“مراكز احتجاز”.. أوضاع صعبة للمهاجرين داخل أوكرانيا بسبب الحرب

أخبار القارة الأوروبية – تقارير

اتجهت أنظار العالم نحو الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، ووضعها العسكري، وحجم النازحين بسببها، فضلا عن الضحايا المدنيين ومدى تأثر البنية التحتية، لكن جانبا آخر للحرب لم يتم تسليط الضوء عليه بالشكل الكاف.

فقد بقي عدد من المهاجرين محتجزين في مراكز منتشرة على كامل مساحة أوكرانيا”، دون معرفة أعدادهم على وجه الدقة، ما دفع منظمة “هيومن رايتس ووتش” للتحذير من مصير هؤلاء، في ظل عدم قدرتهم على التقدم بطلبات لجوء أو الخروج من البلاد بشكل طبيعي.

أوضاع مقلقة للمهاجرين بمراكز الاحتجاز الأوكرانية

وفي تقرير للمنظمة صدر أمس الاثنين، أفاد بأن أوضاع المهاجرين مقلقة وأن عدد منهم لا يزال محتجزا في عدة مراكز احتجاز في أوكرانيا، على الرغم من الحرب والمخاطر الجمة التي تحيط بهم.

التقرير بين أيضا أن “عشرات المهاجرين، الذين احتُجزوا تعسفيا في أوكرانيا، ما زالوا محتجزين هناك وهم معرضون لخطر متزايد وسط الأعمال العدائية (العسكرية) داعيا على السلطات الأوكرانية الإفراج الفوري عن المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين والسماح لهم بالوصول إلى بر الأمان في بولندا”.

من جانبها قالت الباحثة في مجال حقوق اللاجئين والمهجرين بمنظمة العفو الدولية “ناديا هاردمان” والتي شاركت في إعداد التقرير إن “المهاجرين وطالبي اللجوء محتجزون في وسط منطقة حرب ويخافون بشكل مبرر، موضحة أنه “لا يوجد أي عذر، بعد أكثر من شهر على اندلاع الصراع لإبقاء المدنيين في مراكز احتجاز المهاجرين، يجب إطلاق سراحهم على الفور والسماح لهم بالتماس الملاذ والأمان مثل جميع المدنيين الآخرين”.

ولا توجد إحصاءات دقيقة بشأن أعداد المهاجرين المحتجزين في أوكرانيا، وبينت الباحثة أنه لا توجد إحصاءات دقيقة حتى الآن حول أعداد المهاجرين المحتجزين، مضيفة أنه: ط وفقا للشهادات التي جمعناها، هم ينتمون لنحو 15 جنسية مختلفة، من بينهم أشخاص من أفغانستان وسوريا والجزائر والسودان”.

وأضافت هاردمان أنه “تم التواصل مع السلطات الأوكرانية حول هذا الموضوع، لكن لم يردنا أي أجوبة حتى الآن، طبعا نحن نقدر صعوبة الأوضاع هناك الآن، لكن هذا لا يبرر استمرار احتجاز المهاجرين”.

وتابعت ناديا قائلة: “عند إجراء المقابلات، كان أكثر من 100 رجل وعدد غير معروف من النساء محتجزين في مركز زورافيتشي، بعضهم تمكن من الخروج بمساعدة سفاراتهم” (في بعض الحالات). وشددت الباحثة في المنظمة الدولية على أنه “وفقا لمنظمة لايتهاوس ريبورتس، مازال هناك نحو 45 شخصا، لكن لم يتسن لنا التحقق من هذا الرقم أو معرفة أعداد الرجال والنساء هناك”.

تقرير رايتس ووتش جاء على ذكر شهادات لأربعة مهاجرين، تم تسجيلها مطلع آذار\مارس الماضي، محتجزين في مركز زورافيتشي في إقليم فولين (شمال)، حيث أكد المهاجرون أنهم موقوفون هناك بسبب محاولتهم عبور الحدود إلى بولندا، قبل أشهر من اندلاع الحرب.

