممزق نتيجة للصراعات المسلحة والتي بدأها النظام بشن حرب مسلحة على المحتجين.
وأضاف البيان أن سوريا تحولت إلى جماعات وميليشيات مسلحة هذه مدعومة من قوة خارجية وهذه مدعومة من قوة أخرى لتبتعد آمال الشعب في الديمقراطية وتنتهي البلاد مقسمة إلى مناطق نفوذ بين قوى متصارعة تسيطر فيها قوات نظام الأسد المدعومة من إيران وروسيا وقوى أخرى على أجزاء كبيرة من أراضي البلاد، بينما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الغرب على القسم الثاني من حيث المساحة.
فيديو…معلم يصفع تلميذا رفع علم فلسطين داخل مدرسة في برلين
فيما تبسط ما تسمى قوات الجيش الوطني يدها على المساحة الثالثة بدعمٍ من القوات التركية، بينما تحكم قوات هيئة تحرير الشام المصنّفة إرهابية المساحة الرابعة، وتبقى محافظتا درعا والسويداء في وضعٍ مختلفٍ نسبيًا رغم السيطرة الاسميّة عليهما من قبل قوات الأسد وحلفائه، بحسب البيان.
وأضاف البيان أن هذه النتيجة المأساوية تشكلت بضريبة دم باهظة دفعها الشعب السوري ورغم سعي المعارضة لحل القضية سلميا كانت تجد في طريقها قوى صلبة تمثل أطيافا بعينها داخل البلاد فيما غاب التيار الديمقراطي الأكبر عن وجود معبرين عنه رغم تمثيله أوسع شرائح الشعب السوري المطالب بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وتكون الفعالية مشتركة بين الحضور الفيزيائي للسوريين والسوريات في قاعة المؤتمر وبين أولئك الموجودين في سوريا ودول الجوار وبقيّة بقاع العالم، وستكون مترجمة بين اللغتين العربية والألمانية.
جدول اللقاء
وتناقش الجلسة الأولى، السياسة الأوروبية تجاه القضية السورية في ظل التطبيع الإقليمي مع النظام وتغيّر الاصطفافات السياسية عالميًا، فضلا عن العلاقة بين الحرب الروسية على أوكرانيا والقضية السورية.
ويتحدث بالجلسة، كريستين هيلبيرغ (خبيرة وصحفية مهتمة بالشأن السوري)، ورودريش كيسينفتر عضو البرلمان عن حزب (CDU) في لجنة العلاقات الخارجية، ود. نيلس شميت عضو البرلمان عن حزب (SPD) رئيس في لجنة العلاقات الخارجية ومتحدث باسم حزبه حول السياسة الخارجية.
فيما تناقش الجلسة الثانية، قوّة المجتمع المدني وتأثيره بين الواقع والمأمول، بحضور لمياء قدّور (برلمانية وعضوة لجنة الداخل والوطن)، والسيد شتيفان شنيك (سفير ومبعوث خاص للملف السوري في وزارة الخارجية الألمانية)، والكاتبة الصحفية دنيا رمضان (محررة سياسية في جريدة جنوب ألمانيا متخصصة في شؤون العالم العربي).
وتختتم فعاليات اليوم الأول بانتخابات تجرى بين المشاركين لتشكيل الكيان السوري الجديد، وإعلان النتيجة.
أما في اليوم الثاني، سيتم إعلان القيادة المنتخبة للقاء الديمقراطي فضلا عن تشكيل الأمانة العامة والمكاتب وتسمية منسقيها، على يتم تلاوة البيان الختامي الصحفي ووثيقة المبادئ الأساسية (وثيقة برلين(.
ما هو اللقاء السوري الديمقراطي؟
واللقاء السوري الديمقراطي هو مجموعة من السوريين والسوريات الديمقراطيين، المؤمنين بأحقّية الشعب السوري في المطالبة بالعيش الحر الكريم، تحت مظلّة دستور يمثّل كلّ أفراده وجماعاته، بهدف توحيد جهود القوى والشخصيات الديمقراطية الليبرالية السورية ضمن كيانٍ تنظيميٍ مستدام.
ويعتمد اللقاء السوري على الحوكمة وبناء الكفاءات ليكون قادراً على تنفيذ برامج عمله، بهدف الوصول إلى تمثيلِ قضايا الشعب السوري وسدّ الفراغ السياسي بشكلٍ مؤثرٍ وفاعل.
إلى جانب ذلك، يرغب اللقاء الديمقراطي في أن يكون الأكثر حضوراً في الشارع السوري، والممثل لجميع القوى الديمقراطية السورية، والأبرز سوريًا في اعتماد منهجيات الحوكمة وبناء القدرات، والمُعتمد في الدبلوماسية الدولية، والأكثر تأثيراً في صنع الحل السياسي السوري.
ويسعى هذا التجمع لبناء كيانٍ سياسي تحالفي، يضمّ مجموعة من الكيانات السياسية والمدنيّة والشخصيات المستقلّة، والذي سيعلن عنه خلال اللقاء السوري الديمقراطي الذي سيتمّ في برلين بعد انتخابات تجري بين المشاركين.
ويهدف التحالف إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي السوري ليكون أكثر عقلانية وقدرة على الفعل، وانتهاج مسار واقعي مرن قادر فعلًا على إحداث تغيير جذري في شكل الدولة السورية، وتحقيق أهداف الشعب السوري بالانتقال السياسي من دولة الاستبداد ونظام القمع إلى دولة المواطنة وكرامة الإنسان، عبر الأدوات المتاحة.
قيم التحالف الديمقراطي
يتبنّى التحالف قيم الديمقراطية والتشاركية والتشميلية والحريّة الفردية والحقوق الفردية والجماعية وبما لا يتعارض مع مبدأ المواطنة، ويتمثّل قيم السلميّة واللاعنف، وينبذ التعصب والكراهية والتطرّف والإرهاب والتمييز العنصري على أيّ أساس كان سواءٌ عرقيًا أم قوميًا أم دينيًا أم طائفيًا أم جهويًا، كما يسعى لإعادة بناء الهويّة السورية بروح التشميل لا الإقصاء وبروح الانفتاح لا الشوفينية والانغلاق، وإعادة الاعتبار للشخصيّة الوطنية السورية بخلق البديل القادر على حمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية لتنفيذ كل ذلك.
اللقاء السوري الديمقراطي يسعى ، إلى تعزيز الحضور والتأثير في الشارع السوري، وتحــقيق الحـضور الفـاعـل في المـجتمع الدولي، و توسيع التمثيل للكيانات والشخصيات السورية، فضلا عن اعتماد منهجيات الحوكمة وبناء القدرات داخليًا. والمساهمة الفاعلة في صناعة الحل السياسي السوري.
ويرعى اللقاء أكاديمية الكنيسة الانجيلية في لوكوم التي تعمل على تعزيز الديمقراطية والحوار، والتي تأسست عام ١٩٤٩، من أجل مواجهة مسؤوليتها في إعادة التوجيه السياسي لألمانيا، بعد الحرب العالمية الثانية. فيما تدعم الأكاديمية الانجيلية في برلين التي تأسست في عام ١٩٩٩ في برلين، فعاليات اللقاء كمساحة للنقاش في مسائل متعددة، وتسعى لبناء الجسور بين الأطراف المتعددة سياسياً واجتماعياً.