تصعيد أوروبي.. إجراءات صارمة من بولندا لوقف تدفق المهاجرين

تصعيد أوروبي.. إجراءات صارمة من بولندا لوقف تدفق المهاجرين

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

سعيا منها لحل أزمة المهاجرين غير النظاميين على الحدود البيلاروسية البولندية اقترحت المفوضية الأوروبية الأربعاء، السماح لبولندا وليتوانيا ولاتفيا، بتعليق بعض أحكام طلب اللجوء لمدة ستة أشهر، بينما أقر البرلمان البولندي مزيدا من الإجراءات الصارمة لمنع دخول المهاجرين إلى الأراضي البولندية.

المقترح يهدف لإعطاء سلطات الحدود فترة أطول لتسجيل طلبات اللجوء، ووقد يتم احتجاز أصحابها في مراكز الاستقبال الحدودية، وسوف يكون أمامهم أربعة أسابيع بدلا من عشرة أيام حاليا، كما سيتيح ترحيل أصحاب طلبات اللجوء المرفوضة على نحو أسهل.

نائب رئيس المفوضية الأوروبية “مارغاريتيس شيناس” قال، الأربعاء (الأول من ديسمبر/كانون الأول 2021) أثناء استعراض الإجراءات المقترحة في بروكسل: “نحن أسرة، وعندما يتعرض أحدنا لهجوم، سوف يساعده الباقون، هذه هي الرسالة التي نريد التأكيد عليها بهذه الحزمة”.

ويمكن لعملية اللجوء بأكملها، والتي تشمل الاستئناف، أن تجرى عند الحدود خلال فترة أقصاها أربعة أشهر، وبالإضافة إلى ذلك، تريد المفوضية السماح بعمليات ترحيل أسهل وأسرع.

بولندا تضع قيودا مؤقتة على العبور من بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا

أما وارسو فقد صعدت من إجراءاتها عبر تمديد حالة الطوارئ في المنطقة الحدودية التي تشهد أزمة الهجرة منذ أسابيع، لمدة ثلاثة أشهر.

القرار الذي اتخذته الحكومة البولندية مساء أمس الثلاثاء 30 تشرين الثاني/نوفمبر، يشمل المنظمات غير الحكومية التي تعمل على مساعدة المهاجرين، حتى أنه يشمل أيضا المواطنين المقيمين في المنطقة.

ووفقا للقانون البولندي، لا يمكن إعلان حالة الطوارئ إلا لمدة أقصاها ثلاثة أشهر. وكان البرلمان، الذي يشكل فيه المحافظون القوميون الأغلبية، قد تبنى سلسلة تعديلات على قانون حماية الحدود، يمنح بموجبها وزير الداخلية صلاحية إغلاق منطقة ما ومنع الوصول إليها.

وزير الداخلية البولندي “ماريوش كامينسكي” من جهته قال، الثلاثاء إنه سوف يستمر إغلاق منطقة الحدود أمام الأجانب حتى الأول من آذار/مارس القادم، مستغلا قانون دخل حيز التنفيذ مؤخرا.

ومع تمديد حالة الطوارئ في المنطقة الحدودية، يبقى الوصول إلى هناك ممنوعا على غير المقيمين. وكان مجلس النواب قد رفض أيضا تعديلات اقترحها مجلس الشيوخ البولندي، تسمح للصحفيين بالوصول إلى تلك المنطقة والعمل فيها بحرية. لكنه عاد وسمح بذلك شرط أن يحصل الصحفيون على تصريح خاص من حرس الحدود.

وتمت الموافقة على التشريع في رد فعل على أزمة الحدود مع بيلاروسيا، المتهمة بتشجيع آلاف المهاجرين من دول أخرى مثل العراق بالاحتشاد على حدودها مع الاتحاد الأوروبي.

نواب المعارضة اعتبروا أن هذه الخطوة من جانب حزب القانون والعدالة تهدف لحرمان الصحفيين من الوصول إلى المنطقة الحدودية في محاولة لتجنب التغطية الإعلامية السلبية للوضع.

واعتبرت أحزاب المعارضة إضافة إلى منظمات وجمعيات حقوقية وإنسانية، أن تمديد حالة الطوارئ والقوانين التي أقرها مجلس النواب البولندي، ستمنح المزيد من الصلاحيات لوزير الداخلية بما يتعارض مع دستور البلاد.