وكان الاتحاد الأوروبي يمول مركز زورافيتشي (موقع عسكري سابق) ومرفقي احتجاز آخرين في أوكرانيا، في تشيرنييف وميكولاييف، وبحسب “مشروع الاحتجاز العالمي” (Global Detention Project)، تم تفريغ مركز تشيرنييف، لكن مركز ميكولاييف مازال يعمل.
ووفقا لتقريرها، لم تتمكن رايتس ووتش من التحقق من ما إذا كان أي شخص لا يزال محتجزا هناك.

انقطاع الاتصال مع مركز ميكولاييف يثير القلق

الباحثة أضافت “لكن ما يثير القلق بشكل كبير هو أوضاع المهاجرين في مراكز احتجاز أخرى، مثل مركز ميكولاييف، حيث لا اتصال لدينا مع أحد هناك، في وقت تشهد فيه تلك المنطقة أعمالا عسكرية كبيرة”.

وأشارت إلى أن: “هناك الكثير من المعاناة في أوكرانيا في الوقت الحالي، وهناك أعداد كبيرة من المدنيين الذين ما زالوا بحاجة للوصول إلى الأمان. يجب أن تشمل الجهود المبذولة لمساعدة الأشخاص على الفرار من أوكرانيا، الأجانب المحتجزين في مراكز احتجاز المهاجرين”.

تقرير هيومن رايتس ووتش نقل عن بعض المهاجرين ممن تم استجوابهم أن “الظروف في مركز احتجاز زورافيتشي كانت صعبة قبل الحرب، وتدهورت بشكل كبير بعد 24 شباط\فبراير.
في الأيام التي أعقبت الغزو الروسي، انتقل أفراد من الجيش الأوكراني إلى المركز.، الحراس نقلوا جميع المهاجرين وطالبي اللجوء إلى أحد المبنيين في المجمع، لتخصيص الآخر للجنود الأوكرانيين”.

حتجاجات للمهاجرين قبل الحرب

الشهادات التي نقلتها المنظمة الحقوقية، أوردت أنه عقب الحرب أو قبلها بقليل، نظمت مجموعة من المحتجزين احتجاجا بالقرب من بوابة المركز للاحتجاج على ظروفهم المعيشية والسماح لهم بالمغادرة باتجاه الحدود البولندية، حراس المركز قمعوا التحرك بقوة، واستخدموا العنف المفرط لفض الاحتجاج، وفقا لشهادات المهاجرين.

الحراس يعرضون على المهاجرين المشاركة بالقتال

وقال بعض الذين أدلوا بشهاداتهم إن حراس زورافيتشي قالوا لهم إنهم يمكنهم المغادرة إذا شاركوا بالمعارك إلى جانب القوات الأوكرانية، وأضافوا أنه سيتم منحهم الجنسية الأوكرانية على الفور، لكن أيا من المهاجرين لم يقبل بالعرض. هاردمان شددت على أن “تلك المعطيات وردت على ألسنة بعض من تم التحدث إليهم، ولم يتسن لنا التأكد بشكل جلي من صحتها”.

دور الاتحاد الأوروبي

تقرير رايتس ووتش شدد على أن الاتحاد الأوروبي قام منذ فترة طويلة بتمويل برامج لمراقبة الحدود وإدارة الهجرة في أوكرانيا، كما قام بتمويل المركز الدولي لتطوير سياسة الهجرة في زورافيتشي، كل ذلك بهدف وقف تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء وإبقائهم في الدول المجاورة، في هذه الحالة أوكرانيا.

يأتي هذا وسط دعوات للاتحاد الأوروبي ببذل قصارى جهده لتأمين حرية المهاجرين المحتجزين هناك ونقلهم إلى مناطق آمنة، وهي دعوات تبنتها أيضا وكالات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى لدعم هذه الدعوة للإفراج عن المدنيين في زورافيتشي، أو أي مراكز احتجاز مهاجرين أخرى.

Exit mobile version