“ميهاي إمينسكو”.. شاعر المدرسة الرومانسية الأكثر شهرة

"ميهاي إمينسكو".. شاعر المدرسة الرومانسية الأكثر شهرة

"ميهاي إمينسكو"

أخبار القارة الأوروبية – بورتريه

يعد “ميهاي إمينسكو” شاعراً من المدرسة الرومانسية، كما كان روائيّاً و صحافيّاً، كثيراً ما كان يُصنّف كأحد أكثر الشّعراء الرّومان شهرة وتأثيراً.

ولد “مينسكو” في 15 يناير 1850، وكان والده يدعى “جورجي إيمينوفيتش” من كالينيشت، وهي قريةٌ مولدافيّة في مقاطعة سوتشيافا, بوكوفينا، والتي كانت في حينها خاضعةً للإمبراطوريّة النمساويّة.

سنواته المبكّرة..

قضى سنيّ طفولته الأولى في بوتوشان وإيبوتشت، في بيت العائلة مع والديه، ثم التحق بالمدرسة في تشيرناوتس ما بين العامين 1858 و 1866، وبعد أن أنهى الصف الرابع، حيث كان الخامس من ضمن 82 طالب، التحق بالجيمنازيوم (مدرسة ألمانية) لسنتين. أولى تجلّيات إمينسكو ككاتب كانت في العام 1866، ففي شهر يناير/كانون الثاني من ذلك العام توفي المدرس الروماني أرون بومنول فقام طلّابه في تشيرناوتس بنشر كتيّب بعنوان “دموع طلاب الجيمنازيوم”، وكان يضم قصيدة بعنوان “عند ضريح أرون بومنول”، كانت بتوقيع “ميهاي إمينوفيتش”.

مسيرته المهنية

تم نشر قصيدته”de as avea”( (لو كان عندي) في مجلّة يوسف فولكان الأدبية ومنذ ذلك الحين بدأت عملية النشر لمجموعة من القصائد.

 لم يكن “يوسف فولكان” معجباً باللاحقة السلافيّة لاسم عائلة الشاعر “إمينوفيتش”، وقد كان هو من اقترح عليه أن يستعيض عنها باللاحقة الرومانيّة ليصبح اسمه “ميهاي إمنيسكو”.

 التحق في العام1867 بفرقة “يورغو كاراجيالي” ككاتبٍ و ملقّن، وفي العام التّالي انتقل إلى فرقة “ميهاي باسكالي”، كلا الفرقتان كانتا من أهم الفرق المسرحية في رومانيا في تلك الحقبة من الزمن، و ما لبث أن استقر في بخارست ليعمل ككاتب للمسرح القومي، واستمر خلال هذه المرحلة بكتابة و نشر أشعاره.

لقد كان يقوم بتسديد أجر منزله عن طريق ترجمة مئات الصفحات لكتاب “هينريك تيودور روشر”، في هذه الأثناء كان يقوم بكتابة روايته  العبقري الضائع” والتي نشرت بشكلها الغير مكتمل في العام 1904.

في 1 ابريل 1869 شارك “إمنسكو” في تأسيس حلقة الشرق الأدبيّة، والتي كانت تهتم بجمع الفلكلور الروماني، والمستندات المتعلقة بتاريخ الأدب الرومانيّ، في 29 يونيو/حزيران تم تكليف أعضاء الحلقة بالذهاب إلى محافظات مختلفة في رومانيا، كُلف “إمينسكو” بالذهاب إلى مولدوفا، وهناك قام بتجديد علاقته مع عائلته، في صيف العام 1869 ترك فرقة “باسكالي” وسافر إلى تشيرناوتس وياش، اتفق مع والده على أن يذهب إلى فيينا لاستكمال دراسته في الخريف.

وكما العادة استمر “إمينسكو” بالكتابة وبنشر منتوجه الشعري، و بمناسبة وفاة الحاكم السابق لفلاقيا، “باربو ديميتري شتيربي”، قام بإصدار كتيّب بعنوان عند وفاة الحاكم “شتيربي”.

