دراسة: التغير المناخي يتسبب بزيادة حالات “الطلاق” في عالم الطيور

أخبار القارة الأوروبية- متابعات

خصلت دراسة حديثة تعود للجمعية الملكية البريطانية إلى أن أزمة المناخ أدت إلى ارتفاع معدلات “الطلاق” بين طيور القطرس الذي يعيش في نصف الكرة الجنوبي.

وطيور القطرس، التي تعيش أكثر من خمسين عاما، من أكثر الحيوانات أحادية الزواج على الإطلاق، إذ تختار هذه الطيور شريك حياتها بعناية فائقة، وقد يستغرق هذا الأمر أكثر من 10 سنوات، لكن في حالات استثنائية جدا، يقرر أحد الشركاء الطير لمسافات بعيدة والبحث عن شريك آخر.

واعتبر الباحثون أن ارتفاع درجة حرارة الأرض قد يكون السبب في زيادة معدل الطلاق بين طيور القطرس، مشيرة إلى أن المياه الأكثر دفئا تجبر طيور القطرس على السفر لمسافات أطول بحثا عن الطعام مما يجعلها أكثر توتراً ويؤدي ذلك إلى انهيار العلاقات ومن ثم الانفصال.

ووفقا للدراسة فإنه في العادة تكون حالات الطلاق لدى هذه الطيور شبه معدودة، وكان حوالي 1 إلى 3% فقط من الأزواج يقرر الانفصال بعد أن يقرر أحد الشركاء السفر بعيدا بحثا عن مراع رومانسية وأكثر اخضرارا.

لكن الارتفاع الملحوظ في درجات حرارة المياه في السنوات الأخيرة أدى إلى ارتفاع هذا المتوسط إلى ما يصل 8%، بحسب الدراسة التي تناولت مجموعة من الطيور تصل إلى 15500 زوج متكاثر في جزر فوكلاند (تبعد 480 كم عن الشواطئ الأرجنتينية الجنوبية)، على مدى 15 عاما.

تعليقا على نتائج الدراسة قال فرانشيسكو فينتورا، الباحث في جامعة لشبونة والمؤلف المشارك في هذه الدراسة، إن الباحثين فوجئوا عندما علموا أن المياه الأكثر دفئا لعبت دورا أساسيا في ارتفاع معدلات الطلاق لدى طيور القطرس، حتى عندما تم تسجيل النقص في عدد الأسماك.

واعتبر فينتورا أن هذا التغير يعود لسببين محتملين: الأول، أن ارتفاع درجة حرارة المياه أجبر هذه الطيور على السفر لمسافات أبعد والصيد لفترات أطول، مما قد يؤدي إلى تأخير عودة بعض الطيور خلال موسم التكاثر، وهنا يختار الشريك الأخر الانفصال والذهاب لملاقاة طير آخر.

أما الثاني، هو عندما تكون المياه أكثر دفئًا وفي البيئات القاسية، ترتفع هرمونات الإجهاد لدى طيور القطرس. ولفت فينتورا إلى أن الطيور قد تشعر بذلك، وتلقي باللوم على الطرف الآخر.

يشار إلى أن أنثى طير القطرس تضع بيضة واحدة تزن حوالي نصف كيلو غرام، وتمتد فترة الحضانة إلى أكثر من 80 يوما.

Exit mobile version