عمره قرابة 400 مليون سنة…اكتشاف أقدم ثقب أسود في الفضاء

أخبار القارة الأوروبية_علوم

في دراسة نشرت نتائجها في 17 كانون الثاني/ يناير 2024 في مجلة “نيتشر” Nature  العلمية المتخصصة، أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف أقدم ثقب أسود، يعود تاريخ وجوده إلى حقبة كان عمر الكون فيها حوالي 400 مليون سنة.

يُعرّف الثقب الأسود، بحسب وكالة الفضاء الناسا، بكتلةٍ فضائية تتميّز بقوّة جاذبيتها لدرجة أنها لا تسمح للضوء الخروج منها. وتعود قوة الجاذبية في هذا الجسم إلى المادة التي تم ضغطها في مساحة صغيرة. وعادة ما يحدث هذا التشكّل عندما يموت النجم. والثقب الأسود هو غير مرئي لأنه لا يسمح للضوء داخله الخروج منه.

يُقدّر جسم كتلة هذا الثقب الأسود بـ1,6 مليون مرة كتلة شمسنا. وهو غير مرئي، مثل جميع الثقوب السوداء، ويمتص المادة المحيطة به عن طريق إصدار كمية هائلة من الضوء في محيطه.

هذا الضوء هو الذي مكّن من اكتشاف المجرّة التي يكمن الثقب الأسود في قلبها، والتي سُميت “جي ان-زي11” (GN-z11) عند الإعلان عن اكتشافها عام 2016 باستخدام تلسكوب “هابل” الفضائي.

كانت مجرّة GN-z11 آنذاك أقدم مجرة رصدها “هابل” وأبعدها… إلى أن بدأ استخدام تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي عام 2022، الذي مكّن من اكتشاف الثقب الأسود GN-z11.

يضاف هذا الاكتشاف إلى اكتشافات أخرى أتاحها تلسكوب “جيمس ويب”، والتي تكشف عن كون فتيّ يضم أجساماً أكثر سطوعاً مما كان متوقعاً.

يعود تاريخ الثقب الأسود الذي اكتشفه الفريق الدولي بقيادة جامعة كامبريدج إلى 430 مليون سنة بعد الانفجار الكبير، وهي فترة الفجر الكوني، عند ولادة النجوم والمجرات الأولى في نهاية ما يسمى بالعصور “المظلمة”.

يشرح عالم الفيزياء الفلكية في معهد باريس للفيزياء الفلكية ستيفان شارلو، المشارك في الدراسة، لوكالة فرانس برس أن خصائصه “تشير إلى نمو أسرع وأبكر من نمو الثقوب السوداء الأخرى المعروفة في العصور القديمة”.

وبالتالي “فإن آليات تشكّل الثقوب السوداء في الكون الفتي يمكن أن تكون مختلفة عن تلك التي نعرفها في الكون الأقرب”، وفق شارلو.

ساعة آبل تنقذ حياة بريطاني تعرض لحادث مأساوي

إذا التزمنا بالسيناريوهات الكلاسيكية، فإن “الكون أصغر من أن يستضيف مثل هذا الثقب الأسود الهائل، لذلك علينا أن نفكر في طرق أخرى لظهوره”، على ما يقول روبرتو مايولينو، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج والمعد الأول للدراسة.

ويتصوّر المنظرون أن مثل هذا الجسم وُلد “كبيراً” من انفجار نجم فائق الكتلة في نهاية حياته، أو من التركيز السريع لسحابة من الغاز الكثيف، من دون المرور بمرحلة تكوين النجوم.

وبمجرد ولادته، فإن الثقب الأسود GN-z11 قد يكون التهم الغاز المحيط به لينمو بسرعة. وكل ذلك بسهولة أكبر لأن “الملاحظات تشير على ما يبدو إلى كثافة عالية لهذا الغاز”، بحسب شارلو.



ولا تستبعد الدراسة المنشورة في مجلة Nature أياً من هذه السيناريوهات، بحسب يان شولتز الذي يعوّل على قدرات المراقبة غير العادية لتلسكوب جيمس ويب لتسليط الضوء على هذه الظاهرة.

Exit mobile version