السلطات البولندية أكدت أنها سجلت 134 محاولة عبور غير قانونية على  الحدود مع بيلاروسيا  خلال يوم واحد.

وكتبت شرطة الحدود في تغريدة أن مجموعة أكبر “من الأجانب العدوانيين” قامت بإلقاء الحجارة والقضبان الحديدية والألعاب النارية على القوات الأمنية البولندية عبر الحدود بالقرب من بلدة شوديا وفو.

من ناحية أخرى، تم  إلغاء رحلة جوية لإعادة مهاجرين عراقيين علقوا على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا   التي تعد أيضاً الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

 وأعلن المطار في مينسك أنه كان من المقرر أن تغادر الطائرة التابعة للخطوط الجوية العراقية إربيل بشمال العراق بعد ظهر اليوم، ولم يعلن المطار عن سبب للإلغاء، وقد تم إعادة مئات المهاجرين الذين علقوا على الحدود إلى دولهم في بداية الأسبوع.

“لوكاشينكو” يواصل تهديداته

من جهته أعلن رئيس بيلاروسيا، “ألكسندر لوكاشينكو” أنه سوف يتخذ إجراءات مضادة قاسية إذا تم فرض مزيد من العقوبات ضد بلاده، وهدد مجددا بوقف مرور إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر أراضي بيلاروسيا.

ويمر جزء من خط الأنابيب الروسي-الأوروبي المهم “يامال-أوروبا” عبر بيلاروسيا، ومع ذلك، فإن هذا الخط ينقل كمية قليلة فقط من الغاز من روسيا، وسارع رئيس الكرملين الروسي “ديمتري بسكوف” إلى التأكيد أن إمدادات الغاز إلى أوروبا آمنة.

 وقال “بيسكوف” :”يتوقع الرئيس (فلاديمير بوتين) ألا يؤدي هذا بأي حال من الأحوال إلى خرق لالتزاماتنا التعاقدية مع  مشتريي الغاز الأوروبيين، لاسيما في هذه الفترة الصعبة للأوروبيين”. لكنه اضاف أن “بيلاروسيا تتعرض لضغوط غير مسبوقة، من شأنها أن تؤدي  بالتأكيد  إلى رد فعل قاس”.

البابا ينتقد تجريد المهاجرين من كرامتهم الأساسية

وفي سياق متصل قال بابا الفاتيكان فرنسيس اليوم إن  تجريد المهاجرين من كرامتهم الأساسية يتعارض مع مبادئ معظم الأديان.

تحذيرات دولية من كارثة إنسانية

في غضون ذلك حذرت المنظمة الدولية للهجرة من كارثة إنسانية في المنطقة الحدودية بين بيلاروسيا وبولندا، خاصة مع حلول فصل الشتاء وتدني درجات الحرارة إلى مستويات ما دون الصفر.

المنظمة أعلنت عن زيادة دعمها للآلاف من المهاجرين العالقين، وكررت دعوتها للسلطات المعنية بضرورة إنهاء تلك المعاناة.

من جانبها، قدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية هذا الأسبوع أنه إذا “صعّدت بيلاروسيا هذا الوضع دون القلق من العواقب الإنسانية، فإن بولندا ستشارك في تحمل المسؤولية عن المعاناة الكبيرة في المنطقة الحدودية”، وأن البلدين مذنبان بارتكابهما “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان” ضد المهاجرين.

وكانت بولندا قد كثفت من إجراءاتها الأمنية على الحدود، حيث نشرت آلاف الجنود لدعم حرس الحدود. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت وارسو عن عزمها بناء جدار حدودي مع بيلاروسيا وتجهيزه بأجهزة كشف الحركة لمنع أي شخص من الاقتراب لمسافة 200 متر.

وما بين الاتهامات لبيلاروسيا باللعب بورقة المهاجرين وتصديرها لدول الاتحاد الأوروبي، واتخاذ الأخير مزيدا من الإجراءات لصدهم، تحول المهاجرون إلى وسيلة ضغط تستخدم في لعبة السياسة الدولية دون وضع اعتبار لحقوقهم الإنسانية، أو حالتهم الصعبة مع حلول فصل الشتاء، لتتهاوى كل مزاعم حقوق الإنسان على الحدود البيلاروسية البولندية.

Exit mobile version