“يوهانس كيبلر”..واضع قوانين حركة الكواكب

"يوهانس كيبلر"..واضع قوانين حركة الكواكب

أخبار القارة الأوروبية – بورتريه

“يوهانس كيبلر” يعد من أبرز علماء الرياضيات والفلك والفيزياء الألمان، ويعد أول من وضع قوانين تصف حركة الكواكب بعد اعتماد فكرة الدوران حول الشمس مركزا لمجموعة الكواكب من قبل “كوبرنيك وغاليلي”.

ولد “يوهانس كيبلر” في مدينة فايل بمقاطعة (فورتمبيرغ) جنوب ألمانيا، في يوم 27 ديسمبر 1571م، لأب فقير كان يملك حانة، وكان التطور الطبيعي للأحداث أن يكون كيبلر ساقيا في حانة أبيه، ولكنه لم يكن مؤهلا لهذا العمل، مما حدا بوالديه لأن يرسلاه للدراسة كي يصبح قسيسا بروتستانيا، وكان هذا أفضل أختيار سهل له دراسة علم الفلك، حيث ذهب كيبلر إلى جامعة توبنجن اللاهوتية الشهيرة، وقام بدراسة علم اللاهوت.

مقابلة العالم “كوبرنيكوس”

 في ذلك الحين حدثت حادثة حددت مستقبله، إذ إنه قابل أستاذا شرح له النظام الكوبرنيكي للعالم “كوبرنيكوس”، وهو عالم بولندي، قام عام 1534م بنشر نظريته المشهورة حول النظام الشمسي، دحض فيها نظرية “كلوديوس بطليموس” (154 بعد الميلاد)، التي كانت قد وضعت الأرض كوكبا غير متحرك في وسط الكون، تدور حوله الشمس والكواكب الأخرى.

ولكن كوبرنيكوس أكد بطريقة علمية أن الشمس وليست الأرض هي مركز النظام الشمسي، وان الارض كوكب مثل باقي الكواكب التي تدور كلها حول الشمس.

وأدرك “يوهانس كيبلر” صحة هذه النظرية، وأصبح من المؤمنين بها، وما لبث أن أصبح أسمه مشهورا، وقد بلغت شهرته شأنا جعل العالم الفلكي “تايكو براهي” يدعوه في عام 1599م، إلى الحضور إلى براغ لكي يعمل مساعدا له، في بلاط الإمبراطور رودولف الثاني (1552- 1612م)

وفي عام 1600م، سافر “كيبلر” إلى براغ وأصبح “يوهانس كيبلر” مساعداً للعالم الفلكي “تايكو براهي” (تيخو براهي) ويعمل معه في مرصده، ثم بعد أشهر قليلة من عمله معه توفي أستاذه، وبذلك ورث “كبلر” جميع الإنجازات الرصدية لــ”تايكو براهي”، وصار “كيبلر” عالم فلك في البلاط الملكي.

كان “كيبلر” يقوم برصد النجوم في الليالي الصافية بأجهزة بصرية بدائية، ثم يتحول إلى أوراقه المكدسة بالأرقام يدرسها ويحسبها دون أن ينال منه الكد أو التعب.

وعكف على دراسة مسار كوكب المريخ محاولاً وضع نموذج هندسي لحركة هذا الكوكب حول الشمس، كما برع في الرياضيات بشكل كبير، واستطاع بمهارته الرياضية أن يقترب من تحقيق حساب التفاضل والتكامل.

 إن قوانين “كبلر” هي التي هَدَت العالم الإنكليزي “إسحاق نيوتن” إلى اكتشاف قانون التجاذب الكوني (قانون الجذب العام) حيث بينت قوانين “كيبلر” أن هناك قوة تجاذبية بين الكواكب، حيث قال نيوتن: “إن ما قمت به من اكتشافات كان فوق أكتاف كثير من العمالقة، وكيبلر هو واحد من هؤلاء العمالقة”.

قوانين كبلر

أثبت كيبلر ان النظام الذي وضعه “كوبرنيكوس” عن مركزية الشمس هو النظام الوحيد الذي يعكس حقيقة حركة الكواكب بدقة، وعن طريق عمليات حسابية وضع قوانينه الثلاثة الهامة بحركة الكواكب حول الشمس.

