إنكار الإبادة الجماعية في “سربرنيتشا” جريمة يعاقب عليها القانون

أخبار القارة الأوروبية – البوسنة

أصدر الممثل السامي للبوسنة، وهو الدبلوماسي النمساوي “فالنتين إنزكو” مرسوما يجرّم فيه أي شخص ينكر الإبادة الجماعية التي حدثت في سربرنيتشا عام 1995 ويمجد مجرمي الحرب المدانين، بما في ذلك تسمية الشوارع أو المؤسسات العامة بأسمائهم.

يأتي ذلك المرسوم، بعد أكثر من ربع قرن لعمليات القتل التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة بحق 8 آلاف مسلم على الأقل من رجال وأطفال في سربرنيتشا، وسط جهود لمواجهة محاولات جمهورية “صرب البوسنة” لإنكار المذبحة

واعتبر الممثل السامي للبوسنة والهرسك “إنزكو” أن إنكار الإبادة الجماعية التي حصلت، يعد جريمة سيعاقب عليها القانون الجنائي للبلاد اعتبارا من يوم 31 يوليو، وفق موقع “يورونيوز” الأوروبي.

ويشمل الحكم وفق الدبلوماسي النمساوي، السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات في تلك الدولة الواقعة بمنطقة البلقان، أما إذا كان الجاني موظفا عاما، يمكن مضاعفة العقوبة، والسجن لثلاث سنوات أخرى إذا كان الفعل مصحوبا بتهديدات وإهانات، كما قد يواجه أولئك الذين يمنحنون جوائز وأوسمة عامة لمجرمي الحرب المدانين، عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات.

ويتولى “إنزكو” منصب الممثل السامي للبوسنة والهرسك منذ عام 2009، وسيتقاعد بنهاية الشهر الجاري، وسيخلف النمساوي وزير الزراعة الألماني السابق كريستيان شميت.

يذكر أن القوات الصربية بقيادة “راتكو ملاديتش”، دخلت سربرنيتسا في 11 تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تتراوح أعمارهم بين 7 و70 عاما، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات آلاف البوسنيين إلى القوات الصربية.

وفي 2007، قضت المحكمة الجنائية في لاهاي، باعتبار ما حدث في سربرنيتسا “إبادة جماعية”، في ضوء الأدلة التي حصلت عليها من المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، لكن المسؤولين في “صرب البوسنة” رفضوا قبول ذلك، وأصروا على أن المذبحة كانت جريمة ولا تشكل إبادة جماعية.

بالمقابل، رحب السياسيون البوسنيون وأهالي ضحايا مذبحة سربرنيتسا بالتعديلات الجديدة، فيما أعرب ممثل الصرب في مجلس رئاسة البوسنة “ميلوراد دوديك”، عن رفضه للقانون الجديد، بحسب “يورونيوز”.

في السياق، قالت السفارة الأمريكية في البوسنة في بيان، إن “إنكار الإبادة الجماعية، وتمجيد مجرمي الحرب يقوضان الثقة المتبادلة اللازمة لدفع البوسنة والهرسك إلى الأمام”، مؤكدة أن “الإبادة الجماعية في سربرنيتسا ليست مسألة نقاش، بل هي حقيقة تاريخية، وحان الوقت للانتقال إلى مستقبل قائم على السلام والثقة المتبادلة”.

جدير بالإشارة إلى أن مكتب الممثل السامي للبوسنة والهرسك يعمل بصفته أعلى هيئة دولية، على تنفيذ اتفاقية السلام التي أنهت حرب البوسنة 1992 ـ 1995، ولديه السلطة لفرض قرارات أو إقالة المسؤولين الذين يقوضون التوازن العرقي بعد الحرب، وجهود المصالحة بين البوسنيين وصرب البوسنة والكروات.

Exit mobile version