تابع دراسته ما بين العامين 1869 و 1872 في فيينا، تم اعتباره “مستمع فوق العادة” في كلية الفلسفة والقانون، كان يتميّز بالنشاط خلال حياته كطالب.

صادَق”يوان سلافيتش” وعرف فيننا من خلال”فيرونيكا ميكل”، وأصبح مساهماً في الحوارات الأدبيّة، والتي حُررت من قبل”junimea”، كان لرؤساء هذه المنظمة الثقافيّة وهم “بيتر كارب”، “فاسيلي بوغور”، “ثيودور روسيتتي”، “ياكوب نيكروتزي”، و”تيتو مايوريسكو” أثراً سياسيّاً وثقافيّاً على إمينسكو لما تبقّى من حياته.

في العام 1870 كتب “إمينسكو” ثلاثة مقالات باسم مستعار “فاررو” ومن ثمّ أصبح صحافيّاً في صحيفة “albina (النحلة) في بيست.

 بين العامين 1872 و1874 استكمل دراسته في برلين مستفيداً من منحة دراسيّة من “junimea” بين العامين 1874 و 1877 عمل “إمينسكو” كمديرٍ للمكتبة المركزيّة في ياش، كما عمل كمدرسٍ بديل و مفتشٍ مدرسيّ في أرياف ياش و فاسلوي و محرّراً في صحيقة “curierul de iasi”( مرسال ياش).

 كلّ هذا بفضل صداقته مع “تيتو مايوريسكو”، رئيس “junimea” و رئيس جامعة “ياش”، واصل النشر في حوارات أدبيّة، أصبح صديقاً مقرباً لـ”أيون كريانغا”، والذي استطاع “إمينسكو” أن يقنعه بالانخراط في الكتابة و الانضمام لنادي “junimea” الأدبي.

انتقل في العام 1877 إلى بخاريست، حيث عمل حتى العام 1883 كصحافي، ومن ثم كرئيس تحريرٍ في صحيفة “timpul” (الزّمان).

في هذه الفترة قام بكتابة “scrisorile” الرّسائل”luceafarul” نجم المساء”oda in metru antic”نشيد بالوزن القديم.

معظم الافتتاحيات المميّزة كتبها في هذه الفترة، عندما كانت رومانيا تحارب الإمبراطورية العثمانية في الحرب التركية الروسية في الفترة مابين 1877-1878 وخلال السباق الدبلوماسيّ الذي أدى في النهاية إلى الاعتراف الدولي باستقلال رومانيا شرط منحها المواطنة الرومانية لجميع الرعايا من ذوي العقيدة اليهودية. اعترض “إمنيسكو” على هذا البند وعلى بند آخر في معاهدة برلين، حيث كان على رومانيا أن تتنازل عن جنوب بيسارابيا لروسيا مقابل ضمّها لشمال دوبروجا والتي كانت في السّابق ولاية عثمانيّة مطلّة على البحر الأسود.

المرض والوفاة

في يونيو/حزيران من العام 1883 وقَع الشاعر صريع مرضٍ خطير، هناك عدة أقوال بشأن السّبب وراء وفاة “إمينسكو” المبكرة فالبعض أرجعها لتسمّم بالزئبق والبعض الآخر لإصابته بمرض الزهري، وتوفي الشاعر في 15 يونيو من العام 1889.

أعماله..

اعتبر المؤرخ الروماني “نيكولاي يورغا إمينسكو”، عرّاب اللّغة الرّومانيّة الحديثة، وهناك إجماعٌ على الاحتفاء بالشاعر بصفته الأهم والأكثر تمثيلاً للشعر الروماني.

تناول “إمينسكو” في أعماله الشعرية مواضيع متنوعة، فمن الطّبيعة والحب إلى الكراهية والنقد الاجتماعي، عمل على استحضار سنوات طفولته في شعره المتأخّر بكثيرٍ من الحنين.

 تُرجمت قصائد “إمنيسكو” إلى ما يزيد عن الستين لغة. كان لحياته و لأشعاره تأثيراً قويّاً على الثقافة الرّومانيّة حيث يتم تدريس شعره بشكل موسع في المناهج الرسمية في رومانيا.

Exit mobile version