لقد استطاع كبلر تعميم هذا الاستنتاج على مسارات الكواكب السيارة الأخرى بما في ذلك الأرض، فاتضحت الصورة عنده، لذلك وضع “كبلر” قانونه الأول الذي يقرر بأن:

كل كوكب يدور في مدار إهليجي حول الشمس تقع الشمس في إحدى بؤرتيه

ثم راجع كبلر دراسة سرعة الكواكب في مداراتها فوجد أن سرعتها تتغير من موقع إلى آخر بحسب بعدها أو قربها من البؤرة التي تقع فيها الشمس، لكنه اكتشف أن:

أن الخط الواصل بين الكوكب و الشمس يمسح مساحات متساوية للفلك في أزمنة متساوية

القانون الثاني لكبلر

وهذا يعني أن سرعة الكواكب تتزايد كلما اقتربت من الشمس، وسمي هذا قانون كبلر الثاني، وبعد دراسة وتحليل نتائج الرصد تبين له أن:

مربع زمن دورة الكوكب حول الشمس تتناسب تناسباً طردياً مع مكعب نصف المحور الكبير

وسمي هذا الاكتشاف قانون “كبلر الثالث” وصفت هذه القوانين الثلاثة المتكاملة حركة الكواكب حول الشمس وفق المنظور الجديد القائل بمركزية الشمس بشكل أصبحت فيه الحسابات تطابق الأرصاد الفلكية إلى درجة كبيرة، بذات الوقت الذي فسرت فيه الحركات التراجعية للكواكب دون الحاجة لوجود أفلاك التدوير.

كما كان لتنبؤ كيبلر بمرور كوكب الزهرة عبر صفحة الشمس في عام 1631م، فكان له أثرا كبيرا على مجتمع الباحثين آنذاك ويعتبر هذا التنبؤ من الصفحات البارزة في التاريخ الإنساني. فقد كان لهذا الحدث صدى كبيرا اذ أحتسب وقوعه بدقة ولأول مرة في التاريخ، واستخدم كيبلر لتحديد هذا الحدث التاريخي قوانينه الفلكية التي أكتشفها.

إنجازاته في الرياضيات البحتة

قام “يوهنيز كيبلر” بابتكار طرق حسابية أبسط وأدق عن سابقيه في حساب اللوغاريتمات حيث كانت تلك الحسابات تستغرق وقتا طويلا لإجراء الحسابات الفلكية.

 واستخدم “كيبلر” طرق حساباته وعقد العزم على نشرها وجعلها في متناول الجميع، وألف على هذا الطريق تفسيرا لمبدأ اللوغاريتمات وزودها بجداول دقيقة وأكملها، علاوة على ذلك فقد عالج “كيبلر” نظرية كثير الزوايا وقام بابتكار الشكل الهندسي لنجمة مجسمة تحتوي عل 40 طرفا، كما يرجع إلى كبلر تعريف ما يسمى بالموشور المضاد.

في علم البلورات

إلى جانب اهتمام كيبلر بعلم الفلك فقد أهتم بتناظر الأنظمة البلورية وابتدأ أهتمامه بها عن طريق دراسة بلورات الثلج.

 واكتشف أن هناك قوى طبيعية تربط بين جزيئات المواد – وليست بين بلورات الثلج فقط – تعمل على تنمية المادة وترصفها بتلك الأشكال الهندسية المنتظمة. كما أكتشف أن بلورات الثلج تختلف عن بعضها البعض، ومع ذلك فهي تظهر أمامه وتعيد نفسها كلما أدار البلورة 60 درجة، وهذا هو التناظر السداسي.

مضخة ذات تروس

قام “يوهانس كيبلر” كذلك باختراع طلمبة لمعاونة عمال المناجم، وكانت الطلمبة تستغل في المنجم لإخراج الماء منه إلى أعلى. وتوصل إلى اختراع طلمبة لذلك وهي عبارة عن ترسين متقابليين تتداخل أسنانهما في بعضهما البعض وبينهما فتحات يمكن للماء أن يمر منها ويرفع إلى أعلى: كانت تلك الطلمبة تدار يدويا، فكانت أول طلمبة تعمل من دون صمام،  مثل تلك الطلمبة لا تحتاج لعمليات صيانة وتتحمل الكثير من الجهد، وتستخدم في وقتنا هذا كطلمبة الزيت في السيارات، وتوفي “يوهانس كيبلر” في 15  نوفمبر 1630.

Exit mobile version