أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا
مع اقتراب موعد الانتخابات العامة الألمانية المقرر إجراؤها في 26 سبتمبر الجاري، تحوم الشكوك حول قدرة التحالف المسيحي ، والذي تنتمي له المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، على الصمود والاستمرار في سدة الحكم بعد 16 عاما من سيطرته.
ورغم أن نجم مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي “أولاف شولتس”، قد سطع في العديد من استطلاعات الرأي باعتباره الشخصية الأكثر قبولا لدى المواطنين لخلافة المستشارة ميركل في المرحلة المقبلة ، إلا أن استطلاعا للرأي أجراه معهد “فورسا” لقياس مؤشرات الرأي في ألمانيا لصالح قناة “آر تي إل” التلفزيونية أظهر تحسن موقف التحالف المسيحي ، ليحصل هذا الأسبوع على نسبة 21 في المائة.
وفي المقابل، لم تتغير نتيجة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ليستقر في المركز الأول عند نسبة 25 في المائة. كما لم تتغير شعبية باقي الأحزاب، باستثناء الحزب الديمقراطي الحر، الذي فقد نقطة مئوية هذا الأسبوع ليحصل على 11 في المائة، ليتساوى بذلك مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي.
وحصل حزب الخضر على نسبة 17 في المائة، بينما حصل حزب اليسار على 6 في المائة. وحصلت أحزاب صغيرة أخرى على نسبة 9 في المائة مجتمعة.
وارتفعت شعبية مرشح التحالف المسيحي للمستشارية، أرمين لاشيت، بمقدار نقطتين مئويتين إلى 11 في المائة، بينما استقرت شعبية منافسته من حزب الخضر، أنالينا بيربوك، عند 15 في المائة، وكذلك شعبية مرشح الاشتراكيين أولاف شولتس، الذي احتل المرتبة الأولى بنسبة 30 في المائة.
من جانبه عرض رئيس حكومة ولاية تورينغن، بودو راميلو، من حزب اليسار، نفسه كمفاوض إذا اختار الحزب الاشتراكي الديمقراطي استكشاف تشكيل ائتلاف ثلاثي مع حزبه وحزب الخضر، لاسيما وأن راميلو يقود حكومة ولاية تورينغن بتحالف من نفس الأحزاب.
لكن موقف حزب اليسار تجاه الاتحاد الأوروبي ودعوته إلى تفكيك حلف الشمال الأطلسي (الناتو) قد تقصيه من أي ائتلاف محتمل، لكن راميلو صرح بأن هذه السياسات “قابلة للتفاوض”.
يأتي هذا فيما أعربت المرشحة عن حزب الخضر، أنالينا بيربوك، ومنافسها على منصب المستشارية، أولاف شولتس، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن شكوكهما بشأن إمكانية تشكيل ائتلاف حاكم بين حزبيهما واليسار.
ومع اقتراب الانتخابات تظهر مخاوف من التلاعب في نتائجها بعد أنباء عن تصاعد الهجمات السيبرانية القادمة من روسيا، بعد أن حذر مسؤولون حكوميون في ألمانيا نظراءهم في الكرملين الروسي بشأن ضرورة وقف سلسلة من الهجمات السيبرانية الروسية، التي زادت وتيرتها قبيل الانتخابات الألمانية.
مسؤولان ألمانيان مطلعان على الهجمات لم يفصحا عن هويتهما أفادا بأن هذه الأنشطة الضارة تشير إلى أن عملاء روس يهدفون إلى عرقلة عملية التصويت أو التأثير عليها، وأكدا أن هذه الهجمات تندرج في إطار حملة واسعة النطاق تقوم بها جماعة لنشر الشائعات تحمل اسم “غوست رايتر” (الكاتب الشبح)، وأن ألمانيا ربطت هذه الجماعة بالاستخبارات العسكرية الروسية.
ألمانيا قد تشهد تبادلا في المقاعد بين الحكومة والمعارضة بعد الانتخابات، وهو ما سيكون له بكل تأكيد تأثيرات واضحة في الداخل والخارج، لكن المسافات بين الأحزاب الألمانية الرئيسية ليست متباعدة.، وهذا مؤشر استثنائي على مستوى الاستقرار السياسي وتقارب الرؤى، فألمانيا ستظل هي نفسها أي كان من يقودها، فجميع المتنافسين مؤهلين لعقد تحالفات مع بعضهم لأن أي حزب بمفرده لا يستطيع تحقيق الأغلبية، ومهما كانت النتائج فإن ألمانيا ستعيش عصرا جديدا هو عصر ما بعد المستشارة أنجيلا ميركل، المرأة الحديدة والتي وصفت بأنها أقوى امرأة في العالم.