أخبار القارة الأوروبية _Ahmad Yasin
نجحت الفنانة التشكيلية المغربية “لبنى لمزابي”في خوض رحلة فنية جسدت من خلالها مسارا عكس جماليات الفن وعمق التأمل.
الفنانة المغربية حرصت أن تكون انطلاقتها في عالم الفن تجسيدًا لعشقها العميق للرسم، ولكن لم تكن مجرد تعبيرات فنية بل كانت رحلة استكشافية للذات والعالم من حولها.
تمثلت بداياتها في نشر أعمالها الفنية في الفضاء الإفترادي كخطوة أولى، حيث حظيت بتفاعل إيجابي وتشجيع من قبل المتابعين. هذا دفعها للمضي قدماً والتحول نحو المشاركة في عروض فنية ومعارض حقيقية.
تطوير الذات واستثمرار الوقت وسيلة لبنى لاكتساب مهارات جديدة
عملت “لمزابي” على تطوير نفسها بشكل مستمر، واستثمرت الوقت والجهد في اكتساب مهارات و تقنيات جديدة وظفتها للرفع من مستواها الإبداعي، مع العمل الدؤوب على تحسين مهاراتها الفنية وتعلمها المستمر سمح لها بالتحول من كونها فنانة ناشئة إلى فنانة محترفة معروفة، والانتقال من المشاركة الرقمية إلى المعارض الفعلية والآفاق المتعددة.
إنّ نظرتها التأملية الغير اعتيادية منذ صغرها أعطت لوحاتها جاذبيةً تفوق الأشكال الظاهرية، إذ امتزجت فيها فلسفة الحياة وجماليات الفن. تعكس أعمالها الفنية لحظات التأمل العميق والتفاعل مع تجاربها الشخصية وثقافتها، حيث تجمع بين الجمال الفني وعمق الرسالة الفلسفية في كل لوحة.
تنطلق لوحاتها من قلب مشاعرها وتفاعلها مع العالم المحيط بها، مما يمنحها بعدًا فلسفيًا يعبر عن مفاهيم الجمال والحياة والثقافة والتنوع. تقدم أعمالها الفنية للمشاهد فرصة للتأمل والتفكير في أبعاد الحياة والإنسان والطفولة والعالم بشكل أعمق، إذ تحمل رسالة تعبيرية تعزز التواصل الانساني والاجتماعي مع المتلقين.
باستخدام لغة الألوان والتفاصيل الجمالية، تحاكي لبنى عوالم متعددة تتسم بالتنوع والغموض والجمال العميق، ما يجعل لوحاتها قادرة على استحضار التفكير الفلسفي والاندماج الجمالي في الوقت نفسه. هذا الجانب الفلسفي يجعل من أعمالها الفنية نوافذ للتأمل والتفكير في عمق الحياة وجماليات الفن من خلال رؤية تتعدى الحدود المألوفة وتبحث في أعماق الوجود والإنسانية.
الألوان الزيتية مفضلة للبنى لمزابي
تفضل “لبنى لمزابي” العمل بالألوان الزيتية على القماش لأنها تتيح لها مساحة واسعة للإبداع والتعبير.
تُعَدّ هذه الألوان مثالية لتجسيد تفاصيل دقيقة ولإضفاء عمق وثراء على اللوحة، إضافةً إلى ذلك، تحتوي الألوان الزيتية على مرونة تسمح للفنان بالعمل عليها لفترات طويلة مما يتيح لها الوقت الكافي للتلاعب بالألوان ودمجها بأساليب مختلفة.
ومن الجدير بالذكر أن “لمزابي” لا تعتمد فقط على استخدام الفرشاة في أعمالها، بل تضيف لمساتها الخاصة بأصابعها مما يجعل اللوحة تتفاعل بشكل أكبر معها. هذا الأسلوب الفريد يمنح أعمالها طابعاً شخصياً ويسهم في تفردها الفني.
وتقول إن مزاجها الإبداعي يتأرجح بين الواقعية المفرطة والإنطباعية، مما يعني أنها تستخدم الألوان والمواد بطرق مختلفة تبعاً لما ترغب في التعبير عنه في كل عمل فني. كما تفضل استكشاف أساليب جديدة والانتقال إلى تقنيات مختلفة في المستقبل لإثراء تجربتها الفنية والتنوع في إبداعاتها.
العالم الرقمي نجح في توسيع دائرة لبنى لمزابي الفني
بدأت رحلتها الفنية من خلال نشر أعمالها عبر منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت، مما فتح لها أبواباً واسعة للتفاعل مع جمهور أوسع ومتنوع.
تجسّد مصادر الإلهام والتجارب الفنية لدى “لبنى لمزابي” في تفاعلها مع تجربة والدها كجندي في القوات المدفعية.
كان والد “لبنى” ينتقل عبر المدن المغربية الغنية بالصور الملهمة و من بين المدن سيدي إفني اللتي أنتجت فنانين مغاربة كبار، مما عزز رؤيتها الفنية و تفجير إلهامها في سن مبكر.
هذه المرحلة من سيرتها الذاتية قدمت لها واقعًا فريدًا يحمل في طياته الكثير من التنوع والتجارب المختلفة. هذا الواقع والبيئة الثقافية المتعددة التي عاشتها تجلى في أعمالها الفنية، حيث تمكنت من تجسيد جوانب مختلفة من تنوع المجتمع والحياة اليومية في أعمالها الفنية.
والدور الذي لعبه والدها كمصدر للتأثير الفني لم يكن محدودًا بالتجربة الثقافية فحسب، بل كان له تأثير كبير في تحفيز ابنته على استكشاف أفكار ومفاهيم جديدة في فنها. تمثل تلك التجارب والتفاعلات مصدر إلهام مستمر
لــ”لمزابي”، حيث استمرت في استلهام أفكارها وإبراز الجوانب المختلفة للثقافة والتنوع في أعمالها الفنية.
مصادر إلهام وتجارب لبنى لمزابي الفنية متعددة ومتنوعة، إذ تستمد إلهامها من الحياة اليومية ومن خلال تجاربها الشخصية والثقافية. تتفاعل مع العالم من حولها بطريقة فريدة، وتستمد الإلهام من مشاهد الحياة اليومية التي تعيشها، والتي تظهر في أعمالها الفنية بطرق مبدعة