“التشرد” يفاقم أزمة المهاجرين في بلجيكا

"التشرد" يفاقم أزمة المهاجرين في بلجيكا

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

في ظل درجات حرارة منخفضة وطقس متقلب، وأمطار غزيرة تجمع مئات الأشخاص أمام مركز التسجيل الوحيد للاجئين في العاصمة البلجيكية بروكسل، وأقاموا مخيمات مستمرة منذ أسابيع أمام المركز في ظل عدم قدرة مراكز الإقامة على استيعاب المزيد من المهاجرين.

مكتب الوكالة الحكومي لطالبي اللجوء ” Fedasil” يشهد إقامة المئات ممن لا مأوى لهم يحميهم من البرد القارس، والذين يفترشون الأرض ويعيشون بين القمامة والحشرات والفئران في ظل عدم قدرتهم على العثور على مكان يحميهم من جو الشتاء الصعب، لا سيما بعد أن بلغت طاق الاستيعاب القصوى في مراكز الاستقبال الرسمية أقصاها بعد امتلائها بقرابة 30 ألف لاجئ.

ومنذ منتصف تموز/يوليو الماضي، تضررت مراكز الإقامة بشدة بسبب الفيضانات التي شهدتها المنطقة، الأمر الي انعكس على الأماكن التي يقدر عددها بحوالي ألف، وباتت غير قادرة على استقبال طالبي لجوء، وفقا لمكتب وزير الدولة لشؤون اللجوء.

ويعاني الناس من نومهم في العراء في ظل برودة الجو، وبعضهم مرضى لا سيما مع انهمار الأمطار، حيث يتجمع يوميا ما بين 150 و200 شخص أمام المركز، حوالي نصفهم من العائلات والقصر غير المصحوبين.

وتسببت هذه الأوضاع في تدهور الحالة النفسية والجسدية لهؤلاء اللاجئين الذين باتوا في حالة من التشرد، والمرض وسوء الأحوال ما فت من عضدهم وأضعف كثيرا من معنوياتهم.

استنكار وتنديد..

منظمة “أطباء العالم” في بلجيكا استنكرت الوضع، وذكر مدير الحملات في المنظمة “ألكسندر سيرون أن المهاجرين “مرهقين”, مضيفا أن وضعهم النفسي كارثي، حيث تفاقمت الصدمات التي تعرضوا لها أثناء رحلة الهجرة لأننا لا نرحب بهم بشكل صحيح، مبينا أن بقاء هؤلاء الأشخاص في الخارج يجعلهم عرضة لالتقاط الأمراض، “ليس فيروس كورونا فحسب، بل هناك أيضا الرشح والالتهاب الرئوي وأمراض أخرى”.

وتفاقم وضع اللاجئين وتشردت عائلات وعدد من القصر في ظل تفاقم الوضع الحالي لا سيما وأن الدولة في الأحوال العادية تخصص أماكن إقامة طارئة تضع فيها الأشخاص الأكثر حاجة، لكن امتلاء المخيمات وعدم وجود بديل تسبب في تفاقم هذا الوضع المأساوي.

عدد من الجمعيات تقديم بعض الدعم للمهاجرين، ووزعت منظمة “أطباء العالم” (MdM)، ومنظمة “أطباء بلا حدود” (MSF) والصليب الأحمر البلجيكي ومنصة المواطنة لمساعدة اللاجئين، أغطية وبطانيات ومشروبات ساخنة.

 كما افتتحت المنظمات غير الحكومية الأسبوع الماضي، بمساعدة البلدية، مكانا يستوعب 100 شخص، لكن في غضون أيام قليلة، امتلأ المركز ولم يستطع تلبية حاجات المهاجرين الآخرين الذين بقوا دون مأوى.

تجاهل السياسيين..

وأوضح الناشط في منصة المواطنة “مهدي كاسو” أن السلطات خصصت بعض المباني لاستقبال طالبي اللجوء، لكن طاقتها الاستيعابية محدودة للغاية، والحكومة أكدت أنها ستؤمن خمسة آلاف مكان إضافي إلا أن ذلك ينضوي على تحديات و”الأمر سيستغرق وقتا”.

“مهدي كاسو” عبر عن أسفه لعدم تحرك القادة السياسيين، ويقول “يجب أن نقنع رؤساء البلديات، ونبحث عن أماكن ونطور مواقع”، مشيرا إلى أن السلطات افتتحت “40 مكانا فقط منذ تشرين الأول/أكتوبر”.

واحتجاجا على “عدم اتخاذ السلطات السياسية أي إجراءات” ، توقف العاملون في الوكالة الفيدرالية لطالبي اللجوء (Fedasil) عن العمل في تشرين الأول/ أكتوبر لأيام عدة، واستنكروا قلة أماكن الاستقبال وتدهور ظروف عملهم. كما طالبوا باحترام حق اللجوء وكرامة المتقدمين.

“كاسو” أكد أن العاملين  في المجال الإنساني أنذروا بتدهور الوضع منذ هذا الصيف،  فيما تجاهل وزير الدولة لشؤون اللجوء هذه التحذيرات، ليصبح الموقف أكثر صعوبة، لافتا إلى أنه “لا توجد أعداد كبيرة من الوافدين الجدد لذا فإن المشكلة هيكلية. إنها مسألة إمكانيات”.

وقرر الناشطون في المنظمات غير الحكومية تنظيم وقفة احتجاجية أمام مكتب وزير دولة لشؤون اللجوء والهجرة “سامي مهدي”.

كما أن مشكلة المهاجرين الذين ليست لديهم أوراق إقامة لا تزال قائمة، ولم تنته هذه الأزمة التي دفعت العشرات إلى الإضراب عن الطعام. وبعد أربعة أشهر من تعليق الإضراب، لا يزال حوالي خمسين مهاجراً يقيمون في كنيسة وسط بروكسل. إذ أنه على الرغم من المناقشات مع السلطات الصيف الماضي، ما زال معظمهم ينتظرون تسوية أوضاعهم.

Exit mobile version