“ماكرون” يطرح مشروع قرار لإنشاء “منطقة آمنة” في كابول

أخبار القارة الأوروبية – فرنسا

نشرت أسبوعية ‘‘لوجورنال دو ديمانش’’ الفرنسية اليوم الأحد، مقابلة لها أجرتها مع الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، تطرق خلالها لموضوع أفغانستان وحالات الإجلاء، إضافة لعملية برخان لمكافحة الجهاديين في ساحل مالي

وقال “ماكرون” خلال المقابلة إنه ما يزال هناك العديد من الأفغان تريد فرنسا أن تتم حمايتهم؛ لأنهم معرضون للخطر بسبب التزاماتهم منهم قضاة وفنانون ومثقفون وأيضا العديد من الأشخاص الآخرين المعرضين للخطر، بالإضافة إلى العديد من النساء اللواتي تلقين تعليمهن على مدار العشرين عاما الماضية، خاصة في المدن، واللواتي يجب مساعدتهن في الهروب من القمع.

كما أوضح الرئيس الفرنسي الخطوط العريضة لخطته، قائلاً: ‘‘ما نحاول القيام به هو أن نكون قادرين على تنظيم عمليات إنسانية هادفة، لعمليات إجلاء لن تتم عبر المطار العسكري في كابول، يتعلق الأمر بحماية هؤلاء الأفغان المهددين وإخراجهم من البلاد في غضون أيام أو أسابيع، سنرى ما إذا كان يمكن القيام بذلك من خلال مطار العاصمة المدني أو من خلال الدول المجاورة”.

وأوضح “ماكرون” أنه من أجل تحقيق مساعيه، يريد إنشاء ‘‘منطقة آمنة’’ في العاصمة الأفغانية مع شركائه، يمكن للأفغان المغادرين الانضمام إليها قبل مغادرة البلاد، وهذا هو الغرض الكامل من القرار الذي تود فرنسا اقتراحه يوم غد الاثنين مع بريطانيا، خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي المخصصة لأفغانستان.

بحسب “ماكرون” يهدف مشروع القرار هذا إلى تحديد منطقة آمنة في كابول تحت سيطرة الأمم المتحدة، تسمح باستمرار العمليات الإنسانية، كما يوضح إيمانويل ماكرون، مشيرا إلى أن ذلك سيوفر إطار عمل للأمم المتحدة للعمل العاجل، كما سيسمح بوضع الجميع أمام مسؤولياتهم لمواصلة الضغط على طالبان.

يذكر أن وزيرة الجيوش الفرنسية “فلورانس بارلي” أعلنت انتهاء عمليات الإجلاء التي تنفذها بلادها من العاصمة الأفغانية كابول، والتي شملت إجلاء نحو 3 آلاف شخص من بينهم أكثر من 2600 أفغاني من كابول إلى فرنسا، إضافة لرعايا فرنسيين ورعايا دول شريكة معرضين للخطر بفعل ارتباطهم بفرنسا أو من جراء انخراطهم في المجتمع المدني الأفغاني

أما عن قرب انتهاء عملية برخان الفرنسية لمكافحة الجهاديين في ساحل مالي، قال ماكرون إن ‘‘الساحل ليس أفغانستان’’، موضحا في الوقت نفسه أن فرنسا لن تنسحب، ولكنها ستركز بشكل أساسي على مكافحة الإرهاب عن طريق تقديمها الدعم للدول المعنية.

وأشار إلى أنه على المدى الطويل، لا يمكن لهذه المهمة أن تستمر إلا بصلابة دول وإدارات دول مجموعة الساحل الخمس، موضحا أنه ليس على الغرب أن يذهب ويبني دولة في مالي، بل على الماليين أن يفعلوا ذلك في المناطق التي تم تحريرها من النفوذ الإرهابي.

وتابع: “الوجود العسكري الفرنسي هناك يساعد في تبرير عيوب العودة إلى الدولة”، مشيرا إلى أنه لهذا السبب استخلصت حكومته الدرس في مالي قبل أن يحين وقت ما رأيناه في أفغانستان.

يشار إلى أن عملية برخان هي عملية جارية لمكافحة التمرد في منطقة الساحل الأفريقي، بدأت في آب 2014. وهي تتألف من 3000 إلى 4500 جندي فرنسي وستكون دائمة ومقرها في نجامينا عاصمة تشاد، وقد تم تشكيل العملية مع خمسة بلدان، والمستعمرات الفرنسية السابقة، التي تمتد في منطقة الساحل الأفريقي: بوركينا فاسو, تشاد, مالي, موريتانيا و النيجر.

Exit mobile version