منظمة المغتربين العراقيين في ألمانيا تنظم ندوة حول سرقة إيران لمياه الشعب الأحوازي

أخبار القارة الأوروبية – ألمانيا

عقدت منظمة المغتربين العراقيين في ألمانيا بفرعها في برلين وبراندنبورغ ندوة عبر برنامج  “زووم” تحت عنوان “النظام في إيران والاعتداء على مياه الشعب العربي الأحوازي”.

وأدار الندوة الدكتور “رائد الدبوني” رئيس فرع المنظمة، وقدم عرضا للمعلومات الخاصة بانتهاكات النظام الفارسي في إيران بحق الشعب العربي الأحوازي.

وتطرق الكاتب والباحث العربي الدكتور “ثروت الحنكاوي اللهيبي” الحاصل على شهادة العلوم السياسية في بغداد وبكالوريوس العلوم العسكرية في بغداد، لعدد من الملفات الخاصة بالأحواز مثل التسمية الصحيحة لها وموقعها الجغرافي وأهميتها ومساحتها وعدد سكانها ووصف المؤرخين لها وأنهارها والسدود التي أقيمت عليها لتعطيش الشعب الأحوازي ونقل المياه للمدن العميقة داخل إيران.

الدكتور “ثروت الحنكاوي اللهيبي

وأوضح “اللهيبي” أن النظام الإيراني يجفف الأنهار عن شعب بأكمله في مخالفة لكل ما هو مرتبط بالدين والشريعة والقانون، ويستهدف منطقة الأحواز التي لطالما تميزت عبر تاريخها بوفرة المياه التي تقوم عليها أسباب الحضارة.

تسمية الأحواز..

كما أشار الباحث “ثروت” التي صدرت له عدة مؤلفات في التاريخ الحديث منها ما هو مرتبط بالقضية الأحوازية، إلى أن “تسمية خوزستان هي تسمية محلية قديمة أطلقها الفرس على الأحواز لكن الاسم الصحيح لها هو عربستان والأصح هو الأحواز العربية”، مؤكداً أن “إيران ومنذ احتلالها للأحواز عام 1925  بمساعدة بريطانيا بعد إزاحة الشيخ خزعل الكعبي عن حكم البلاد رسخت تسمية خوزستان، ولا يجب التحسس من هذه الكلمة لأنها تسمية قديمة أيضا واستخدمها بعض الجغرافيين لكنها ليست التسمية الصحيحة.”

وحول جغرافيا الأحواز بيّن “اللهيبي” أنها منطقة التقاء بين العرب وغير العرب في قارة آسيا حيث تبقى على رأس الخليج العربي وعلى الطريق الذي يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي وبالتالي تتصل بميادين النفط والحقول المجاورة بأيسر الطرق وأسهلها ما جعلها ميدانا للتنافس الدولي الكبير للحصول على النفط كعصب السياسة والحرب.

الباحث والكاتب “الحنكاوي” لفت إلى أن “أهمية الأحواز جعلت المستعمر الفارسي يطلق عليها تسمية الجمانة السوداء ومعناها في اللغة العربية اللؤلؤة، وهو اعتراف إيراني بأهميتها بفضل احتوائها  على ثروات مائية ومعدنية ونفطية ومنطقة للصناعات الكبيرة ما يجعلها منطقة جغرافية حيوية استراتيجية ذات أهمية كبرى، ما يجعلها اللؤلؤة الكبيرة في خصر إيران والتي تسعى جاهدة لتعميق استعمارها وترحيل أهلها.”

إلى جانب ذلك، أوضح الدكتور “اللهيبي”، أن “مساحة إقليم الأحواز وعدد سكانه موضع خلاف لأنه من سمات المستعمر محاولة التضليل في هذه المسألة لكن الأقرب هو أن مساحتها تزيد عن 324 ألف كيلو متر مربع وهي ما تساوي مساحة سوريا ولبنان والأردن وفلسطين مجتمعة، وهي تشكل وحدة جغرافية متصلة فضلا عن وجود جزر في الخليج العربي قريبة من الأحواز وتابعة لها، لكن المستعمر الفارسي اقتطع أجزاء كبيرة من الأحواز وضمها لأقاليم ليست أحوازية، وتعمد منذ عام 1936 إعادة تنظيم مساحة الأحواز، واقتطع 11 كم مربع من الجزء الجنوبي للأحواز وضمها لمحافظة فارس، واقتطع 10 آلاف كم مربع من شرقها ، و4400 كم مربع تم اقتطاعها من الأحواز وضمها إلى لورستان ليزيد مجموع ما تم اقتطاعه منها  عن 25 ألف و400 كم مربع، فيما يحاول المستعمر الادعاء أن مساحة الأحواز 66 ألف كم مربع مقتطعا 285 ألف كم مربع من مساحتها الاصلية، لافتا إلى أن مساحة بلاد فارس كلها 50 ميل مربع، هي هضبة إيران وكل ما زاد عنها عبارة عن أراض تم احتلالها.

أما بالنسبة لعدد السكان فيؤكد الدكتور أن عدد سكان الأحواز يصل إلى ما يقارب 8 ملايين نسمة، لكن الاحتلال الإيراني يقوم بتهجير الأحوازيين إلى العمق الفارسي وخلق مستوطنات فارسية في الأراضي الأحوازية وهو نفس الأسلوب الذي تستخدمه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.

وفيما يتعلق بأزمة المياه في الأحواز شدد على أن الأحواز بها قرابة 12 نهرا أبرزها كارون والكرخة والسوس والدز والجراحي، وغيرها مشيرا إلى أن الاحتلال تعمد تغيير أسماء هذه الأنهار العربية مثل نهر كارون الذي اسمه العربي الدجيل، مشيرا إلى أن المستعمر الفارسي أنشأ على هذه الأنهار 45 سدا”، مشيراً إلى أن “إنشاء هذه السدود كان له هدفين الأول هو الإضرار بالشعب الأحوازي والثاني  هو تحقيق أرباح مالية خيالية بسبب أن الحرس الثوري الإيرانية يتولى إنشاء هذه السدود عبر شركة خاتم الأنبياء الهندسية والتي تستفيد من الفساد في المبالغ المالية المستخدمة، وكذلك المواصفات الفنية للسد”.

نقل المياه إلى أصفهان ..

وبين الدكتور “اللهيبي” بعض الآثار السلبية لبناء السدود على الأنهار الأحوازية مشيرا إلى أن نهر كارون كانت تسير فيه السفن للنقل المائي لكنه تحول إلى نهر جاف تمر عبره مياه الصرف الصحي ما تسبب في التصحر وتحول أراض أحوازية كثيرة إلى أراض جافة صحراوية، الأمر الذي انعكس على الثروة السمكية وزراعة النخيل، وقصب السكر وتربية الحيوانات، وهي أمور كانت تشتهر به الأحواز التي كانت سلة غذاء لإيران وللخليج العربي.

كما كشف عن قيام السلطات الإيرانية بنقل المياه الأحوازية إلى العمق الفارسي خاصة محافظة أصفهان، لافتا إلى أن المسؤولين الإيرانيين يتعمدون طمأنة الأحوازيين، ويقدمون وعودا بوقف سياسة بناء السدود على الأنهر الأحوازية لكن لا شيء يتغير من هذه السياسة على أرض الواقع حتى أنهم أمعنوا في إظهار الكراهية عبر إنشاء سد أططلق عليها “كش عرب” أي قاتل العرب وهو سد إذا ما تم فتح أبوابه يتم إغراق كامل المنطقة العربية بما يمثل ورقة تهديد للشعب الأحوازي إذا قاوم هذه السياسات الاستعمارية.

 ومن الناحية القانونية بين اللهيبي أن الدستور الإيراني ينص على ضرورة إلغاء جميع أشكال التمييز غير المبررة وضمان الحقوق الشاملة لجميع المواطنين، لكن ذلك لا يعدو كونه مجرد حبر على ورق، يتنافى مع ما يجري لشعب الأحواز، على أرض الواقع، حتى أن هذه الممارسات الإيرانية امتدت للعراق حيث تم قطع المياه التي كانت تصل للعراق من منابع في إيران ما ساهم في تعطيش شعب العراق.

يذكر أن محافظة خوزستان جنوبي ايران تشهد احتجاجات منذ أشهر، إثر شح المياه في المحافظة، بينما تقابلها السلطات بقمع وحشي، وامتدت الاحتجاجات إلى العاصمة طهران، وأظهرت مقاطع فيديو حشدا من الإيرانيين وهم يرددون هتاف” الموت لخامنئي”.

Exit mobile version